الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صناعة المستقبل


منتدى شباب العالم الذي ينطلق من شرم الشيخ مدينة السلام في نسخته الثالثة، أصبح الحدث الأبرز للشباب حول العالم، وقد عكست المبادرة التي تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي للتواصل بين شباب العالم رؤية مصرية أكثر إدراكا لدور الأجيال الشابة كركيزة اساسية في الاصطفاف والتواصل بين مختلف الجنسيات والأديان والحضارات.

سبق هذة المبادرة إعلان حركة المحافظين التي تضمنت ما لا يقل عن60% من الشباب بين محافظ ونائب للمحافظ وتمثيل فعلي بعيدا عن الشعارات فى إطار توجه الدولة نحو تمكينهم للمناصب القيادية العليا، وكان ذلك بمثابة إعلان لصياغة جديدة لدور الشباب في صناعة المستقبل.

وجاءت مؤتمرات الشباب تعكس اهتماما غير مسبوق لم نعتد عليه منذ سنوات طويلة من القيادة السياسية، وتجسيدا لعلاقة استثنائية كسرت الحاجز بين النظام الحاكم والأجيال الشابة، فأزالت الصورة الذهنية عن علاقة الدولة بالشباب الذي كان يرى أنه مجرد رقم في تعداد سكان مصر وليس فاعلا بل مفعول به لا هدف له، وظل يتأرجح حتى أعادته الإدارة السياسية بتلك المؤتمرات إلى دائرة الضوء كفاعل ومشارك وشريك بالعمل والابتكار، وتقديم الرؤىي المختلفة البعيدة عن النمطية فاعطاهم شارة البدء لينطلقوا في الفضاء الرحب لهذا الوطن.

فلسفة مؤتمرات الشباب وتجربة إعادة تاهيليهم لتولي المناصب القيادية اعادت للذكراة في مقاربة شديدة فكرالزعيم الراحل عبد الناصر وظهر هذا جليا في طرح البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب والذي تبناه رئيس الجمهورية لإنشاء قاعدة من الكفاءات الشابة القادرة على تولي المسؤلية السياسية.

ليقدم للشباب المحبط المهمش تجربة ثرية شبيهة بتجربة ناصر الذي كان يولي الشباب اهتماما خاصا ويحرص على حضور مؤتمرات إعداد القادة والمبعوثين في الخارج للتواصل معهم والاستماع إلى رؤاهم، فتأسست منظمة الشباب الاشتراكي، إحدى أذرع دولة يوليو الناصرية التي تؤمن بحق الشباب في تولي المناصب العليا والممارسة السياسة من خلال أطر وأيدلوجيات الدولة المصرية.

ونجح الرئيس السيسي في إعادة الأمل للشباب في مستقبل يشارك فيه بدور فعال باعتباره مكونا أساسيا من مستقبل الوطن وجزءا من المشهد الراهن بمصر وشريكا فاعلا وقويا فى صناعة وتنفيذ الرؤى السياسية والإصلاحات الاقتصادية والخطط التنموية.

ولعل مشهد جلوس الرئيس محاطا بالشباب وليس بوزراء حكومته كما هو معتاد خطوة كبيرة على طريق يؤسس لمستقبل يمثل فيه الشباب مرتكزا لا غنى عنه، ويمنهج لمرحلة جديدة تؤكد سعي الدولة الحثيث لتمكين الشباب بالتوعية والحوار المفتوح وإدماجهم على مختلف انتماءاتهم السياسية والأيديولوجية، ومحاولة الاستفادة من طاقاتهم وآرائهم التي عادة ما توصف بأنها منطلقة ومنفتحة.

حركة تاريخ الأمم والشعوب والحضارات أثبتت أن السواعد التي بعثت إنجازاتها ومكتسباتها هي سواعد الشباب، مرحلة جديدة من تاريخ مصر يمثل فيها الشباب الورقة الرابحة في معادلة الاستقرار والبناء والتنمية والسلام.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط