الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ورقة بحثية تكشف أسرارا تاريخية عن دير سانت كاترين في ملتقى تسامح الأديان

صدى البلد

ألقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء ورقة بحثية مهمة ضمن فعاليات الملتقى العلمى الأول"التسامح الديني فى مصر-شواهد تاريخية" والذي نظمه معهد البحوث والدراسات القبطية بجامعة الإسكندرية ومديرته الدكتورة رشا فاروق السيد تحت رعاية الدكتور عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية.

وأشار ريحان إلى أن ورقته تضمنت مضامين التسامح من خلال الحقائق الدينية والأثرية والتاريخية،مؤكدًا بكل هذه الأدلة وجود جبل الشريعة أو جبل موسى بمنطقة سانت كاترين حاليًا،والتى تضم الوادى المقدس طوى.

وفند كل الآراء التى حاولت إبعاد صفة القداسة والبركة عن مصر بذكرهم أن الجبل موجود فى النقب أو الأردن أو السعودية وشرح سر العليقة المقدسة المشتعلة وغير المحترقة داخل دير سانت كاترين.

ونوه ريحان إلى تأكيد القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين أن الشجرة المقدسة بسيناء،من بنائها كنيسة شهيرة فى القرن الرابع الميلادى فى أحضان هذه الشجرة تبركًا بها،ومن هذا الوقت بدأت أنظار العالم المسيحى تتجه إلى مصر كطريق للحج إلى الجبل المقدس بسيناء ومنه إلى القدس،وترك الحجاج نقوشهم التذكارية فى أودية سيناء وداخل الدير.

وهذه الكنيسة تضم أسفل مذبحها جذور شجرة العليقة المقدسة، وقد أدخلها الإمبراطور جستنيان ضمن حدود الدير الشهير الذى أنشاه فى ق 6 الميلادى، وأطلق عليه دير طور سيناء ثم تحول إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة على أحد جبال سيناء الذى حمل اسمها،ومن يدخل هذه الكنيسة منذ القرن الرابع الميلادى حتى الآن يخلع نعليه تبركًا بنبى الله موسى ومناجاته لربه فى هذا الموقع.

وأوضح ريحان أهمية وجود الجامع الفاطمى داخل الدير وأسباب البناء، وهو الجامع الذي بناه أبو المنصور أنوشتكين الآمرى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله 500هـ 1106م، وذلك عند البقعة المقدسة المباركة من الشجرة ومجاورًا لكنيسة التجلى وكنيسة العليقة المقدسة لتلتقى الأديان فى بقعة واحدة.

وكان لها عنصر التفرد والاستثناء ومنها سجلت منطقة سانت كاترين التى تحمل رموز التسامح تراثًا عالميًا استثنائيًا باليونسكو عام 2002،والجامع أنشئ ليصلى فيه أهالى المنطقة للعلاقات الطيبة بينهم وبين رهبان سيناء على مر العصور.

فهم من يقومون على حماية طرق الحج والحجاج ويقومون بنقل المؤن إلى الدير من ميناء طور سيناء، وكذلك ليصلى فيه الجبالية وهم حراس الدير منذ القرن السادس الميلادى،وقد أرسلهم جستنيان لحماية الدير واستمروا فى هذا العمل بعد دخولهم الإسلام وهم القائمون على هذه الأعمال وخدمة الحركة الروحانية والسياحية داخل وخارج الدير.

كما أشار ريحان إلى أهمية وادى حبران الممتد من مدينة طور سيناء إلى منطقة سانت كاترين،مؤكدًا أنه الوادى الذى شهد عبور نبى الله موسى لتلقى ألواح الشريعة بالجبل المقدس وعودته منه وعبوره بشعب بنى إسرائيل بعد ذلك.

كما كان الطريق معبرًا للحجاج المسيحيون والمسلمون القادمون عبر ميناء الطور لزيارة الأماكن المقدسة بالوادى المقدس طوى،وترك الحجاج المسلمون ذكرياتهم فى محراب الجامع الفاطمي داخل الدير.

ثم يعود الحجاج المسلمون إلى ميناء الطور القديم للإبحار إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة ويظل الحجاج المسيحيون لمن وجهتهم الجبل المقدس فى المنطقة ويرتحل الحجاج الآخرون الراغبون فى الحج إلى الجبل المقدس ثم القدس الشريف

وعرض ريحان رحلة كاملة بالصورة والمعلومة لمعالم دير سانت كاترين نقل بها الحضور إلى روحانيات وجماليات الوادى المقدس طوى ثم هبط بهم إلى الإسكندرية مرة أخرى حيث عاشت وتربت واستشهدت القديسة كاترين قبل رحلتها الروحانية إلى ربوع سيناء الأرض المباركة.