الجانب المظلم لـ Facebook.. هل يتربح مارك زوكربرج من تحويلك إلى ضحية لأكاذيب السياسيين؟

في جلسة استماع أمام الكونجرس عُقدت في أكتوبر الماضي، واجه مؤسس ورئيس شركة فيسبوك Facebook مارك زوكربرج سؤالًا عن الدافع وراء قرار شركته استثناء السياسيين وحساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر من سياسة تمنع استغلال الإعلانات لترويج ادعاءات زائفة، أو بعبارة أخرى: السماح للسياسيين بدفع أموال مقابل ترويج أكاذيبهم.
وأجاب زوكربرج بأن "الأمر ليس متعلقًا بمساعدة السياسيين، وإنما بضمان أن يرى الناس بأنفسهم ما يقوله السياسيون".
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فمنذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت عام 2016، والتي سمحت خلالها شركة فيسبوك Facebook للمرشحين بشراء مساحات إعلانية يُطلق عليها "الإعلانات المظلمة" يستهدف بها المرشحون شرائح معينة من جمهور الناخبين، تعهدت الشركة بإتاحة مزيد من الشفافية من خلال إنشاء أرشيف للإعلانات السياسية، كي يتسنى للناخبين مطالعة ما يقوله ممثلوهم.
وقد يبدو ذلك نظريًا وظاهريًا في مصلحة جمهور الناخبين، لأن ذلك يتيح لهم مراجعة ومطابقة ما يقوله السياسيون مع تحركاتهم على أرض الواقع، لكن خلال الأسبوع الماضي وحده نشرت حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية أكثر من 16 ألف إعلان مختلف على موقع فيسبوك Facebook، وفي أي لحظة بعينها يمكنك أن تجد ما بين 1000 و5 آلاف إعلان نشط في نفس اللحظة، ولا يمكن لأي شخص أن يتابع هذا الكم الهائل من الإعلانات، وهو ما يناقض تبرير زوكربرج الخاص بإتاحة فرصة للناخبين لمراجعة مرشحيهم.
وأضافت الصحيفة أن هذا المثال يكشف التناقض بين ما تزعمه شركات التكنولوجيا من اتباع سياسات أخلاقية وما تقوم به على أرض الواقع من إعادة تشكيل المجتمعات.
وبحسب إذاعة "دويتشه فيله"، أكد زوكربرج مرارًا وتكرارًا أنه لا يهتم ما إذا كان المحتوى المنشور على الفيسبوك Facebook صحيحًا أم خاطئًا، أو فيما إذا كان ذلك المحتوى دعاية مدفوعة أم منشورًا عاديًا.
وأضافت الإذاعة أن «هذا ما يفهمه زوكربرج من حرية التعبير. لكن هذه العلاقة بين حرية التعبير والتقنية الحديثة تستطيع تدمير مجتمعاتنا الليبرالية. ولكي نستطيع أن نكون مواطنين مثقفين ومستنيرين ونتخذ القرارات الانتخابية المنطقية، علينا أولًا أن نعرف بالضرورة فيما إذا كانت الرسالة (السياسية) صحيحة أم خاطئة».
وأيدت شركةفيسبوك Facebookفي أبريل 2018 وللمرة الأولى تشريعا مقترحا يفرض على مواقع التواصل الاجتماعي الكشف عن هويات مشتري إعلانات الدعاية السياسية على الإنترنت وطبقت عملية جديدة للتحقق من هويات من يشترون إعلانات تستغل لبث الفتنة.
وقال زوكربرج إن الخطوات تهدف إلى ردع التدخل في الانتخابات ومواجهة حرب المعلومات على الإنترنت التي اتهمت السلطات الأمريكية روسيا بشنها. ونفت موسكو هذه المزاعم.
لكن الإعلانات مدفوعة الأجر علىفيسبوك Facebookأصبحت أداة رئيسية للحملات السياسية والمنظمات الأخرى في استهداف الناخبين.
وأنفقت حملة إعادة انتخاب ترامب نحو 9.6 مليون دولار العام الماضي وحده على الإعلانات بالموقع ليصبح بذلك الأكثر إنفاقا في هذا المجال من بين المتنافسين على الترشح في انتخابات 2020 بحسب شركة بولي بولبيت إنترآكتيف التابعة للحزب الديمقراطي التي تتعقب إنفاق الإعلانات على الإنترنت.