الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تمثيلية الانتقام.. هل تورطت إيران في اغتيال قاسم سليماني؟

صدى البلد

قتل الجنرال الإيراني الأخطر قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في غارة أمريكية بالقرب من مطار بغداد في الثالث من يناير الجاري، رفقة أبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي.

بعد عملية الاغتيال، تعهد قادة النظام الإيراني وحلفاؤه في "الهلال الشيعي" بالثأر الكبير لمقتل سليماني والمهندس، وسط حالة من الغموض تغلف تفاصيل رصد سليماني الذي كان عصيا على الرصد لمدة عقدين من الزمان، قاد خلالهما تنفيذ المخطط الإيراني خارج الحدود في لبنان واليمن والعراق وسوريا والبحرين وأفغانستان وغيرها.

وفي صباح الأربعاء الماضي، 8 يناير، شن الحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا على قاعدتين للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق، قاعدة عين الأسد وأربيل.

وخلال الهجوم كان الإعلام الإيراني يهلل ويكبر بالانتقام الساحق ووصلت تصريحات قادة الحرس الثوري عنان السماء، بطرد القوات الأمريكية في من المنطقة أو قتلهم جميعا، وضرب إسرائيل والإمارات وأي دولة في المنطقة تستضيف قوات أمريكية على أراضيها، وزفت الوكالات الرسمية نبأ مقتل ما لا يقل عن 80 عسكريا أمريكيا في القصف.

لكن مع مرور ساعات قليلة، تلاشت الفقاعة، فلم يسفر الهجوم عن أي خسائر مادية أو بشرية أمريكية أو حتى عراقية، بل إن إيران اعترفت بالإبلاغ عن الهجوم الصاروخي قبل شنه، أي "احذروا سنضربكم". وأكد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني أن الهجوم لم يكن المقصود منه إسقاط ضحايا.

أعقب "تمثيلية الهجوم الانتقامي" خروج العديد من التحليلات والتكهنات بشأن تورط إيران في مقتل سليماني، وتعرضه للخيانة من داخل معسكره، حيث أصبح التنسيق بين واشنطن وطهران أمرا مثبتا.

وقال الدكتور سامح الجارحي الخبير في الشأن الإيراني، وهو أستاذ اللغة الفارسية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، إنه يعتقد أن الآراء التي تقول بتورط مسئولين إيرانيين في مقتل سليماني عارية تماما عن الصحة، مستبعدا إمكانية أن يسرب أحد المقربين من سليماني معلومات عن تحركات عنه في مثل هذا الوقت.

وأضاف لـ "صدى البلد": "من يعرف تحركات سليماني؟ هو الرجل الأخطر في إيران، تحركاته دقيقة للغاية، ورجل في منتهى الحذر، مثل العقرب السام".

يشار إلى أن فيلق القدس الإيراني يعد جزءا من الحرس الثوري على الورق فقط، فعمليا، كان سليماني قائدا مستقلا مسؤولا عن مهامه أمام المرشد الإيراني علي خامنئي فقط، أي أن تحركاته غير معروفة سوى لدى عدد محدود من المحيطين به من أهل الثقة.

وأوضح الجارحي: "أصابع الاتهام تشير في الوقت الحالي إلى الاستخبارات الروسية، وقيامها بتسريب معلومات إلى نظيرتها الأمريكية. لقد ضاق الروس ذرعا بما تفعله إيران في سوريا، فالإيرانيين لا يريدون الخروج من سوريا، وتريد السيطرة على مفاصلها سواء بوجود (الرئيس بشار) الأسد أو بدونه، فضلا عن وجود خيانة من داخل بغداد".

كانت "رويترز" نقلت يوم الخميس، عن مصادر مطلعة على سير التحقيقات في قضية اغتيال سليماني، قولها إن المعلومات الأولية تدل على وجود خيانة، وأن شبكة جواسيس في دمشق والعراق ساعدت في تسريب المعلومات حول تحركات قاسم سليماني مما أدى إلى مقتله.

ولفتت إلى أن المؤشرات الأولية تدل على وجود عملاء في مطار دمشق، حيث سافر قاسم سليماني من هناك إلى العراق على متن رحلة تابعة لشركة طيران الشام.

وكانت إيران، قالت في بيان إن زيارة سليماني إلى العراق كانت رسمية. حيث قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في البرلمان العراقي إنه سيلتقي سليماني يوم الجمعة الموافق 5 يناير.

وعن الضربة الصاروخية، لفت الجارحي إلى إن إيران أبلغت عددا من الصحف القومية والمعارضة بالضربة، وأنها ستستهدف المصالح الأمريكية في عدد من الدول، من بينها تركيا وعمان وقطر والإمارات والسعودية وقرغيزستان وأفغانستان".

وأكد أن الضربة، هدفها الأول حفظ ماء الوجه أمام الشعب الإيراني والمجتمع الدولي.

وشرح الجارحي أن مقتل قاسم سليماني يعد ضربة قاصمة للنظام، فهو المنفذ الأول لمخطط الملالي وقائد وحدة التغلغل الإيراني في المنطقة (فيلق القدس)، وقام بعمليات تخريبية في عدة دول منها اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان، في الوقت الذي يسعى فيه النظام إلى حفظ ماء وجهه داخليا وخارجيا، بعدما عصفت به العقوبات، وخرجت ضده التظاهرات العارمة في نوفمبر الماضي، والتي تشهد الآن تجددها مرة أخرى.