الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصن قوي وحامل أيقونات| رحلة في تاريخ آخر محطات العائلة المقدسة بـ مصر.. صور

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن العائلة المقدسة مكثت فى مصر 3 سنوات و11 شهرا، وقطعت 2000كم ذهاب وإياب وبدأت رحلتها من رفح بشمال سيناء إلى دير المحرق بالقوصية.

وأصدر دير المحرق كتاب "دير جبل قسقام قدس - تراث" تقديم الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير يشمل الرهبنة فى المسيحية وتاريخ الدير عبر العصور والدير والتراث والمعالم القديمة والحديثة بالدير، وفي رحلة عبر التاريخ، تجول بنا ريحان فى معالم الدير.

الكنيسة القديمة
أشار ريحان فى البداية إلى الكنيسة القديمة بالدير وهى كنيسة السيدة العذراء، وهى البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة وبقى على مساحته كما هو حتى الآن، وعندما تحول هذا البيت فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة، تم عمل التقاسيم والحواجز المناسبة لطقس الكنيسة، وتميز هيكل الكنيسة بمذبح حجرى والمعروف لدى علماء الآثار باستخدامه منذ عصر مبكر، وهو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح طبقًا للتقليد.

وقال إن المذبح على شكل مكعب غير متساوى الأضلاع على سطحه رخامة لها حافة على شكل نصف دائرة وتاريخه 11 ديسمبر 746م،وتعتبر الرخامة النصف دائرية من الأشكال النادرة التى تنفرد بها المذابح القبطية الأثرية فى مصر،وفكرة النصف دائرة تقليد قبطى قديم ظهر فى الأيقونات التى تمثل العشاء الربانى، وفيها المائدة على شكل نصف دائرة.

ويعتبر الهيكل بحجرتيه والمذبح أقدم ما يوجد حاليًا بالكنيسة الأثرية، ومع تعدد الترميمات أصبحت حوائطه سميكة،وصحن الكنيسة تغير فى القرن 19م ولم يتبق من القديم إلا الحائط القبلى الممتد فى الخورسين الأول والثانى فقط،أما بقية الحوائط فقد أنشئت فى القرن 19م كما يلاحظ أن أبواب الكنيسة قديمة وخاصة الباب الأوسط وذلك من طريقة صناعتها.

ترميمات الكنيسة
ونوه ريحان إلى أن الكنيسة شهدت ترميمات فى القرن 16م شمل بناء القباب الثلاث أعلى الهيكل، وفى القرن 19م تم توسيع الصحن قليلًا وبناء القباب السبع أعلى صحن الكنيسة والمحمولة على حنيات ركنية، وأصبح لصحن الكنيسة ثلاثة خوارس وهو نفس التقسيم للكنائس فى القرون الأولى وهو خورس السامعين أى الموعظين قبل العماد .

وخورس الباكين أو التائبين وخورس المؤمنين وهم المشتركين فى سر الإفخارستيا وتعنى الشكر، كما أنشئت الصالة الخارجية يتوسطها عامودان ويغطيها سقف خشبى وفى الثلاثينيات من القرن العشرين وضعت طبقة المصيص الموجودة حاليًا داخل الكنيسة وخارجها وبلطت أرضيتها.

حامل الأيقونات
وأشار ريحان إلى حاملين للأيقونات بالكنيسة " إيكونستاسس " الأول امام الهيكل مباشرة يحجز بينه وبين صحن الكنيسة ويرجع للقرن 16 ، 17م،وكما ذكر المؤرخ الكنسى الأنبا يوساب أسقف فوه فى تاريخ البطاركة (1131 – 1145م) هو أول من أوجد فكرة المقاطع الخشبية على الهياكل لأنه لم يكن ثمة مقطع إلا على كنيسة أبى سرجة فقط.

هذا الحامل مكون من قطع صغيرة من الخشب هندسية الشكل ومجمعة بطريقة التعشيق فى شكل وحدات زخرفية على هيئة صليب محفور ومطعم بالعاج،أما الحامل الثانى فيقع بجوار الأول ومنقول من كنيسة الأحباش .

ومن أقدم الأيقونات بالدير وتعود للقرن 18م أيقونة هروب العائلة المقدسة والمرسومة على النسيج،ورسمها يوحنا الأرمنى وأيقونة الشهيد مارجرجس الفلسطينى 1794م،والأيقونات المركبة على حامل الأيقونات " إيكونستاسس "،وهى أيقونة السيدة العذراء وأيقونة الصعود وتعودا للقرن 19م،وأيقونة السيدة العذراء القروية وأيقونة القمص ميخائيل البحيرى.

كنيسة العذراء
ولفت ريحان إلى كنيسة السيدة العذراء الجديدة التي أنشأها القمص عبد الملاك الأسيوطى رئيس الدير فى أواخر القرن 18م، وفى سنة 1878م بدأ القمص ميخائيل الأبوتيجى رئيس الدير فى إنشاء كنيسة جديدة باسم السيدة العذراء، على أنقاض كنيسة مارجرجس وانتهى منها سنة 1880م .

وأطلق على المذبح البحرى اسم يوحنا المعمدان وعلى القبلى مارجرجس، على أساس أن المذبح الأوسط هو بالاسم الجديد للكنيسة وهو اسم السيدة العذراء ولكن اسم مارجرجس هو الذى كان سائدًا على الألسن والدير كله باسم السيدة العذراء.

وأيقونات هذه الكنيسة المثبتة على الإيكونستاسس من الفن البيزنطى الأصيل رسمها فنانان مشهوران فى مدينة أورشليم أواخر القرن 19م،وهما نقولا تاودورى الأورشليمى ودمترى جرجس الأورشليمى، وهناك أيقونة السيدة العذراء داخل المقصورة من رسم أنسطاسى الرومى القدسى فى القرن 19م.

الحصن الأثرى
أكد ريحان وجود حصن أثرى بالدير يعود إلى القرن السادس أو السابع الميلادى،وهو من أصغر الحصون فى الأديرة العامرة الآن وبنيت الحصون داخل الأديرة لحمايتها، وكان أولها فى دير أبى مقار وهو أكبرها حجمًا بنى فى أواخر القرن الخامس الميلادى فى عهد الملك زينو الذى توفى 491م.

والحصن هنا قوى البناء له مدخل واحد يؤدى لقنطرة خشبية متحركة،ويحوى غرف لإيواء الرهبان وكنيسة باسم الملاك ميخائيل وغرفة للدفن موجودة بين سقف الكنيسة وسطح الحصن، ومخابئ للطوارئ وأهمها الموجود أسفل مذبح الكنيسة بالحصن.

وارتفاع الحصن 16.57م وقاعدته 10.53م طولًا 10.10م عرضًا والدور الأول على مستوى 5.43م ويحتوى على ممر موضوع على المحور ومغطى بعقود مستعرضة.

وأوضح أن كنيسة الحصن لها مذبح واحد والصحن مقسم إلى قسمين بواسطة عامودين يتوسطهما حاجز خشبى وهما عامودين منقولين من معابد قديمة، وبالكنيسة منجلية وهى حامل خشب يوضع عليه كتاب القطمارس الخاص بالقراءات الكنسية تعود للقرن 12م،وباب كنيسة الحصن وأبواب الغرف على نفس تصميم أبوب كنيسة السيدة العذراء الأثرية.

رمم الحصن الشيخ أبو ذكرى بن بو نصر عامل الأشمونين أى الوالى فى عهد الخليفة الفاطمى الحافظ لدين الله 1130 – 1149م والبابا غبريال السابع 1525- 1568م،والمعلم إبراهيم الجوهرى أواخر القرن 18م والقمص عبد الملاك الهورى رئيس الدير فى منتص القرن 19م وتم عمل ترميمات قليلة فى القرن العشرين.

أسوار الدير
وقال ريحان إن أسوار الدير القديمة من القرن 19م،حيث توجد أسوار حجرية أقدمها يرجع للعشرينيات من القرن العشرين، وقد صممت على شكل أسوار أورشليم وهناك أسوار من الطوب الأحمر والخرسانة المسلحة، أنشأها نيافة الأنبا ساويرس عام 1978م بدلا من السور من الطوب اللبن الذى بناه القمص فليمون وكيل الدير فى الخمسينيات.