EN 
لا تخجل قطر من الاستمرار في سياساتها المشبوهة معتمدة على المراوغة والأساليب الملتوية التي يتقنها جيدا أميرها تميم بن حمد، فعقب تورط قادة الدوحة ورموزها في كثير من قضايا الفساد، يحاول الأمير القطري إنقاذ أصدقائه من تلك الفضائح، لكنه قد يجر بلاده إلى أزمة دبلوماسية.
تكشف صحيفة "لا تريبيون" الفرنسية في تقرير لها عن سر زيارة غامضة أجرتها مؤخرا وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى الدوحة، موضحة أن قطر تتجه بشكل شبه رسمي للتخلي عن شراء 490 مدرعة نقل جنود ومعدات متطورة من شركة "نيكستر" الفرنسية في صفقة تقدر بنحو ملياري يورو، متفق عليها منذ سنوات.
ووفقا للصحيفة، فإن فضيحة الفساد المتورط فيها ناصر الخليفي، صديق تميم المقرب، ورئيس نادي باريس سان جيرمان، والمتهم بالتلاعب في حقوق بث، ورشوة مسؤولين؛ بهدف تسهيل تنظيم الدوحة لبطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت مؤخرا في الدوحة، كانت السبب وراء الخطوة القطرية.
وتقول الصحيفة إن تميم بن حمد طلب من وزير الدفاع القطري إلغاء الصفقة والبحث عن شركة أخرى ردا على توجيه السلطات الفرنسية اتهامات لصديقه المقرب، مشيرة إلى أن ذلك سيكون بمثابة خسارة كبيرة لباريس خاصة في ظل وجود كثير من المنافسين في السوق الدولية.
ويشير التقرير إلى أن تلك الصفقة كانت السبب وراء زيارة فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية للدوحة يوم الاثنين في محاولة لإثناء القطريين عن القرار، لكنها لم تتمكن من ذلك، حيث كان من المقرر أن تلتقي تميم بن حمد ووزير الدفاع.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن الاتهامات التي تلاحق ناصر الخليفي في فرنسا دفعت تميم لإنهاء الصفقة، مشيرة إلى رسالة سابقة من تميم لباريس قال خلالها إن "إدانة الخليفي تعني تعريض المصالح الفرنسية للخطر".
وتشير إلى أن اتفاق مبدأي حول الصفقة قد تم خلال زيارة تميم الأخيرة لفرنسا ولقاءه ماكرون، لكن يبدو أن الدوحة لن تحترم اتفاقها مع باريس، حيث تعتزم إبرام صفقات عسكرية مع شركات عسكرية ألمانية منافسة مثل "راينميتال وكراوس مافاي".
ووقعت قطر، في ديسمبر 2017، العقد مع فرنسا، بحضور تميم والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لشراء 490 مدرعة VBCI من الشركة الفرنسية، ومعدات أخرى.
ويواجه القطري ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان، اتهامات بالفساد والرشوة في قضية ترشيح قطر لاستضافة مونديال ألعاب القوى.
