الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مات ساجدا في ليلة القدر.. مدكور أبو العز بطل الضربة الجوية الأولى ضد إسرائيل

مدكور أبو العز الدمياطي
مدكور أبو العز الدمياطي

حتى اليوم يتغنى ببطولاته أهل قريته بميت أبو غالب التابعة لمركز كفر سعد بمحافظة دمياط "إنه الفريق مدكور أبو العز، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في حرب أكتوبر المجيدة.

يتباهى الدمايطة بأن الفريق أبو العز أحد أبنائهم الذي ولد داخل منزل يجتمع به أهالى القرية لبحث مشكلاتهم حتى الآن، فعائلة أبوالعز تعد من أعيان القرية، ولد أبو العز في 11 مارس 1918، ثم التحق بالكلية الجوية في سن صغيرة ليصبح أصغر ضابط طيار في تاريخ القوات الجوية المصرية.

وفي 1956 أصبح مدير الكلية الجوية وظل كذلك حتى 1963، وعقب إعفائه من منصبه جعله الرئيس جمال عبد الناصر محافظًا لأسوان.

توفي الفريق أبو العز ليلة القدر في شهر رمضان ورحل عن عمر يناهز الـ88 عاما والـ7 أشهر وهو يصلي الفجر، وحضر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك جنازته العسكرية.

إنجازات أبو العز

صاحب أول ضربة جوية ضد إسرائيل بعد 40 يومًا فقط من هزيمة 67، ويقال إنه كان يمثل خطرا على الكيان الإسرائيلي حتى إن موشي ديان طالب برأسه ولم يثبت صحة هذا من عدمه.

أخذ أبو العز على عاتقه حماية الطيران المصري من هجمات العدو، حتى أقسم ألاّ تضرب طائرة مصرية على الأرض بعد 67 وبني الدشم والمخابئ للطائرات داخل المطارات، وأدخل تكتيك الطيران المنخفض للقوات الجوية وهو نفس التكتيك الذي أثمر بعد ذلك عن نصر أكتوبر.

مشواره في عهد جمال عبدالناصر

التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1937 وعمره وقتها 17 عامًا فقط جعلته أصغر ضابط بين خريجي الكلية ثم تدرج في مناصب القوات الجوية حتي وصل إلي منصب مدير الكلية الجوية في الفترة من عام 1956 حتي عام 1963.

خرج الفريق مدكور أبوالعز من الكلية الحربية، ولكن عبدالناصر أراد أن يعبر له عن اعتزازه به فقام بتعيينه محافظًا لأسوان أثناء سنوات إنشاء السد العالي منذ عام 1964 حتي عام 1967.

محافظ أسوان

ذهب الفريق أبوالعز إلي أسوان محافظًا وهو لا يجهل أسوان فحسب، وإنما يجهل الحياة المدنية بالكامل، لم يستسلم للأمر وقام بجمع المعلومات، واستعان بأهل العلم، ولم تمر سوى شهور قليلة ليلمع الفريق مدكور محافظًا بعد أن لمع كقائد عسكري، وقام بمجرد معرفته بالتفاصيل بإنشاء كورنيش أسوان الذي يعد علامة بارزة بأسوان حتي هذه اللحظة.

واستمر الفريق مدكور أبوالعز محافظًا لأسوان، وفي إحدي زيارات عبدالناصر خطب مدكور أبوالعز بالأرقام متحدثًا عن إنجازاته في أسوان، وبعد الحفل سأله عبدالناصر وقد فاجأته الإنجازات، هل هذه الأرقام حقيقية أم أنها للاستهلاك المحلي؟ فرد الفريق مدكور أنها أرقام حقيقية لا أعرف غيرها وليس لي دراية بلغة الاستهلاك المحلي.

انتقل الفريق أبوالعز من ميدان إلي ميدان لا يعرف غير العمل الجاد، وشاءت الأقدار بعد ثلاث سنوات من خروجه من ميدانه الأساسي الجيش أن يعود إليه مرة ثانية، وفي لحظات حالكة من تاريخ مصر عقب نكسة 1967.

العودة للقوات المسلحة

بعد خطاب التنحي الذي ألقاه عبدالناصر بعد النكسة وإصرار الشعب علي بقائه كان أول قرار يصدره عبدالناصر هو قرار عودة الفريق مدكور أبوالعز للقوات المسلحة قائدًا للقوات الجوية، وصدر القرار تحديدًا يوم 10 يونية في نفس يوم خطاب التنحي، وقام الرئيس عبدالناصر بعد ذلك بإرسال طائرة خاصة حملت الفريق أبوالعز من مطار أسوان إلي القاعدة الجوية بألماظة، وفي ألماظة استقبل تلاميذ الفريق مدكور أبوالعز أستاذهم بحفاوة بالغة أسعدته ولكنه قال لهم مباشرة: إن هذا الوقت ليس وقت الاحتفالات وإنما وقت العمل لحين استعادة الكرامة.

توجه الفريق أبوالعز بعد ذلك مباشرة إلي منزل الرئيس عبدالناصر في منشية البكري، وفي هذا اللقاء طلب الفريق مدكور من الرئيس عبدالناصر عدة مطالب من بينها مطالب كان قد طلبها بعد حرب عام 1956 مثل إنشاء دشم ومخابئ للطائرات بالمطارات المصرية تحت الأرض، وحماية سماء مصر بالمدافع المضادة للطائرات.

اسمه ارتبط باحداث تاريخية

أهم حدث قام به الفريق مدكور أبوالعز ومازال الشعب المصري يذكره له، فهو قيامه بعد 40 يومًا فقط من نكسة 67 بتوجيه ضربة جوية للعدو الإسرائيلي بسيناء نجح خلالها في إصابة مطارات العدو ومراكز القيادة، وتشكيلاته علي مدار يومين هما 14 و15 يوليو عام 1967 دون أن يفقد طائرة واحدة بعد أن نجح في تجميع 250 طائرة هي كل ما تبقي من سلاح الجو المصري بعد هزيمة 67 وأعاد تأهيلها.

وقام أبو العز بالطلعتين ردًا علي الغطرسة الإسرائيلية علي الجبهة، واستفزاز الإسرائيليين للجنود المصريين علي الجبهة بحركات وأفعال تنال من كرامة العسكرية المصرية فأقدم على المغامرة ونجح لدرجة أن إسرائيل بعدها طلبت وقف إطلاق النار الذي وافق عليه الرئيس عبدالناصر بعد أن رجع في الأمر للفريق أبوالعز.