الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشرف الشرقاوي يكتب: رفقاً بمرضاكم أيها الأطباء

صدى البلد

إن الطب مهنة سامية مهنة أساسها الرحمة وباطنها الرقي والسمو والأخلاق فهم ملائكة الرحمة إن أخلصوا ضمائرهم وصدقوا في رسالتهم وأن خلفوا فإنهم بحق جلادين الحياة. فيا أيها الطبيب المبجل جعلك الله مداويًا للناس وجعل الشفاء بأمر الله علي يديك.. فأنت مكلف بتخفيف الآلام عن الناس وعلاج جراحهم وبث الطمأنينة في قلوبهم . 
ولكن أيها المستثمرون الأطباء ما تفعلونه اليوم هو بعينه الهلاك فمهنتكم ليس بمهنة بل هي رحمة مهداة من الله عز وجل لعباده ليخفف أوجاعهم وآلامهم ولكنكم حولتم تلك الرسالة السامية إلي سوق تمارس فيه أبشع انواع تجارة علي البشر انه بيزنس علي الأرواح وعلي الحياة ادفع لكي تعيش. فكيف لمريض لا يملك قوت يومه يصبح سلعة في ايدي أطباء تجار الحياة. أطباء انتزعت من قلوبهم الرحمة وامتلأت قلوبهم بجشع الحياة وغاب عنهم ضميرهم وانخرطوا في براثن الحياة فكيف يا تجار الحياة لمريض أنهكه المرض وظلمته الحياة بفقرها معه ان تدخله جحيما لا يساوي اي حياة. اطلب يا طبيب الرحمة مبالغ طائلة لكي تكون سببًا في دواه. 

فتجري الأبناء الفقراء وتسعي لتستدين تارة والبكاء تارة والحزن تارة تبا لمبلغ نجمعه لم نر مثله في الحياة ألفقرنا نموت يا تجار الحياة فيبكي الأب ألما من مرضه تارة ومن ظلم الحياة ويبكي ألما وشفقة علي أبنائه الذين تداينوا وذلوا أنفسهم ليجمعوا لأبيهم فاتورة الحياة.. فيتمني الأب موته شفقة ورحمة بأبنائه فما أصعبها حياة.. فيا أيها الطبيب المستثمر يا طبيب البيزنس ويحك أأنت تهب الحياة؟ 

فيا أيها الطبيب المستثمر من مرض الفقراء عش في الدنيا بأموالك كما تريد فما أبخسها حياة فقال المولي عز وجل يا بن ادم ان لم تستحي ففعل ما شئت فكما تُدين تُدان.
  
فإن ضيقت الدنيا علي مريض فقير فاعلم بأنه سيأتي من لا يرحمك فإنه دين ولابد أن يُسدد, فيا أيها الأطباء ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ظننتم انكم امتلكتم الدنيا فالدنيا كالعطر اذا خرج من محبسه يطير، فاقبض علي الدنيا وتيقن ان في قبضتك لن تمتلك كثيرًا.. وان ضحكت لك الدنيا قليل فــأعلم أن لتلكم الضحكة الـــف تأويل.. وما زال السؤال مطروحًا هل الطب رسالة أم تجارة.