الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طعام وسكن وزواج.. خبير تراث يرصد معالم حياة السيناوية.. صور

خبير تراث يرصد معالم
خبير تراث يرصد معالم حياة السيناوية

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن التراث السيناوى ينبع من المثل السيناوى "احفظ قديمك ولو كان الجديد أغناك".

وتابع: ومن هذا المنطلق ندخل من بوابة الثراث السيناوى إلى مجتمع له نظم وقوانين وعادات وتقاليد وصناعات خاصة يحرص زوار سيناء على معايشتها على الطبيعة لشهرة أهلها بكرم الضيافة ومراعاة الجار واحترام العرض والوفاء بالعهود والشجاعة وعزة النفس واحترام الحيوان.

وأوضح ريحان أن الحياة السيناوية ارتبطت بالبيئة التى يعيشونها،فصنعوا الخيمة البدوية من الشعر حيث تحيكها النساء من وبر الإبل وصوف الغنم،ويثبتونها بالأوتاد والحبال ويقيمون بها فى الشتاء والربيع اتقاءً للمطر والبرد و فى الصيف يبنون لأنفسهم أكواخًا من القش وأغصان الشجر لتقيهم الحر والرياح ويطلق عليها عرائس.

ويطحنون الحبوب بالرحى ثم يعجنون الدقيق فى باطية وهى منسف صغير ويخبزونه رقاقًا على الصاج أو أقراصًا على الجمر حيث يوقدون الحطب على الأرض حتى يصير جمرًا فيزيلون الجمر عن الرماد ويطمرون قرص العجين فى الرماد ثم يضعوا عليه الجمر إلى أن يجف وجهه الأول فيقلبونه على الوجه الآخر.

وأشار إلى أن أشهر أطعمتهم وهى الجريشة حيث يجرشون القمح بالرحى ويسلقونه ثم يضعون عليه اللبن أو السمن والعصيدة أو التلبانة حيث يغلون الماء أو اللبن ويصبوا عليه الدقيق ويحركوه والدفينة وهى فتة من الخبز أو مسلوق الأرز بمرقة اللحم وينثر اللحم قطعًا فوقها والمفروكة وهى نوع من الشعرية تؤكل بالسمن والسكر

وتابع:كذلك الشواء يمثل تميز شديد لأهل سيناء ويحرص كل رواد شرم الشيخ على رؤية وتصوير منظر الشواء فى الخيمة البدوية،حيث يأتون بالخروف بعد سلخه ولفه برقائق الألومنيوم،ليوضع على شبكة تحته الجمر ويغطى بإحكام بنصف برميل،ثم يوضع عليه الكليم البدوى المصنوع من قصاصات الأقمشة،ثم يدفن تمامًا ويهال عليه التراب.

ويفاجئ شيخ القبيلة السياح عند قدومهم بأن طعامهم مدفون وسنحصل عليه بعد رفعه بالكوريك،وهذا ما يتم بالفعل ترفع الأتربة بالكوريك ثم يظهر الكليم البدوى،ثم تظهر ملامح الشواء لتفوح منه رائحة تبهر الزائرين،الذين لا تنقطع كاميراتهم عن تصوير كل مرحلة وكأنهم أمام اكتشاف أثرى هام.

ولا يشرب أهل سيناء القهوة إلا مصنوعة فى وقتها حيث يحمصون البن بالمحاصة ثم يدقونها بالهون أمام الضيوف ويقدمون القهوة دورًا أو دورين أو أكثر.

وأشار إلى أن المرأة البدوية ترتدى رداءً مصبوغ من جذور النبات ويتحزمن بحزام من شعر أسود أو أبيض يحكنه بأنفسهن ويلففنه ثلاثة لفات حول الخصر ويتبرقعن ببرقع مكون من نسيج قطنى أسود مطرز بخيوط حريرية مختلفة الألوان تغطى الرأس والأذنين وتعقد بشريطين تحت الذقن وفوق البرقع ترتدى وشاحًا أسود يدعى القنعة يغطى الرأس والظهر.

ونوه إلى الزواج فى حياة البادية السيناوية، حيث يكون مهر بنت العم خمسة جمال والأجنبية عشرين جمل ويأخذ والد العروس غصنًا أخضر يناوله لخطيبها قائلًا (هذه قصلة فلانة بسنة الله ورسوله إثمها وخطيتها فى رقبتك من الجوع والعرى ومن أى شئ نفسها فيه وأنت تقدر عليه).

فيتناول الخاطب القصلة ويقول قبلتها زوجة لى بسنة الله ورسوله ويزفوا فى خيمة كبيرة تدعى البرزة ويذبح أهل العريس الذبائح عند باب البرزة ومن آلات الطرب الربابة والشبابة المعروفة فى مصر بالصفارة والمقرون (الزمارة) وأشعارهم منها القصيد الذى ينشد على الربابة والموال وحداء الإبل.

ورقصاتهم هى الدحية حيث يقف المغنون صفًا واحدًا بينهم شاعر أو أكثر يعرف بالبدَاع يرتجل الشعر وأمامهم غادة ترقص بالسيف تدعى الحاشية ويبدأ المغنون بقولهم الدحية الدحية ويصفقون بأيديهم.