الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتش عن الإخوان.. تركيا تسعى لإعادة تأسيس الإمبراطورية العثمانية بنشر الإرهاب

تركيا تدعم الإرهاب
تركيا تدعم الإرهاب في الشرق الأوسط

في عام 2002 ومع صعود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السلطة، بدأت تركيا في اتباع نهج متشدد شيئا فشيئا تسبب في تحولها إلى أكثر الدول كرها واحتلالا بسعيها إلى إعادة تأسيس الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط؛ بحسب موقع "أحوال" التركي المعارض.

لقد كان السبب الرئيسي في مثل هذا التحول الدراماتيكي هو التقارب السريع بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة. حيث استضافت أنقرة أعضاء الجماعة وبدأ أردوغان في دعمهم سرا.

وحاليا، تثير تركيا أزمة حول إرسال قوات إلى ميليشيات الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج لمحاربة الجيش الوطني. إذ يؤكد أردوغان في كل منصة يحضرها أن بلاده ستقدم دعما عسكريا إلى ليبيا.

وفي الأسبوع الماضي، تقدم السراج بطلب رسمي إلى تركيا يقضي بإرسال دعما عسكريا للدفاعات البرية والبحرية والجوية لمحاربة قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر.

وفي يوم الاثنين، أرسلت الرئاسة التركية اقتراحا إلى البرلمان بشأن السماح بإرسال قوات إلى ليبيا.

وقال الرئيس التركي، الأسبوع الماضي، إن التحرك لإرسال قوات إلى ليبيا، سيتم التصويت عليه في البرلمان على الفور بعد انتهاء عطلته بمناسبة بداية العام الجديد في الثامن من يناير.

اقرأ أيضا

لكن في ظل مخاطر احتمال فشل حكومة السراج، في صد هجمات قوات المشير حفتر المتصاعدة، فقد قررت حكومة أردوغان تسريع وتيرة إجراءاتها، فأرسلت تنبيهًا إلى نواب البرلمان المنتمين لحزب العدالة والتنمية، ليكونوا مستعدين لجلسة برلمانية غير عادية اليوم الخميس.

وأضاف الموقع التركي، أنه من الواضح أن البرلمان التركي سيوافق على الاقتراح، لكن لاتزال هناك بعض الأسئلة التي لاتجد إجابة وهي: هل سترسل تركيا قوات نظامية أم بقايا الجماعات الجهادية السورية إلى ليبيا أم ستقوم بإرسال مجموعة شاملة مكونة من الجانبين؟.

ووفقا لبعض المعلومات الغير مؤكدة والمقدمة من مسؤولين أتراك، لم يرغبوا في الكشف عن هويتهم، ستكون أولوية اردوغان الأولى إرسال الميليشيات الجهادية. وقالوا إنه بهذه الطريقة سيكون تورط تركيا في الحرب غير مباشر مما يمنع السخط العام الذي قد يتسبب لأردوغان في خسائر كبيرة محتملة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت المصادر أنه من المتوقع أيضا أنه يقوم الرئيس التركي بإرسال قوات تركية صغيرة لتزويد الميليشيات الجهادية بالدعم الفني واللوجيستي.

وعلى الرغم من أن حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي وحزب الخير القومي في تركيا قد أيدوا من قبل تحركات لإرسال قوات إلى الخارج، بما في ذلك تنفيذ عمليات عسكرية في شمالي العراق وشمالي سوريا. لكنهم يعارضون الآن بقوة نشر جنود أتراك في ليبيا.

وموافقة المعارضة أمر مهم للحكومة، لأنه سيتعين عليها إذا لم تحصل على تلك الموافقة أن تتحمل وحدها المسؤولية إذا ساءت الأمور على الجبهة الليبية.

ولحشد الدعم لخططه في ليبيا، قام أردوغان بزيارة مفاجئة إلى تونس الأسبوع الماضي، حيث طلب من الحكومة هناك فتح ممر لنقل الإسناد العسكري إلى حكومة الوفاق. وقالت وسائل الإعلام التركية إن تونس والجزائر اتفقتا على دعم الخطط التركية في ليبيا، لكن الرئاسة التونسية نفت وجود أي اتفاق من هذا النوع، وقالت إنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في ليبيا ولا تدعم أي طرف.

بذلك، تكون الحكومة التركية قد وضعت نفسها في حالة عزلة فيما يتعلق بطموحاتها السياسية في ليبيا، خارج البلاد وفي الداخل. ففي الشرق الأوسط، لا توجد ثمة دولة تؤيد تركيا في ليبيا سوى شبيهتها الداعمة للإرهاب والفساد قطر.

وفي حين أن تركيا قد تورطت بالفعل في أزمة في سوريا، فإنها تنجرف، الآن، إلى حرب أكثر خطورة في ليبيا، إلى جانب الميليشيات الجهادية المرتبطة عقائديا واستراتيجيا بتنظيم القاعدة و داعش.

وقد توقع المحللون أن تخوض تركيا طريق أكثر وعورة وخطورة؛ فالسياسات الداخلية صارت أحادية، والأزمة الاقتصادية تتفاقم، والفساد ينتشر، والموارد الطبيعية تنهَب، والمغالاة في القومية تتزايد، ومؤسسات الدولة أضعفت.

لقد صارت تركيا دولة مارقة، يقودها رئيس غريب الأطوار، وباتت الأزمة التركية تنذر بمزيد من التعقيدات في ظل عدم وضوح الرؤية في الأفق أمام المواطنين العاديين.