الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم التبني.. على جمعة يجيب بالتفصيل ويكشف عن بديل له

حكم التبني
حكم التبني

حكم التبني.. قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء: إن الإسلام حرَّم التبني وأبطل كل آثاره؛ وذلك لقوله تعالى: «وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ»، [الأحزاب: 4-5].

وأضاف« جمعة» فى إجابته عن سؤال: « ما حكم التبني فى الإسلام؟»، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أن الإسلام أمر من كفل أحدًا أن لا ينسبه إلى نفسه، وإنما ينسبه إلى أبيه إن كان له أب معروف، فإن جُهل أبوه دُعِيَ مولًى وأخًا في الدين.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء فى سياق متصل أن الإسلام حثَّ على كفالة اليتيم وتربيته والإحسان إليه والقيام بأمره ومصالحه، حتى جعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- كافل اليتيم معه في الجنة فقال: «وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، رواه البخاري، وفي رواية مسلم: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ».

وأشار إلى أن النبى – صلى الله عليه وسلم- أوجب الجنة لمن شارك اليتيم في طعامه وشرابه؛ فقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ»، رواه أحمد.

واستشهد فى كلامه بما روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قوله: «إِنَّ أَحَبَّ الْبُيُوتِ إِلَى اللهِ، بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ»، رواه الطبراني من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- مرفوعًا.

واستدل أيضًا بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم-: «السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ -وَأَحْسِبُهُ قَالَ- وكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ»، متفق عليه.

وأوضح أن الحكمة وراء ذلك منع الناس من تغيير الحقائق، وصان حقوق الورثة من الضياع أو الانتقاص وحفظ من اختلاط الأجانب وخلوتهم ببعضٍ المتمثلةِ في اختلاط المتبنَّى بمحارم المُتبنِّي أو المتبنَّاة بالمُتبنِّي وأبنائه وأقاربه، فهذا فسادٌ عريضٌ لا يعلم شرَّه إلا الله تعالى الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.

ونصح عضو هيئة كبار العلماء بالكفالة، حيث إن مسؤولياتها الكفالة في الإسلام هي كل مسؤوليات وواجبات التبني عدا ما منعه الإسلام من تغيير الأنساب وما يترتب على ذلك من الآثار.

وجه أحد الأشخاص سؤالا للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، يقول فيه "شخص تبنى طفلا منذ عدة سنوات وهو لا يدري بذلك والأن قد كبر هذا الطفل ويرغب في الزواج فهل يقول لأهل العروس أنه ابنه أم يخفي عنهم؟

وأكد علي جمعة، في إجابته على السؤال، أن التبني حرام شرعا ولا حرج في أن يخبر الأب ابنه بالتبني بأنه مثله مثل أبنائه وهو مكفول عندهم وهم قائمين على رعايته منذ صغره ولا يخفي عنه حتى لا يقع في مثل هذه المشكلات.
وأشار إلى أن الكذب يوقع صاحبه في مشكلات كثيرة فلابد من المصارحة بين الناس أن هذا الطفل تربي في كفالته وهو يتيم ولا حرج في ذلك.

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن في القرن الـ 19 لم يكن هناك دور إيواء، ولم يكن هناك دور أيتام ولم تظهر أطفال الشوارع، مضيفا أن بعد الحرب العالمية الثانية بدأت تظهر دور الأيتام.

وأضاف جمعة، عبر فضائية " سي بي سي"، البعض يرى أن تحريم التبني هو معناه تحريم الأسرة البديلة، والكثير من الناس لديهم عدم فهم لقضية تحريم التبني.

وأوضح أن تحريم التبني لا علاقة لها بالأسرة البديلة، وكل له إجراءات خاصة به، ويجب أن تتحول إلى ثقافة سائدة، ولا بد أن يفهم الفرق بين التبني المحرم شرعا وبني الأسرة البديلة التي تحوي اليتيم و المقبولة شرعا. 

قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إن التبني فى الأصل هو حرام شرعا وقد أبطل الإسلام كل أثاره فقال تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

وأضاف "عاشور" خلال لقائه بـ"دقيقة فقهية"،فى إجابته على سؤال " ما حكم التبني في الإسلام؟»، أن الإسلام أمر أن من يكفل أحدا أن ينسبه الى أبيه إن كان له أب معروف فإن جهل أبوه دعا مولا وأخا فى الدين منعا للناس من تغيير الحقائق وصيانة للحقوق.

وأشار إلى أن هناك فارق بين التبني الحرام وبين كفالة اليتيم ورعايته وخدمته وتربيته فهذا جائز ولا شيء فيه.

البحوث الإسلامية توضح الفرق بين التبني والكفالة وحكمهما الشرعي
ورد إلى مجمع البحوث الإسلامية سؤال يقول صاحبه: " هل تبني طفل يترتب عليه حقوق البنوة "؟ 

ردت لجنة الفتوى: التبني حرام ولا يترتب عليه حقوق البنوة ، أما الكفالة والنفقة والرعاية ثوابها عظيم لقوله صلى الله عليه وسلم " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا".

ومن جانبه قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن التبني حرام شرعا ولا حرج في أن يخبر الأب ابنه بالتبني بأنه مثله مثل أبنائه وهو مكفول عندهم وهم قائمون على رعايته منذ صغره ولا يخفي عنه حتى لا يقع في مثل هذه المشكلات.

وأشار إلى أن الكذب يوقع صاحبه في مشكلات كثيرة فلابد من المصارحة بين الناس أن هذا الطفل تربي في كفالته وهو يتيم ولا حرج في ذلك.