الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يغسل الميت الذى مات محروقًا ؟ الإفتاء توضح

هل يغسل الميت الذى
هل يغسل الميت الذى مات محروقًا ؟

الشهيد هو من مات من المسلمين في سبيل الله من دون أي غرض من أغراض الدنيا، وقد وعد الله من يستشهد في سبيله مغفرةً ورحمةً كاملة، وذلك لقول الله عز وجلّ "وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ الهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ".

ويطلق لفظ شهيد بشكل أساسيّ على من يموت في الحرب مع العدوّ، إلا أنّه قد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث ضمّت بعض الأشخاص إلى مصطلح الشهداء على الرغم من اختلاف منزلته.

الشهداء في الإسلام
الْمَطْعُون: وهو الشخص الذي يموت بسبب مرض الطاعون.

المبطون: وهو الذي يموت بسبب إصابة بمرض في البطن مثل الإسهال أو انتفاخ المعدة. الغريق: وهو من يموت غرقًا في الماء.

صاحب الهدم: وهو من يموت تحت الهدم والبناء. صَاحِب ذَات الْجَنْب: وهو من يموت نتيجة إصابته بالقرحة والتي تكون فِي الْجَنْب بَاطِنًا.

الْحَرِيق: وهو من يموت محروقًا بالنار.

الْمَرْأَة تَمُوت بِجُمْعٍ: وهي التي تموت وهي حامل، أو في فترة النفاس.

الموت بالسل: من يموت بمرض السل يعتبر شهيدًا وذلك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "القتلُ في سبيلِ اللهِ شهادةٌ، والطّاعونُ شهادةٌ، والغرَقُ شهادةٌ، والبطْنُ شهادةٌ، والحرْقُ شهادةٌ، والسُّلُّ، والنُّفساءُ يجرُّها ولدُها بسُرُرِها إلى الجنةِ" صحيح الجامع.

من تردى من رأس جبل أو أكله السبع: أي من يأكله سبع بري أو يقع عن سفح الجبل.

الْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ: وهو من يصيبه القيء أثناء الإبحار.

مَنْ قُتِلَ دُونَ مظلمته: أي الشخص الذي وقع عليه أيّ نوع من أنواع الظلم وقتل بسببه. طالب العلم: فمن خرج طالبًا العلم في سبيل الله ومات، احتسب عند الله شهيدًا.

مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ أو دَمِهِ أو أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ : وهو الذي مات دفاعًا عن سرقة ماله من قبل الأعداء واللصوص، سواء كان كثيرًا أو قليلًا.

مَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ: وهو من يموت وهو يدافع عن نفسه. مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ: وهو من مات في سبيل نُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ وَالدفاع عَنْهُ.

مَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ: أي من مات وهو يدافع عن عرضه وشرفه.

كرامة الشهيد عند الله عز وجل الأجر العظيم، تتضمن الفوز بالجنّة، والكرامة عند الله تعالى، والشفاعة لأهله، وروحه في حواصل طير خضر، والأمن من فتنة القبر، وعدم انقطاع عمله، وعدم الصعق من النفخ في الصور يوم القيامة، ومغفرة ذنوبه عند أوّل قطرة من دمّه، ويزوَّج باثنتين وسبعين من الحور العين، وتكون رائحة دمه مثل رائحة المسك يوم القيامة.

وبالنسبة لأحكام الشهادة في الإسلام فهناك حكمان فيما يتعلق بالتغسيل والصلاة على الشهيد وهما: الشهيد الذي قتل في سبيل الله أمام عدوه، فهو لا يغسل، وإنّما يكفّن ثيابه التي استشهد بها، والإمام مخيّر فيما يتعلّق بالصلاة عليه، والصلاة عليه أفضل.

كلّ من هو دون منزلة الشهيد الذي يموت في سبيل الله، مثل الشهيد الذي يموت غرقًا أو دون أهله، فيجب تغسيله وتكفينه والصلاة عليه، ثم دفنه في مقابر المسلمين كبقية الأموات.

كيفية تغسيل الميت المحترق
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن من مات بالحرق وأمكن تغسيله غُسل، وإن خيف تهريه أو تقطعه بالغسل صب عليه الماء صبًا ولا يمس جسده، فإن خيف تقطعه بالصب، يمم إن أمكن ذلك بمسح وجهه ويده بالتراب.

واستدل «عويضة» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، برأي ابن قدامة في كتابه «المغني» 2/209 : «والمجدور، والمحترق، والغريق، إذا أمكن غسله غسل، وإن خيف تقطعه بالغسل صب عليه الماء صبا، ولم يمس، فإن خيف تقطعه بالماء لم يغسل، وييمم إن أمكن، كالحي الذي يؤذيه الماء، وإن تعذر غسل الميت لعدم الماء ييمم، وإن تعذر غسل بعضه دون بعض، غسل ما أمكن غسله، وييمم الباقي، كالحي سواء».

وجاء في الموسوعة الفقهية: «تَغْسِيلُ الْمَيِّتِ الْمُحْتَرِقِ: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إلَى أَنَّ مَنْ احْتَرَقَ بِالنَّارِ يُغَسَّلُ كَغَيْرِهِ مِنْ الْمَوْتَى إنْ أَمْكَنَ تَغْسِيلُهُ؛ لِأَنَّ الَّذِي لَا يُغَسَّلُ إنَّمَا هُوَ شَهِيدُ الْمَعْرَكَةِ وَلَوْ كَانَ مُحْتَرِقًا بِفِعْلٍ مِنْ أَفْعَالِهَا، أَمَّا الْمُحْتَرِقُ خَارِجَ الْمَعْرَكَةِ فَهُوَ مِنْ شُهَدَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَامُ شُهَدَاءِ الْمَعْرَكَةِ، فَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالْغُسْلِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ صَبًّا وَلَا يُمَسُّ، فَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِصَبِّ الْمَاءِ لَمْ يُغَسَّلْ وَيُيَمَّمْ إنْ أَمْكَنَ ، كَالْحَيِّ الَّذِي يُؤْذِيهِ الْمَاءُ، وَإِنْ تَعَذَّرَ غُسْلُ بَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ غُسِّلَ مَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ وَيُيَمَّمُ الْبَاقِي كَالْحَيِّ سَوَاءٌ».

هل المتوفي بمرض السرطان شهيد ؟
ورد سؤال للشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يقول صاحبه «هل المتوفى بمرض السرطان شهيد؟».

وأجاب "وسام"، خلال لقائه فى فتوى مسجلة له، عبر اليوتيوب، أن المتوفى بمرض السرطان شهيد لأنه "مبطون" فهذا مرض باطن فمن مات بهذا المرض فهو شهيد.

وأشار إلى أن النصوص الشرعية جاءت تُبيّن أصناف الشهداء، ومن ذلك ما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

وتابع: وقد وضع بعض العلماء ضابطًا للشهيد فقال: "كل من مات في عِلَّةٍ مُؤْلمةٍ متماديةٍ، أو مرضٍ هائلٍ، أو بلاء مفاجئٍ، فله أجر الشهيد، فمن النوع الأول: المَبْطُون، ومن النوع الثاني: المَطْعُون، ومن الثالث: الغريق".