الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هكذا استفادت تركيا من أزمة قطر.. تفاصيل

هكذا استفادت تركيا
هكذا استفادت تركيا من أزمة قطر

قالت مؤسسة أبحاث أمريكية، إن تركيا استغلت أزمة قطر لتحقيق طموحاتها وتنفيذ خطة التوغل في قلب العالم العربي، لكنّ المشكلات الاقتصادية والسياسية لديها، أعاقت هذه الطموح التي بدت من خلال زيادة تدخلاتها في المنطقة خلال السنوات الماضية.

ورأى معهد دول الخليج العربية، في تقرير نشره الخميس، أن أزمة قطر أتاحت لتركيا توسيع نفوذها في المنطقة، وأن بوادر المصالحة الخليجية التي ظهرت أخيرًا قد تؤدي إلى تراجع الاندفاع التركي في المنطقة.

وأشار المعهد إلى أن أنقرة لا تزال حتى الآن مترددة في سياستها الخارجية بشأن التوجه إلى أوروبا أو الشرق الأوسط، وذلك بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية.

واعتبر التقرير أن الطموح التركي في المنطقة تزايد بعد أزمة قطر، مع تراجع نفوذ دول سنية بما فيها العراق وسوريا، لكنّ هذا التراجع عوضته المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى، بينما تسعى تركيا حاليًا إلى استغلاله في تسريع اندفاعتها في المنطقة.

وأعربت المؤسسة عن اعتقادها بأن تركيا سعت أيضًا إلى استغلال ما سمي بثورات الربيع العربي، لتثبيت أقدامها في المنطقة كزعيم لتحالف إسلامي سني جديد، وأنها قامت بتسريع تلك الخطوات عبر التقارب مع قطر بعد الأزمة، مشيرة إلى أن حملة تركيا ضد السعودية بسبب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كانت في هذا الإطار.

وقال التقرير إنه على الرغم من تسارع اندفاعة تركيا تجاه منطقة الشرق الأوسط خاصة العالم العربي، إلا أن حالة عدم الاستقرار السياسية والمشاكل الاقتصادية التي تشهدها إلى جانب تركيزها على قتال الأكراد في السنة الأخيرة، أدت إلى إعاقة خططها لأن تصبح نقطة الارتكاز والقوة الإقليمية الرئيسية في المنطقة.

وأوضح أن السعودية وشركاءها الخليجيين والدول العربية لا يزالون يرون تركيا على أنها خطر متنامٍ في المنطقة، في حين ترى قطر العكس، وتعتبر تركيا شريكًا حيويًا يوفر الحماية والأمن لها.

ورأى التقرير أن الخلافات بين تركيا ودول الخليج ليست جوهرية أو أساسية، ويمكن احتواؤها، لكنه استدرك "في حال نجحت تركيا في معالجة مشكلاتها السياسية والاقتصادية الداخلية واستمالة حلفاء جدد في المنطقة، من خلال الإسلاميين والمليشيات في ليبيا وقطاع غزة، فإن التنافس والخلاف بين الطرفين قد يتصاعد".

وذهب التقرير إلى القول إن هناك نقاط التقاء بين الجانبين، أهمها أن كلاهما ينظر إلى إيران بعين الشك، وهذا يمكن أن يوجد أرضية مشتركة بينهما.

وعن الحديث المتداول بشأن قرب حل أزمة قطر، رأى المعهد في تقريره أن ذلك يمكن أن يوجد عقبة جديدة لاندفاع تركيا، لكن في غياب المصالحة واستمرار الأزمة، فإن تركيا ستواصل اندفاعتها، لتحقيق مزيد من الاختراقات في العالم العربي وتقوية تحالفها الإستراتيجي والأيديولوجي مع قطر.