الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داليا مكرم تكتب: مطلقة !!!.. هذا جنته يداك يا أمي

داليا مكرم
داليا مكرم

كنت اقف امام مرآتي في تلك الغرفه الصغيره التي تركتها لعده سنوات وعدت اليها مشتاقه لتفاصيلها التي احتوتني منذ طفولتي ولم يستطيع ان يحتويني ويسمعني سواها، فعلى هذا الجدار رسمت احلامي رسمت طائره انا قائدتها ورسمت فخري بنفسي ورسمت ايضا تشجيع ابي وامي لي، رسمت ملامح انوثتي التي كانت ستكتمل باكتمال قوتي ، رسمت زوجي المختلف المتفاهم الحنون، هنا علي الجدران بقيت احلامي وامنياتي وعائلتي التي لطالما تمنيت عيشها ولم اصل إليها قط.

سمعت ضجيج امي المعتاد تصرخ في اخي: "مطلقه !! .. عايز تتجوز واحده مطلقه !! مستعمله !! خرج بيت"، كأن الكلمات صوبت الي صدري لم استطع الخروج، وجلست ارضآ استمع الى حديث قد يبدو معتادا في منازلنا ولكنه كالخنجر المسوم الذي اخترق طبقات صدري ووضع سمه المميت بين طيات قلبي.

"يا حبيبي انت لسه في بدايه حياتك ايه الي يجبرك تتجوز واحده متطلقه، جربت الجواز قبل كده .. الله اعلم بيها عملت ايه علشان كده اتطلقت.. انت عارف الراجل مايعبوش حاجه..المطلقه ياابني بتبقي سهله ومطمع لكل من هب و دب وانت اكيد ماتعرفش عملت ايه من وقت طلاقها لحد ماقبلتك ، وبعدين انت لازم تخاف علينا من كلام الناس عايزهم يقولو ابنهم متجوز متطلقه.. ولو عايز تتجوزها لازم تفهم هي ملهاش شبكه ولا مهر ولا عفش.. ومحدش فينا هيتقبلها وياريت تعتبر الموضوع ده منتهي"، تلك الكلمات انهت الحديث بين اخي وامي ولكن فتحت في قلبي جرحا لن ينطفئ فإذا كانت تلك نظرات امي للمطلقة كيف يمكنني ان اخرج واتعامل مع البشر في الخارج.

وكأن أمي اطلقت جميع ذخيرتها في قلبي فأنا ايضا لم اختار ان اكون مطلقه ولم اختار ان تنحصر امنياتي في فستان ابيض
ملعون مطرز بالعادات والتقاليد لا يعرف حب او تفاهم لا يؤمن بالامنيات والجنون والاحلام ولا يفضل المرأه القويه الحالمه .. هل يعقل ان تختار امرأه ان تتعرض لكل هذا الكم من الأذي النفسي والاجتماعي والمعنوي لمجرد انها مطلقه ؟.

سمعت صوت امي من جديد تنطق باسمي لتطلب مني ان ارتدي اجمل ثيابي لاستقبل زوجي المستقبلي الجديد واذا بها تتحدث
مع أبي عن حقي في بيت جديد، عن حقي في أن افرح لان فرحتي السابقه لم تكتمل وان عملي ليس له قيمه قائلة: "شغلها ملوش قيمة.. لازم يكون ليها رجل"، مؤكدة انه يجب ان تكون الفتاة في بيت رجل وان كلمات الناس تنهش في لحم المطلقه ولن يرحمها أحد !!!

كيف يا أمي تتحدثين هكذا وانت الجاني الحقيقي وانا تلك المطلقه !!!