الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية


شاء ربنا سبحانه وتعالى أن يجود على مصرنا المباركة وشعبها الطيب، -فضلا ومنَّة- بإقامة كيان الأزهر الشريف على أرضها، كيانا ومؤسسة دينية عالمية عريقة، بوركنا به منذ أكثر من ألف سنة، فكان قبلة وكعبة للعلم الشرعى، يجود بخيراته، ونفحاته، وبركاته، وعلمه، وإيمانياته على العالم أجمع، يقصده كل طلاب المعمورة من شتى الجنسيات والبلدان والقارات، تعليما وترسيخا لمفاهيم ديننا الحنيف وفكره الحضارى الرصين، فأضحى بحق -جامعا وجامعة ومشيخة وما يتفرع منه من مؤسسات إسلامية قائمة الآن- نهرا، عذبا، فياضا يجود بالخير والنماء على البشرية كلها.

من هنا كان حبى الشديد -الذى لا يوصف- لأزهرنا الشريف وإمامه الأكبر، وعلمائه جميعا، وكل من يشرف بالانتساب إليه، ورغم أننى لست أزهريا، إلا أنه الحب الإلهى الذى يودعه ربنا سبحانه وتعالى في قلوب عباده إزاء هذا الصرح المبارك المهيب، إضافة لطبيعة عملي الصحفي والإعلامي، فإني متابع جيد لمؤسساتنا الدينية الرسمية والعالمية على حد السواء، ومنها هذا الصرح المبارك الطيب، " مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية"، الذى أثار إعجابى، بعظيم اهتمامى ومتابعتى السادرة له عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، وما يبثه من فتاوى، وإيضاحه للعديد من القضايا والمعضلات المختلفة التي تهم السائل في كل مكان، عبر مطوياته وكتبه ونشراته ولقاءاته بالجمهور بحملاته الثابتة والمتغيرة، جنبا إلى وحداته العلمية والبحثية والتدريبية والخدمية للمواطنين، وأبرزها وحدة "لم الشمل" به، والذى نجحت جهود علمائه في لم شمل الآلاف من الأسر، وإنقاذها من الطلاق وخراب البيوت، ومازالت جهودهم قائمة.

إزاء ما سبق، عقدت نيتى بزيارته، وإلقاء الضوء على جهود علمائه، ووحداته المختلفة، لتعريف القارئ بهذا الصرح الأزهرى المبارك الفتى، وذهبت بالفعل والتقيت بالدكتور أسامة هاشم الحديدى المدير التنفيذي للمركز، وهو عالم شاب نابه من خيرة علماء الأوقاف، وبعدد من علمائه الشباب -حفظهم الله وبارك فيهم جميعا- مجريا معه حوارا مطولا عن المركز ورسالته وأهدافه وآليات عمله، ووحداته المتخصصة المختلفة.

فأوضح لى أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، صاحب باكورة التوجيه بإنشاء هذا المركز ليكون أداة وآلية من الآليات التي يعمل من خلالها الأزهر على مواجهة الإرهاب والتطرف، وتفكيك الأفكار المنحرفة المتطرفة والهدامة، في ظل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا وأمتنا الإسلامية والعربية، وليقوم الأزهر من خلاله بدور بالغ الأهمية هو تفنيد هذه الأفكار، وتحليلها تحليلا يواكب لغة العصر من خلال آليات أحدث وسائل التكنولوجيا الموجودة بالمركز، من خلال مجموعة من العلماء الشباب أصحاب الكفاءات في تخصصاتهم، المتفوقين في كلياتهم، حيث معظم علماء المركز من أوائل الدفعات في كلياتهم.

وقال إن أهم أهداف المركز تتمثل في مواجهة هذه الفتاوى التي عمت وطمَّت وانتشرت بوسائل التواصل الاجتماعى وبكثرة في البرامج التليفزيونية بالتوك شو، حتى برامج الطبخ، وهذه من المصائب، والعمل على بحث النوازل والمستجدات المتسارعة في عصرنا الحالي، مع مراعاة تسهيل التواصل مع شتى الفئات والطوائف على اختلاف أفهامهم وعاداتهم وأعرافهم، داخل جمهورية مصر العربية وخارجها.

أما رؤية المركز، فتتمثل في الريادة والتميز في مجال الفتوى والبحوث الشرعية على المستوى المحلي والعالمي، ورسالته: فتح آفاق تواصل لمواكبة التقدم العصري، ونشر صحيح الدين من خلال تقديم الفتاوى الصحيحة بأيسر الوسائل، وأهدافه: ضبط الفتوى في المجتمع، والحد من فوضى الفتاوى، ونشر الفكر المعتدل من خلال الفتاوى الوسطية، ورفع نسبة المستفيدين من الفتاوى، والتيسير على جمهور المسلمين من خلال ما يتمتع به الأزهر من التعددية المذهبية، والرد على الشبهات، وتصحيح المفاهيم، وتلبية احتياجات المستفتين من غير المتحدثين باللغة العربية، وإعداد وتأهيل الكفاءات والكوادر العلمية المتخصصة.

وأكد لى أن عملهم لا يتعارض مطلقا مع دار الإفتاء، بل يتكامل، فالكل مدافعون عن حياض وطننا وأخلاقيات أبنائه، وأن المركز مزود بأحدث الوسائل والآليات التكنولوجية ويؤدي رسالتنا وفق شعار "آلة متميزة ومفتي عالم متميز"، لكن ما يحزنه أنهم بالرغم من قيامهم بدور حيوى ومهم جدا، لكن ليس ملموسا ومرئيا لاهتمام إعلامنا بسفاسف الأمور وإفساد الإخلاقيات، موضحا أن مكافأة علمائنا في وحدة "لم الشمل" الخروج من هذه البيوت التي باتت أن تخرب، وقد جبر الله خاطرهم بالإصلاح، وأنهم قاموا بعمل برنامج "التوعية الاسرية والمجتمعية"، تحت شعار "أسرة مستقرة تساوى مجتمع آمن" لقضايا "لم الشمل"، وأن علماء المركز حققوا نجاحا باهرا فيه، لكن الأمر يحتاج إلى المداومة وتكاتف سائر الجهود بين جميع مؤسسات الدولة ضد ظاهرة الطلاق، مشددا على  أن محاولات جادة مستميتة يبذلون فيها جهودهم ووقتهم وأموالهم للإصلاح، لكن عددنا لن يؤهل لذلك.

كما أكد لى الدكتور أسامة هاشم الحديدى، المدير التنفيذي للمركز، أن استقبال المركز للشخصيات العالمية يعكس مدى اهتمامهم بالإدارات المهمة الجديدة المستحدثة التي أنشأها الأزهر، وأن علماء الدين لم يعودوا يجلسون في زاوية، إنما انفتحوا على العالم يملأون الدنيا العلم الصحيح المنضبط.

وبعد نهاية حوارى، أصطحبنى الدكتور أحمد المشد، عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، ليطلعنى على أقسام المركز الإفتائية والبحثية والتدريبية المختلفة، والحق أشهد أنه سرنى هذه الوجوه النضرة الناضرة الشابة، التي التقيتها ورأيتها، وانتقاها أزهرنا الشريف من خيرة أوائل دفعات كلياته المختلفة، ليكونوا واجهة علمية، دينية، إفتائية مشرفة، يفخر بها مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية على مختلف أقسامه، بل نفخر بهم جميعا كمصريين، لما يؤدونه من رسالة تنويرية، توعوية، إفتائية، على أكمل وجه، تدريبا وبحثا وتعليما واطلاعا ومتابعة، تجعلك تطمئن يقينا أن مصرنا وديننا بخير، محفوظين من الله تعالى.

الكل يعمل في دأب وجهد مقدر مثمن، يرجون تجارة لن تبور، وتوصيل رسالة دينية، إصلاحية، أخلاقية، عبر عملهم الدعوى، الإفتائى، العلمى، البحثى، المراقب من علماء آخرين، لتصحيح وإضافة ما يرجى في أي فتوى تقدم، الجميع يعمل على قلب رجل واحد، في خلية عسل واحدة مصفاة، نشرا لصحيح ديننا، ووجهه الحضارى والأخلاقي والعلمى لجموع المسلمين، ليس في مصر فحسب، بل في العالم الغربى بلغات ثلاث، الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وكم كانت -وما زالت- سعادتى بهم جميعا، -كل باسمه- على جهودهم الحثيثة، البينة للمجتمع وأبنائه، ولا نملك إلا قولنا لهم: جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم ونفع بكم وشكر لكم وأحسن إليكم، فعطاؤكم عظيم، جزيل، مقدر، مثمن، فحفظكم الله تعالى وحفظ الله مصرنا الحبيبة وأزهرنا الشريف المبارك وجل علمائه وأبنائه.

[email protected]














المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط