الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتهاك للخصوصية.. Smart TV يتجسس على منازل مستخدميه

Smart TV يتجسس علي
Smart TV يتجسس علي مستخدميه

تقوم بعض الأجهزة المنزلية الذكية والتى من أهمها جهاز التلفاز الذكي "Smart TV"، بتسريب بيانات المستخدم الحساسة إلى شركات مثل Netflix وGoogle وFacebook حتى عندما تكون هذه الأجهزة في وضع عدم التشغيل، وفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ووجد باحثون من جامعة Northeastern وImperial College London أن عددًا من أجهزة التلفاز الذكية، بما في ذلك تلك التي صنعتها شركتا Samsung وLG، بالإضافة إلى الملحقات الذكية التى يتم تزويد أجهزة الكمبيوتر والتلفاز بها، والتى تدعي دونجل روكو وأمازون FireTV، يرسلان البيانات الشخصية للمستخدم مثل الموقع وعنوان (IP) إلى Netflix ومعلنين آخرين من الجهات الخارجية.

ويقوم التلفاز بإرسال البيانات سواء كان لدى المستخدم حساب Netflix أم لا، ووجد الباحثون أيضًا أن الأجهزة الذكية الأخرى بما في ذلك مكبرات الصوت والكاميرات، ترسل بيانات المستخدم إلى عشرات الجهات الخارجية بما في ذلك Spotify وMicrosoft.

ومن المرجح أن تزيد النتائج من المخاوف المتعلقة بخصوصية بيانات المستخدم على الإنترنت، مثلما تفعل الأجهزة الذكية بما فيها أجهزة التليفزيون المنزلى، ومنها التقارير التى تداولت الأشهر الماضية عن تجسس الأجهزة المنزلية المملوكة لشركة أبل على المحادثات الخاصة لمستخدميها.

ووفقًا لتقرير نيلسن الصادر في مارس الماضى، فإن حوالي 68% من الأسر الأمريكية لديها أجهزة تليفزيون ذكية متصلة بالإنترنت، بما في ذلك أجهزة خارجية مثل Roku وApple TV، خلال الربع الأخير من عام 2018، ويستخدم عشرات الملايين من هذه الأجهزة تقنية التعرف على المحتوى التي تتعقب كل شيء تشاهده، لتتمكن من استهدافك بشكل أفضل من خلال دفع الإعلانات التليفزيونية، التي تمثل الآن حوالي نصف جميع الإعلانات الرقمية.

وتعد دراسة جامعة "نورث إيسترن"، التي أجريت على 81 جهازًا مختلفًا، في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وهى أكبر تجربة من نوعها، وجدت حالات ملحوظة من اختراق للمعلومات، وقال الباحثون إن أمازون وجوجل وأكامي ومايكروسوفت كانت أكثر الشركات التي يتم إرسال المعلومات لها بشكل متكرر، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن هذه الشركات تدمج بعض الخدمات السحابية والشبكية للأجهزة الذكية لتعمل عليها.

ويتم الاتصال بـشركة "Amazon" تقريبًا من قِبل نصف الأجهزة التى تم اختبارها في الدراسة، وهو ما يمكن للأمازون استنتاج الكثير من المعلومات حول ما تفعله مع الأجهزة المختلفة في منزلك، بما في ذلك الأجهزة التي لا تتدخل في صناعتها، وقال "ديفيد تشوفنيس"، عالم متخصص بأجهزة الحاسب في جامعة نورث إيسترن: "ويمكن أيضًا أن يكون لديهم تلك الشركات قدر كبير من الوضوح فيما يفعله منافسوهم"، وذلك من خلال تحليل حركة مرور الشبكة.

وخلص فريق Northeastern إلى أن الشركات الثالثة تتلقى على الأقل، معلومات حول الجهاز الذي يستخدمه الأشخاص ومواقعهم، وربما حتى ما يهتمون بمشاهدته، وقال البروفيسور تشوفنيس: 'لذلك قد يعرفون متى تكون في المنزل ومتى لا تكون كذلك".

ونظرًا لأن الكثير من البيانات التي يتم إرسالها من قِبل الشركات المصنعة للأجهزة يتم تشفيرها، لم يكن الباحثون على دراية بالتحديد بالبيانات الإضافية التي يتم إرسالها، وقال حامد حدادي، عالم الحواسيب في إمبيريال كوليدج: "يمكنهم بالتأكيد رؤية بعض ما يهتم المستخدم بمشاهدته لكن ما يمكنهم رؤيته بالضبط يعتمد على ما ترسله الشركة المصنعة".

وقالت شركة نيتفيلكس "Netflix": "تعتبر المعلومات التي يتلقاها Netflix من أجهزة التليفزيون الذكية، والتي لم تسجل الدخول على شبكة نيتفيلكس مقيدة، أى نحن لا نتلقى أي معلومات حول التطبيقات أو الأنشطة الأخرى على أجهزة التليفزيون الذكية".

وصرحت شركة فيسبوك "Facebook": "من الشائع بالنسبة للأجهزة والتطبيقات إرسال البيانات إلى خدمات الجهات الخارجية المدمجة فيها، ويمكن أن يشمل ذلك على سبيل المثال تطبيقًا يرسل بيانات إلى Facebook لإنشاء واجهة تسجيل دخول أو يوفر زر أعجبني".

وأوضحت شركة جوجل "Google": "مثل الشركات الأخرى يمكن لمطوري تطبيقات التليفزيون الذكي استخدام خدمات الإعلانات من Google لعرض الإعلانات مقابل محتواهم أو قياس أداء الإعلانات، بناءً على تفضيلات المستخدم المختارة على الجهاز والموافقات، ويجوز للناشر مشاركة البيانات مع Google التي تشبه البيانات المستخدمة للإعلانات في التطبيقات أو على الويب".

وأضافت: "بناءً على الشركة المصنعة للجهاز أو مالك التطبيق، يمكن أن تشمل البيانات المرسلة إلى Google موقع المستخدم ونوع الجهاز وما يشاهده المستخدم داخل تطبيق معين حتى يمكن استهدافه بإعلانات مخصصة".

ويحذر الخبراء من الحد الأدنى من الإشراف على كيفية تخزين الأجهزة الذكية ومشاركة البيانات الشخصية لها، وقال ماكس فان كليك، عالم الكمبيوتر بجامعة أكسفورد: "الناس يقضون المزيد والمزيد من الوقت على هذه الأجهزة، ويوضعون في مثل هذه الأماكن الحرجة في منازل الناس، لذلك نحن بحاجة إلى الحظر الشديد من هذه الأجهزة الذكية".