الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملهمة الملايين وعدوة ترامب.. من هي الطفلة التي توجتها تايم كشخصية العام؟

ناشطة المناخ جريتا
ناشطة المناخ جريتا جوثنبرج

مراهقة صغيرة بضفائر شعرها الطفولية ليست قائدة لأي حزب سياسي ولا أي تيار معروف، ليست غنية بما فيه الكفاية لتروج لآرائها، وليست نجمة جميلة الشكل كجميلات هولييود، كل ما في الأمر أنها مراهقة تخشى أن تعيش لحظة مخيفة، لحظة ترتفع فيها حرارة كوكب الأرض لحد لا يمكن السيطرة عليه فيذوب الجليد وتغرق القارات بسبب ارتفاع منسوب المياه، تخشى أن تعيش لحظات النهاية بهذاالشكل المحزن فتحاول توضيح الخطر الذي قد يلحق بالكوكب بسبب تغير المناخ.

جريتا جوثنبرج هو الاسم الأكثر شهرة في عام 2019، والذي أعلنت مجلة "تايم" الأمريكية أن صاحبته هي شخصية العام، لتصيح جريتا، الناشطة المناخية المراهقة صاحبة الـ 16 عاما، أول من يحصل على هذا اللقب.

وصفت المجلة جريتا بأنها الشخص الأكثر إقناعا في القضية الأكثر أهمية التي تواجه الكوكب، حركة عالمية قادتها المراهقة الصغيرة التي تبدو وكأن عقلها وتفكيرها لشخص في الستين من عمره، وبدأت رحلتها في التنديد بتدهور المناخ في أغسطس عام 2018.

16 شهرا مرت على أول حركة ملحوظة لجريتا المصابة بمتلازمة إسبرجر، حين جلست أمام البرلمان السويدي في صمت حاملة لافتة بخلفية بيضاء كتب عليها باللون الأسود School Strike for Climate، لفتت أنظار الجيع ومنهم الصحف، البعض هاجمها والآخرون أيدوها.

"من الأفضل أن تكوني في المدرسة للدراسة مثل زملائك" كانت هذه الجملة الأكثر انتشارا من قبل معارضي جهود جريتا، ولكنها لم تعبأ بهم واستمرت في مشوارها بمساعدة والدها الذي كرس كل وقته لها ولمساعدتها في تحقيق حلمها.

نشبت الكثير من المظاهرات في السويد وبلاد أخرى كانت ملهمتها جريتا، حتى وصلت إلى رؤساء الدول خلال حضورها قمة المناخ بنيويورك، حين هاجمت ترامب بجملتها الأشهر "كيف تجرؤون على تدمير مستقبلنا بكلماتكم العابثة.. كيف تجرؤون"، لتتحول بعدها إلى غريمة شخصية لـ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ألهمت جريتا 4 ملايين شخص انضموا إلى إضراب المناخ العالمي في 20 سبتمبر الماضي في أكبر مظاهرة في تاريخ البشرية متعلقة بالمناخ، وتم الاحتفال بصورها على الجداريات، لا تخاف جريتا من مواجهة أي شخص متسبب في تزايد أزمة المناخ والاحتباس الحراري، فقد قالت أمام المؤتمر السنوي لكبار المديرين التنفيذين وقادة العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في يناير الماضي: "أريدك أن تشعر بالخوف الذي أشعر به كل يوم ثم تتصرف كما تشاء".

وعلى مدار العامين الماضيين ألهمت مطالبها قادة العالم لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ في العالم، رغم صغر سنها إلا أنها شاركت في العديد من الاضطرابات المناخية، والتي كانت سببا في تلقي الدعم من عمالقة التكنولوجيا بتكريس جزء للدعم المناخي، وحجب عمالقة التكنولوجيا أيضا محتوى قد يضر بالبيئة فيما يسمى الاضطرابات الرقمية، وكذلك دعم أهدافها بحوالي مليون دولار لمشاريع الطاقة المتجددة.

كان اسم جريتا ضمن المرشحين بقوة للفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019، وكانت قد فازت بالفعل بجائزة نوبل البديلة في وقت سابق، وحصلت على جدارية لها في سان فرانسيسكو، فضلا عن أنها أصبحت الاسم الأول في مؤتمرات المناخ.

هنأ العديد من الشخصيات السياسية البارزة حول العالم جريتا بهذا اللقب، ومنهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والتي كتبت على حسابها الرسمي بـ "إنستجرام": "أنا ممتنة لجريتا على كل ما قامت به لزيادة الوعي بأهمية أزمة المناخ واستعدادها لقول حقائق قوية ومحفزة"، وهنأها أيضا عمدة لوس أنجلوس إريك جارسيتي الذي كتب: "تلهم الشباب للمطالبة بحقوقهم في الحياة دون كلل باتخاذ إجراء فوري لرؤية الكوكب".

ولكن يبدو أن دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأمريكي، كان له رأي آخر معارض كرأي أبيه، حيث كتب على "تويتر" اليوم، أنه كان من المفترض أن تمنح "تايم" المتظاهرين في هونج كونج هذا اللقب شرفًا، واصفا جريتا بأنها مراهقة استغلت هذه القضية للترويج لمصالحها.