الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني: زيارة القدس ليست تطبيعًا.. والاحتلال يمارس العدوانية على المقدسات والبشر والشجر والحجر.. ومصر في قلبنا ولا تدخر جهدا في دعم قضيتنا

مستشار وزير الأوقاف
مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني: زيارة القدس ليست تطبيعًا

مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني: 
زيارة القدس ليست تطبيعًا ولا تعني الاعتراف بالاحتلال الصهيوني
مصر في قلب كل فلسطيني وقدمت الغالي والنفيس لشعبنا
الاحتلال يمارس العدوانية على المقدسات والبشر والشجر والحجر
دور مصر على مدى التاريخ رئيسي وأساسي وحاضن للقضية الفلسطينية

على هامش مؤتمر الإفتاء العالمي الذي انتهت فعالياته يوم الأربعاء الماضي، التقى «صدى البلد»، الدكتور جمال أبو الهنود، مستشار وزير الأوقاف والشئون الدينية بفلسطين، لسؤاله عن آخر مستجدات الأحداث في القضية الفلسطينية، وهل تعد الزيارة للقدس تطبيعًا مع الاحتلال الصهيوني، وأيضًا معرفة رأيه في مؤتمر دار الإفتاء العالمي بعنوان الإدارة الحضارة للخلاف الفقهي.

قال الدكتور جمال أبو الهنود، مستشار وزير الأوقاف والشئون الدينية بفلسطين، إن زيارة القدس لا تعني اعترافًا بالاحتلال الإسرائيلي ولا تطبيعًا معه على الإطلاق، بل هي شكل من أشكال المقاومة له؛ حيث إنه يريدها عاصمة أبدية له فارغة من العرب المسلمين والمسيحيين.

التطبيع حرام شرعًا
وأضاف «أبو الهنود» في تصريح لـ«صدى البلد» أن التطبيع مع الكيهان الصهيوني حرام شرعًا، نوهًا بأن الزيارة للمسجد الأقضى ليست تطبيعًا بل هي ضرورة دينية وسيساسة لتثبيت الحق للرابط في المسجد الأقصى.

زيارة القدس جائزة شرعًا
وأشار إلى أن توافد المسلمين لزيارة المسجد الأقصى مهمة جدًا وجائز شرعًا، ليعلم المُحتل الصهيوني أن هذه أرض ومقدسات إسلامية عربية نَشد الرحال إليها لنؤكد إسلاميتها ونعبد الله تعالى فيها، ولا يعني زيارة السجين الاعتراف بالسجان.

مستجدات القضية الفلسطينية
تابع: إن بلادنا فلسطين تعيش مأساة كل يوم في كل منطقة، لما يفعله الاحتلال الصهيوني من ممارسات عدوانية على المقدسات والبشر والشجر والحجر لالتهام ما تبقى من أرض فلسطين المباركة، ولذلك يفعلون كثيرًا للتضيق أكثر على فلسطين وشعبها ومقدساتها، وهذه الممارسات المتواصلة تبتكر كل أذى لإلحاقه بالقضية الفلسطينية.

دور مصر في القضية الفلسطينية 
نوه مستشار وزير الأوقاف والشئون الدينية بفلسطين، بأن دور مصر على مدى التاريخ رئيسي وأساسي في دعم الفلسطينين وحاضن للقضية الفلسطينية.

وألمح «أبو الهنود»، أن مصر قدمت الغالي والنفيس ولا تزال تقدم الكثير، منوهًا بأن مصر قدمت الدماء لنصرة القضية الفلسطينية حيث مزج الدم الفلسطيني بالدم المصري في جميع مواقع فلسطين في المقاومة ودحر الاحتلال في أعوام 1948 و56 و67.

وأشار إلى أن علاقة مصر بفلسطين علاقة الدم، فمصر في قلب كل فلسطيني، وهي الحاضة للقضية ودائمًا تؤدي واجبها من غير توانٍ فيما يخدم القضية الفلسطينية.

كيف يكون الخلاف الفقهي رحمة
أكد أنه يوجد اختلاف في بعض الآراء الفقهية، قائلًا «ففي الاختلاف رحمة، فنحن نختلف لكن لا نفترق»، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أإنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعالِيَ الأُمُورِ وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَها»، ومَعالِي الأُمُورِ هي الأَعْمالُ التي تَدُلُّ على شَرَفِ الإنسانِ وحِرْصِهِ عَلَى مَرْضاةِ الله, والاقتِداءِ بِرَسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-, واسْتِغلالِ الوَقتِ فيما يُفِيد, والتَّحَلِّي بِمَكارِمِ الأخلاق.

ونبه على أن الإسلام دين حضارة وفكر، وعلينا أن نلتقي في مؤتمر الإفتاء وتجمع بيننا الإنسانية، فهذا من شأنه أن يخدم مصلحة الدين والوطن، ويسهم بشكل كبير في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي شوهت صورة الإسلام أمام الآخرين، مشيدًا بالمشروعات التي خرج بها المؤتمر ومن بينها إطلاق وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي.

هل يوجد تعصب لدى الفقهاء؟
أفاد الدكتور جمال أبو الهنود، بأن الفقهاء لم يكن لديهم تعصب مذهبي، وساد بينهم احترامٌ متبادلٌ للآراء، والحب والتعاون فيما يخدم مصلحة الدين والأمة الإسلامية.

واستطرد: أن التنوع الفقهي يبني ولا يهدم ويؤلف بين الناس ويجمع ولا يفرق، منوهًا بأنه اجتهدَ كلُّ إمامٍ في ترجيحِ المسائلِ الشَّرعيةِ، ومع ذلكَ لم يُثبتوا العصمةَ لأنفسِهم.

واستدل على عدم وجود تعصب مذهبي، بما قالَه الإمامُ أبو حنيفةَ: «إذا قُلتُ قَولًا يُخالفُ كتابَ اللهِ -تَعالى- وخَبرَ الرَّسولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاتركوا قَولي» وقالَ الإمامُ مَالكٌ: «إنما أنا بَشرٌ أُخطئ وأُصيبُ، فانظروا في رأيي؛ فَكلُّ ما وَافقَ الكتابَ والسُّنةَ فخذوه، وكلُّ ما لم يُوافقْ الكتابَ والسُّنةَ فاتركوه» وقَالَ الإمامُ الشَّافعيُّ:«إذا وَجدتم في كِتابي خِلافَ سُنةِ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقولوا بسُنةِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودَعُوا ما قُلتُ» وقَالَ الإمامُ أحمدُ: «لا تَكتبوا عنِّي شَيئًا، ولا تقلِّدوني، ولا تقلِّدوا مَالكًا، والشَّافعيَّ، والأوزاعيَّ، ولا الثوريَّ وخُذُوا من حَيثُ أَخذوا».

وأكمل: هؤلاءِ العُلماءِ ونترحَّمَ عليهم لخدمتِهم للإسلامِ، ونَظنَّ بهم خيرًا بأنَّهم قد بذلوا وِسعَهم وطاقتَهم في ترجيحِ الأحكامِ بما بلغَهم وما صحَّ عندَهم من الأدلةِ، وأن نَعذرَ من أخطأَ منهم مُجتهدًا، ونعلمَ أنَّ له أجرَ الاجتهادِ، وليسَ عليه إثمُ الخطأِ، ونحقِّقَ قولَه -تعالى-: «وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ» (الحشر: 10).

ونبه على أنه يجبُ أن لا نتعصَّبَ للمذاهبِ ولا للأقوالِ، وأنَّ ما حدثَ فيه الخِلافُ، رجعنا فيه إلى دليلِ كلِّ قولٍ لمعرفةِ الرَّاجحِ؛ كما قالَ -تعالى-: «فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا» [النساء: 59]، وما لم يتبيَّنْ لنا فيه الحقَّ، سألنا عنه العالمَ الصَّادقَ، المعروفَ بعلمِه وصدقِه وورعِه وخوفِه من اللهِ -تعالى-؛ كما قالَ -تعالى-: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [النحل: 43].