الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بديع لـ"المصريين": ترّفعوا عن نشر الشائعات واتهام الآخرين بالكذب والزور لنرتقى بالأمة


قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن الأمة الإسلامية تعيش في مرحلة تحتاج فيها إلى لم الشمل وتوحيد الصف حتى تستطيع أن تصل إلى غايتها، وتسترد سيادتها، وتتبوَّأ مكانتها بين الأمم، وانه يجب على الأمة الإسلامية أن تبتعد عن الفرقة والتنازع حتى لا تبُوء بالفشل الذي حذَّرنا منه ربنا
وأوضح خلال رسالته الأسبوعية أن نصيحة الأمة بنبذ الفرقة والخلاف لا تعني وجود اختلاف بين أبنائها، خاصة وهي في مرحلة تنفض عن كاهلها ميراث ظلم واستبداد وقهر واستعباد استمرَ لأحقاب عديدة وأعوام مديدة-على حد تعبيره، محذرا من الخلاف الذي يؤدي إلى تفريق أبناء الوطن، وإيقاع الخصومة والعداوة والتنازع فيما بينهم، موجها الشعب إلى الاتجاه إلى العمل والبناء والارتقاء.
وأكد بديع على أن الاختلاف هو أساس عمارة الكون والتعدد في الجنس والنوع واللون والطاقات والإمكانات، وبهذا الاختلاف تخدم الأجناس بعضها بعضًا، ولا يتصور بحال من الأحوال أن يكون أبناء الوطن على رأي واحد.
وأضاف:"اختلاف العقول في قوة الاستنباط أو ضعفه، وإدراك الدلائل والجهل بها والغوص على أعماق المعاني، وارتباط الحقائق بعضها ببعض، والدين آيات وأحاديث ونصوص يُفسِّرها العقل والرأي في حدود اللغة وقوانينها، والناس في ذلك جد متفاوتين فلا بد من خلاف ومنها سعة العلم وضيقه، وإن هذا بلغه ما لم يبلغ ذاك وقد قال مالك لأبي جعفر: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرَّقوا في الأمصار، وعند كل قوم علم، فإذا حملتهم على رأي واحد تكون فتنة".
وعدد بديع في رسالته مُسَلَّمات لا يَصِحّ تجاوزها عند الاختلاف منها أنه لا بد أن تكون هناك مُسَلَّمات بين المختلفين يُقِرُّون بها، وتكون حدًّا فاصلا لا يَصِحُّ لأحدهم أن يتجاوزه، أولها أن الشعوب المسلمة لا تقبل أن تكون لها مرجعية في كل ما تذهب إليه غير المرجعية الإسلامية وهذه أصول وقواعد والتي عليها تُبْنَى كل الأحكام الفرعية والاجتهاد الحر فيها، وأن مصر فيها صرح الأزهر الشامخ الذي حفظ للدين نَقاءه وصفاءه ووسَطِيَّته، واتسع صحنه لطلاب العلم من كل دول العالم، واستوعب كل المذاهب الفقهية وصهرها في بوتقة الإسلام الجامعة، فنشر نور الإسلام النقي، ومنهجه المعتدل المتوازن في العالم الإسلامي.
وأكد أنّ الشعب المصري شعب عظيم حُرّ وأهله خير أجناد الأرض وأنه صنع حضارة ولا يصح لأحد أن يفرض نفسه عليه أو يتحدث باسمه دون أن يفوضه في ذلك، أيضا أن نُسَلِّم بأن الشعب إذا اختار شيئًا وفق آلية الديمقراطية المعمول بها في العالم كله، فإنه لا يصح لأحد أن يتجاوزه، ولابد أن نختار حكمًا بيننا من أهل الحكمة والنظر، وممن عُرِفَ بالعلم والأمانة، لكي يكون رأيه حكمًا فاصلا فيما تنازعنا فيه في ظل هَدْي السماء
وشدد على أن يعرض كل شخص رأيه بأدلته دون التعرض للأشخاص أو الهيئات بالتجريح، وحذر من الانسياق وراء الخلاف إلى التعرض إلى ما يسيء حتى ولو كان الحق مع الرأي الآخر بدلا من أن القاء الضوء على فكرته أو نناقش الموضوع وليس الشكل، والاعتراف بحق الآخر في الاختلاف، وفتح باب الحوار معه، ومجادلته ودعوته بالحسنى.
كذلك شدد على البُعْد عن الجدل؛ لأنه يؤدِّي إلى الضلال وتحديد المتَّفق عليه والمبادرة بتنفيذه وتحويله إلى واقع يخدم الوطن، للعبور الى مستقبل أفضل، والاعتماد على الوسائل السِّلْمِيَّة، ونبذ كل أشكال العنف والتعنيف، وترفُّع الأطراف المختلفة عن نشر الشائعات وعدم الافتراء أو اتهام الآخرين بالكذب والزور والبهتان.
ووجه بديع نداء إلى الشعب المصري في نهاية رسالته الأسبوعية قائلا:"إن الشعوب المسلمة في أشدّ الحاجة إلى أن تتوحد ولا تختلف، وتتعاون على البرِّ والتقوى، ولا تتعاون على أي إثم أو أي عدوان ، كما أنها في حاجة إلى جمع شمل أبناء الوطن وتوجيه طاقاته وقدراته لما فيه مصلحة الوطن والتخلص من كل تبعية تنقص من سيادته على أرضه أو تعوقه في السير إلى إكمال مسيرته في استرداد حريته وعزته وكرامته"، مؤكدا أن الاختلاف داء به هلكت الأمم السابقة، وقد حذَّر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته منه أشد التحذير".