الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عظماء ومشاهير من بلدنا: عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد ابن أسوان.. خلد مسيرة مشرفة من العطاء في الأدب.. صور

صدى البلد

عملاق الفكر والأدب العربى عباس العقاد:
= تتلمذ وحصل على الابتدائية من أسوان 
= إقامة مكتبة ومتحف بإسمه يضم مقتنياته الشخصية
= تسمية أول مدرسة ثانوية بأسوان باسمه تخليدًا لذكراه 

تواصل "صدى البلد"، سلسلة عرضها الجديد "عظماء ومشاهير من بلدنا"، أحد الشخصيات البارزة ، وهو الكاتب والمفكر الكبير الراحل عباس محمود العقاد، عملاق الأدب العربى، أبن محافظة أسوان، والذى ولد فى 28 يونيو عام 1889.

وفي نبذة سريعة لحياة عملاق الأدب العربي ومسيرته الناجحة من العطاء حيث استطاع عباس العقاد أن يخلد أسمه بحروف من نور فى مجال الأدب ليكون زعيمًا مصريًا أسوانيًا للأدب العربى، وتظل مسيرته العطرة والحافلة من الأرقام القياسية التى حققها وأصبحت كتاباته ومجلداته العلمية والأدبية باللغات المختلفة شاهدة على شخصية بارزة أحبت النجاح بعزيمة وإصرار الأبطال. 


وكان عباس العقاد قد التحق بمدرسة المواساة الإبتدائية، وذات يوم وأثناء زيارة الإمام محمد عبده للمدرسة طلب الاطلاع وقراءة بعض المقالات التي يجتهد التلاميذ في كتابتها، فقرأ المقال الخاص بالتلميذ "عباس محمود العقاد"، وفى ذلك الحين قال جملته الشهيرة التي أثرت في حياة العقاد "حري بهذا الطالب أن يكون كاتبًا فذًا"، وصدقت نبوءة الإمام محمد عبده، وصار العقاد كاتبًا عظيمًا.

وأنهى العقاد تعليمه عند المرحلة الإبتدائية، وعمل كاتبًا في هيئة البريد بأسوان، ولكنه كان مطلعًا، ويحب القراءة لذلك حاول أن يثقف ذاته بالقراءة في جميع المجالات حتى أصبح صحفيًا بصحيفة الدستور في هذا الوقت ، ثم انضم إلى حزب الوفد ، وكان صديقًا مقربًا لسعد زغلول.

وحرص على تعلم العديد من اللغات حيث كان يجيد 9 لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية، وغيرها من اللغات الأخرى، وكان دائمًا يتحدى أن يجيد أحد من أهل الدول التي يتحدث بلغاتها أفضل منه.

ويعد العقاد من أصول كردية بالعراق حيث جاءت أسرته إلى مصر واستقرت في محافظة دمياط، وكان جده يعمل في غزل خيوط الصيد لذلك اكتسب لقب العقاد وأصبح لقبا لعائلته، ثم استقرت العائلة في محافظة أسوان.

ومن جانبه أشار عبد العزيز العقاد ابن شقيق عملاق الأدب الى أنه بعد وفاة العقاد طلبت دولة الكويت شراء مكتبته ومؤلفاته، لكن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أرسل لجنة من وزارة الثقافة لمعاينة المكتبة وجردها، وإعداد تقرير عنها، واستمر عمل اللجنة آنذاك شهرين متواصلين، وقدرت قيمتها وقتها بمبلغ 5 آلاف جنيه فى سنة 1965 تقريبًا ، ثم تم تسليمها للهيئة المصرية العامة للكتاب، ومعها تمثال برونزى نصفى للعقاد فى سن الشباب، صممته له كلية الفنون.

وتم وضع المكتبة في الهيئة بصالة كبيرة تضم مكتبات العقاد وطه حسين وقوت القلوب، وتم تسليم آخر قلم كان يكتب به العقاد يومياته والعدسة المكبرة وترابيزة صغيرة كان يكتب عليها اليوميات.

وتابع ابن شقيق العقاد أنه تم إنشاء بيت العقاد فى عام 1948 على مساحة 220 مترا بنظام الحوائط الحاملة ومكون من 3 أدوار ولم يشهد أى أعمال إحلال وتجديد ، فيما عدا بعض الدهانات حيث قام الكاتب الراحل بأول زيارة للبيت فى عام 1950، وكان يلتقى بمحبيه وزائريه فى الدور الأرضى للمنزل بشكل سنوي حيث كان يعقد حلقات الأدب واللقاءات والدواوين الشعرية معهم.

وفيما يخص مقتنياته فى أسوان تم نقل غرفة نومه من شقته بمصر الجديدة إلى مكتبته بأسوان، على كورنيش النيل، بالإضافة إلى جزء من صالون العقاد الذى كانت تقام فيه الندوات، وبعض الصور التى كانت بحوزة أسرة الأديب الراحل.

وتخليدًا لذكرى عملاق الأدب العربي نجد أنه تم تأسيس مدرسة باسم "مدرسة العقاد الثانوية بمدينة أسوان" والتي تأسست قبل 120 سنة بعد أن كانت مقرًا عسكريًا لجيش الاحتلال الإنجليزى، ثم أطلق عليها اسم عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد تخليدًا لذكراه. 

ومن جانبه قال على حسن الهوارى مدير المدرسة بأن مدرسة عباس محمود العقاد الثانوية العسكرية بنين بدأ البناء فيها عام 1892 وإنتهى 1898، وكانت معسكر قديم لجيش الاحتلال الإنجليزى ثم تحولت إلى مدرسة ابتدائية، وعندما كثر رغبة التحاق الطلاب بالثانوية تحولت إلى أول مدرسة ثانوى من عام 1927 ، وتعد أول مدرسة ثانوية فى أسوان، وأن سبب تسميتها باسم العقاد تخليدًا لذكرى عملاق الأدب العربى بعد وفاته 1964.

وتغير اسمها القديم من "صوان الثانوية"، إلى "العقاد الثانوية ، وهى تعتبر أحد أكبر قلاع التعليم فى أسوان ودائمًا ما تلقى اهتمامًا سواء من المحافظ أو وكيل الوزارة ، كما أن مدرسة العقاد خرجت آلاف الأجيال على مدار تاريخها إلى الآن، وكل عام تخرج أكثر من 600 و700 طالب ثانوية ، وطلاب المدرسة يتبوأون أعلى المناصب سواء داخل مصر أو خارجها بالوطن العربى ومنهم قياديان مهمان.