الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في قمة الناتو..أجواء عاصفة تسيطر على اجتماع قادة أمريكا وأوروبا.. انفلات أردوغان وتهديداته للاتحاد وغزو سوريا أهم أزمة.. وتوعدات ترامب والموت الدماغي لماكرون على الطاولة

قادة الناتو واجتماع
قادة الناتو واجتماع عاصف في لندن

-أردوغان ومبدأ سيب وأنا أسيب..عائق أمام خطط الناتو في البلطيق وبولندا بحجة الأكراد
-أعضاء الحلف أدانوا هجوم أنقرة على شمال شرق سوريا
-الخلاف بين ماكرون وترامب وأردوغان حاضر في القمة
-ميركل وجونسون يلتقيان أردوغان على هامش القمة


تنعقد قمة حلف الناتو الأهم عالميًا منذ الحرب العالمية الثانية، في وقت يشهد فيه الحلف اضطرابات قوية رغم مرور 70 عامًا على إنشائه، ومن المقر أن يناقش الزعماء خلال القمة التي تعقد في لندن، عددًا من القضايا المهمة أبرزها التهديد الروسي والصعود الصيني، وكيفية تعزيز الإجراءات التي يتخذها الناتو للرد على الأحداث الواقعة على حدود الدول أعضاء الحلف.

ويشهد حلف الأطلسي أو الناتو انقسامات بين أعضاءه على مختلف الأصعدة، فمن ناحية، تزايدت حدة التوتر اليومين الماضيين بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان بعد أن هاجم الأخير ماكرون، واصفا إياه بأنه في حالة "موت دماغي" في إشارة إلى الوصف الذي وصف به ماكرون حلف الناتو منذ أسابيع.

وجاءت تصريحات أردوغان ردا على انتقاد ماكرون للتدخل العسكري التركي في سوريا ضد الأكراد شمالي البلاد، حيث صرح الرئيس الفرنسي الخميس الماضي بأنه يتفهّم المخاوف الأمنية "لدى حليفتنا تركيا التي تعرَّضت لعدة هجمات على أراضيها"، مضيفا "لا يمكنك من ناحية القول إننا حلفاء وطلب التضامن في هذا الصدد، ومن ناحية أخرى وضع حلفائك أمام الأمر الواقع المتمثل في عملية عسكرية تعرّض للخطر أعمال التحالف المناهض لتنظيم "داعش" الذي ينتمي إليه حلف شمال الأطلسي".

وتوترت العلاقات بين تركيا وحلفائها في الناتو بسبب مجموعة من القضايا، والتي تتراوح بين قرار أنقرة بشراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية وتلويحه برغبته في امتلاك سلاح نووي، وغزوه لشمال سوريا ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، الذي أدانه العديد من أعضاء الناتو .

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء قبل قمة حلف شمال الاطلسي أو الناتو، في لندن، أن تركيا ستعارض خطة حلف شمال الاطلسي للدفاع عن دول البلطيق اذا لم يعترف الحلف بالمجموعات التي تعتبرها تركيا ارهابية.

ورفضت أنقرة دعم خطة دفاع الناتو لدول البلطيق وبولندا حتى تتلقى المزيد من الدعم لمعركتها مع وحدات حماية الشعب، التي تعتبرها منظمة إرهابية.

وقبل مغادرته أنقرة لحضور قمة الناتو، قال أردوغان إنه تحدث إلى الرئيس البولندي أندريه دودا عبر الهاتف أمس الاثنين ووافق على مقابلته زعماء دول البلطيق في لندن لمناقشة القضية.

وقال "بكل سرور، يمكننا أن نجتمع ونناقش هذه القضايا هناك أيضًا. لكن إذا لم يعترف أصدقاؤنا في الناتو بأن الاكراد منظمات إرهابية، فسنقف ضد أي خطوة ستتخذ هناك."

ذكر مصدر أمني تركي أمس الاثنين إن تركيا لا "تبتز" الناتو مع رفضها للخطط ولأن لها حق النقض الكامل داخل التحالف.

من المتوقع أن تعقد تركيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اجتماعًا منفصلًا على هامش قمة الناتو، حيث قال أردوغان إنهم سيناقشون بشكل أساسي الخطط التركية لإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا ، والتي قوبلت حتى الآن بانتقادات من حلفاء أنقرة الأوروبيين.

بشكل منفصل، كانت تركيا على خلاف مع اليونان وقبرص حول ملكية الموارد الطبيعية البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ولفت أردوغان إنه سيلتقي برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في لندن.

من جانبه، توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى العاصمة البريطانية لندن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتي تستمر لمدة يومين بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء والبالغ عددهم 29.

وقال ترامب عبر "تويتر"، "أتوجه إلى أوروبا لتمثيل بلادنا ولأقاتل بقوة من أجل الشعب الأمريكي، في حين أن الديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئا قد حددوا موعدا لجلسة استماع بشأن خدعة المساءلة وتعمدوا أن تكون في نفس تاريخ جلسة الناتو.. هذا ليس لطيفا".

وتقول شبكة سي إن إن الأمريكية، إن منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعيدًا عن أن يكون هشًا، لكن الحلف يبدو أقل مرونة مما كان عليه في السابق، فقادة الحلف يحتاجون إلى بذل جهد كبير لسد بعض خلافاتهم.

ويشك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هدف التحالف بينما يشك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مستقبله، وإلى جانب هذين الرجلين، فلدى الحلف رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ، الذي ينتهك مبادئه الأساسية.

على مدى سبعة عقود ، كانت الثقة هي الرابط الأساسي بين 29 عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تنص المادة 5 من حلف الناتو على أن الهجوم على واحد من أعضاءه هو هجوم على الجميع - أو بإعادة صياغة رواية القرن التاسع عشر "الفرسان الثلاثة" ، "الكل لصالح واحد وواحد للجميع".

الكثير من روح التضامن هذه خرجت من النافذة، عندما دخل ترامب إلى البيت الأبيض، مما مهد الطريق لبعض التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وحلفائها، وكذلك بين الدول الأوروبية.
العديد من هؤلاء الحلفاء أنفسهم يكافحون الآن للرد على تحركات ترامب التخريبية - ونمط وسياسة الرئيس الأمريكي الذي قد يتبعه.

ووفقًا لجوناثان إيال، المدير المساعد لـمركز أبحاث RUSI ومقره لندن والخبير في شئون الناتو منذ فترة طويلة، تعتقد بريطانيا أن ترامب هو انحراف وخلفه سيكون مؤيدًا للناتو. من ناحية أخرى ، يرى ماكرون أن ترامب هو نذير للسياسات الأمريكية القادمة ، وبالتالي فإن أوروبا بحاجة إلى بناء قواتها الدفاعية.

وقالت سي إن إن، بأن انتهاك مبدأ آخر لحلف الناتو يضاعف هذا القلق، فأحد العناصر الأساسية في التحالف هو عدم شراء الأسلحة من خارجه، وإضافة إلى ذلك، فلا يجب أن يشتري أحد الأعضاء (تركيا) من خصم الاتحاد الأوروبي الأكثر عدوانية، روسيا، وأمام ذلك يبدو أن أردوغان قد فقد تلك المذكرة ، أو ما هو أسوأ من ذلك ، بأنه صار يتعامل مع الأمر بلامبالاة.

من ناحية أخرى، يسيطر التوتر على القمة عقب التصريحات التي أدلى بها ماكرون في مقابلة مع مجلة "ذا إيكونوميست" والتي قال خلالها إن الناتو في حالة "موت دماغي" منتقدا عدم التنسيق بين السياسات الأمريكية والأوروبية، وهو ما أزعج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووفقًا لشبكة "أكسيوس"، قال مسؤولون في البيت الأبيض إن ترامب، يشعر بخيبة أمل من تصريح ماكرون، بشأن موت الناتو إكلينيكيا، مؤكدين أنه منزعج منذ فترة من تلك التصريحات.

وأثارت تصريحات ماكرون انتقادات لاذعة من قبل العديد من القادة الأوروبيين وعلى رأسهم ميركل التي أعربت عن أسفها لما وصفته بأنه "حكم غير مناسب"، قائلة إن ألمانيا لديها مصلحة أكبر اليوم في ضمان الحفاظ على حلف الناتو وبقائه، أكثر مما كانت عليه حتى خلال الحرب الباردة.

وأضافت أن "الحفاظ على حلف الناتو اليوم يخدم مصالحنا أكثر مما كان خلال حقبة الحرب الباردة"، مشيرة إلى أنه كان "حصنًا للسلام والحرية" على مدار السبعين عامًا الماضية.

فيما أشار مصدر من داخل مكتب ميركل إلى أن البيان الختامي لقمة الناتو في لندن سيتضمن الإشارة إلى روسيا؛ كجزء من سياسة الردع والحوار.

بينما وصف رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي، التصريحات بأنها "غير مسؤولة"، موضحا أنه "لأمر خطير" أن نشكك في المادة المعنية بالدفاع المشترك عن أعضاء الناتو.

ويبدو أن تلك التصريحات ستؤدي لمزيد من الخلاف بين الرئيس الفرنسي ونظيره الأمريكي، حيث دعا ماكرون لتركيز الأولويات على قضايا أخرى مثل الحلف الروسي الصيني ومكافحة الإرهاب، خاصة بعد وقوع حادث جسر لندن الإرهابي.

فضلا عن ذلك، تأتي القمة قبل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا المقرر لها في 12 ديسنبر الجاري، والتي يعتمد عليها البريطانيين في حسم مصير الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن اعضاء الحلف اتفقوا على رفع إنفاقهم الدفاعي استجابة لطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد في قمة العام الماضي بانسحاب واشنطن من الحلف في حالة عدم زيادة الدول الأعضاء الأخرى معدلات إنفاقها العسكري.