محام: الأشغال الشاقة المؤبدة تنتظر كمساري قطار طنطا الأقصر

قال أيمن محفوظ، المحامي، إن واقعة إجبار كمساري لشابين على القفز من القطار فى طنطا جديدة من نوعها ولم تحدث من قبل، وإن بعض القانونيين يرون أن ذلك قتل خطأ لمساهمة الكمسري بإهماله وعدم احترازه في النتيجة الإجرامية، طبقا للمادة ٢٣٨ من قانون العقوبات التى تنص على أن «من تسبب خطأ في موت شخص آخر بأن كان ذلك ناشئا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح» وهذا أمر خاطئ.

وأضاف أيمن محفوظ لـ «صدى البلد» أن القتل الخطأ لا يتوقع فيه الجاني نتيجة الجريمة التى ستحدث، إلا أنه في تلك الواقعة يعلم الكمساري جيدا أن القفز من القطار أثناء سيره سوف يؤدى لحدوث جريمة بشعة للمجني عليهما، وهذا ما حدث للشابين؛ أحدهما مات والآخر مصاب ببتر فى قدمه.

وأكد أن العقوبة التى ستوقع على الكمسري المتهم هى الأشغال الشاقة المؤبدة، وذلك لاعتباره مسئولا عن جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار.

وأوضح أنه بالإضافة إلى الإهمال يعتبر عدم مراعاة القوانين واللوائح من قبيل الخطأ غير العمد، وإذا كان الفعل صادرا عن تفكير وروية من الجاني بفعل يعد قاتلا بطبيعته، حيث إن إلقاء الشابين من القطار المسرع هو أمر حتمي للوفاة أو الإصابة الشديدة.

وتابع: "القصد الجنائي العام اتجاه إرادة الفاعل إلى تحقيق النتيجة الإجرامية، بينما يعني القصد الجنائي الخاص اتجاه إرادة الجاني إلى الوصول إلى غاية معينة من وراء حدوث النتيجة والمتمثلة في نية إزهاق روح المجني عليه يشكل العلم والإرادة عنصري القصد الجنائي، ويُقصد بالعلم ضرورة علم الجاني بأركان الجريمة من نشاط ونتيجة".

وأكد أنه "وبتطبيق ذلك على جريمة القتل يتضح أن القصد احتمالي، فإن الفاعل فيه يقصد تحقيق نتيجة وهو يقوم بنشاط معين ولكنه يتوقع احتمال أن تحدث نتيجة إجرامية أخرى بسبب النشاط الذي يأتيه فلا يمنعه هذا من المضي قدما في سلوكه فيقبل هذه النتيجة إثبات نية القتل مسألة موضوع، تقوم محكمة الموضوع بالتعرف عليها من وقائع القضية، في ذلك تقول محكمة النقض: «من المقرر أن قصد القتل أمر خفي لا يدرك بالحس الظاهر، وإنما يُدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والإمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني وتنم عما يضمره في نفسه فإن استخلاص هذه النية من عناصر الدعوى موكول إلى قاضي الموضوع في حدود سلطته التقديرية»".

واختتم قائلا: "فى خلاصه القول أن فعل هذا الكمسري يعد فعلا قاتلا بالضرورة، وأن احتمال تحقيق نتيجه القتل مرتبط بما فعله بإجبار الشابين على القفز من القطار فلهذا يعد مسئولا عن الجريمة".