الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الألم جاي الأمل.. متلازمة داون تفتح لـ الموديل مصطفى نوفل أبواب الشهرة

مصطفى نوفل
مصطفى نوفل

بعد الألم جاي الأمل والكلمتين نفس الحروف.. لم تكن مجرد جملة عابرة نسمعها بكلمات أغنية، إلا أنها جسدت رحلة تحدي أم وطفلها المصاب بمتلازمة داون منذ نعومة أظافره، ليصبح متفردًا بكونه من ذوي الاحتياجات الخاصة ويحقق ما لم يستطع غيره تحقيقه.

مصطفى نوفل ذو الـ 18 عاما، نجح أن يصبح أول موديل مصاب بـ متلازمة داون في مصر، تفرد بما منحه له القدر ليحوله من أزمة يهرب منها المجتمع إلى تحد وإصرار وعزيمة لكسر القواعد وتحقيق شيء مختلف بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة .

بدأت القصة منذ ولادة مصطفى واكتشف والداه أنه مصاب بمتلازمة داون، نصحهما المقربون بإيداعه في دار رعاية، لصعوبة تربية طفل مصاب بهذه المشكلة، إلا أن حس الأمومة لم يترك لوالدته مجالًا للتفكير في الأمر، وقررت أن تجعل من طفلها نموذجًا وقدوة لتغير مفاهيم المجتمع عن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

عوائق كثيرة واجهتها إيمان صباح والدة مصطفى نوفل خلال تربية والتحاقه بالمدرسة، فلم يكن في مركز كفر الزيات سوى فصل واحد في مدرسة يجتمع فيها كل الأطفال من ذوي الاحتياجات، مما يجعل مهمة تعليم هؤلاء الأطفال مستحيلة في ظل تكدس الأطفال بفصل واحد دون إيجاد الرعاية الكاملة لهم.

قررت إيمان صباح أن تتخذ من حالة طفلها سببًا لتبذل كل ما في وسعها لتخصيص مدرسة متكاملة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بدأت تجوب مكتب المحافظ وترسل مذكرات للمختصين وتقدمت ببلاغات حتى نجحت في تحقيق مرادها من أجل هؤلاء الأطفال، وتم تخصيص مبنى خاص في المدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة فقط لكن الحلم لم يكتمل، فمازال المبنى غير مجهز بالتجهيزات التي يحتاجها الأطفال.

سنوات تمر من عمر مصطفى نوفل وهو يواجه مشكلة في التعليم بسبب مرضه، لكن ذلك كان حافزًا له ليبدأ رحلة البحث عن حلم آخر ينجح فيه، حتى جاءته فرصة عرض الملابس والعمل كأول موديل من متلازمة داون.

"حاولت أساعده يعمل حاجة مختلفة خاصة وأنه بيهتم بمظهره وبيحب التصوير، وبعد نجاحه في أول تجربة عمل كموديل، بقى يحلم يكون موديل عالمي مشهور باختلافه".. هكذا روت إيمان صباح والدة مصطفى لـ " صدى البلد" عن رحلة ابنها مع عرض الملابس.

الصدفة كان لها دور في نجاح مصطفى نوفل بهذه الفكرة، فبمجرد أن علمت والدته بطلب إحدى شركات الملابس لشاب من ذوي الاحتياجات لعرض مجموعة ملابس جديدة، لم تترك الفرصة وتواصلت مع الشركة حتى تم اختيار ابنها مصطفى لهذا الدور.

بعد جلسة التصوير الخاصة بهذا العرض، أصبح مصطفى نوفل حديث "فيسبوك" ولاقت صوره آلاف المعجبين الذين انبهروا من تحويله لأزمته مع متلازمة داون، لفكرة خارج الصندوق وحلم يتحقق بشكل لم يكن يتوقعه، ففتح له الباب مرة أخرى لتقديم عرض ملابس آخر.

"نفسي أكون موديل عالمي، ونفسي أمثل وأقابل أحمد حلمي".. هكذا عبر مصطفى ببراءته واختلافه عن مشاعره وحلمه لـ "صدى البلد" ، فبات يحلم بتقديم الإعلانات والانضمام لكبرى الماركات الشهيرة ليصبح موديل مختلف بمتلازمته التي كانت السبب في هذا النجاح.