الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. سنور من أقدم كهوف العالم احتضن السادات في الخمسينيات

صدى البلد

قرية سنور هي إحدى القرى التابعة لمركز بنى سويف شرق النيل ، وفيها بداية وادي سنور المؤدي إلى محمية كهف وادي سنور في الصحراء الشرقية.

تعتبر محمية كهف وادي سنور، من أحد الكهوف النادرة عالميًا، والفريد من نوعه، فهو لا يوجد مثيل له فى العالم سوى كهف في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وآخر بلبنان وذلك لان به تكوينات صخرية تكونت عبر ملايين السنين وهو مكان سياحى جذاب يضاف إلى الأماكن السياحية بمحافظة بنى سويف, حيث تم وضع المحمية على خريطة مصر السياحية علي أساس أنها عبارة عن كهف طبيعي كبير نتج من تأثير عوامل الإذابة للحجر الجيرى الأيوسينى المتواجد بمنطقة جبل سنور شرق النيل ببنى سويف.

وفي عام 2014 تم اكتشاف سد أثرى هام يرجع للعصر الرومانى يبعد حوالى 2.5 كيلو متر من الجنوب الشرقى لكهف وادى سنور .

ففى عام 1992 كان عمال المحاجر فى المنطقة يبحثون عن رخام الالباستر، وفى أثناء تفجيرهم للجبال المحيطة ، ظهرت لهم فوهة كهف صغيرة جدا ، قاموا بإبلاغ المختصين بالأمر ، وعن طريق علماء الجيولوجيا تم معرفة تاريخ الكهف وأنه يرجع إلى العصر الأيوسيني الأوسط أي منذ نحو 40 مليون سنة مضت ، وقد تم الإعلان عنه رسميا كمحمية طبيعية بالقرار رقم 1204 لسنة 1992، الصادر من مجلس الوزراء، في إطار القانون 102 لسنة 1983 المعدل بالقرار 709 لسنة 1997 .

وهناك تاريخ قريب لمنطقة كهف سنور حيث تذكر المصادر التاريخية أن الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات اختبأ فترة طويلة داخل منطقة كهف “وادى سنور” هربا من الإنجليز بعد مقتل “أمين عثمان” الذي كان ينادي بضرورة بقاء الاحتلال الإنجليزي في مصر.

يوجد "كهف «سنور» فى محافظة بنى سويف على بعد 175 كيلومترا فقط من القاهرة، و28 كيلو مترا من مدينة بني سويف ورغم اكتشاف الكهف منذ عشرين عاما كاملة على يد أحد أبناء المنطقة من أصحاب المحاجر بوادى سنور إلا أن أحدا لم يزره من وزراء البيئة حتى الان، ولم يُنشر عن الكهف سوى صور محدودة على شبكة الإنترنت نشرها أحد العاملين بالكهف بغرض الترويج له.

ويعتبر الوصول إلى محمية كهف «سنور» ليس بالأمر السهل, مدق غير مرصوف على مسافة 28 كيلو مترا داخل الصحراء هو الطريق الوحيد للوصول إلى كهف سنور وسط الجبال والرمال. تقطع الطريق عربات النقل الثقيلة على فترات متباعدة تُخلف وراءها سحابة ضخمة من الغبار الكثيف.

ويأتى غياب لوحات إرشادية كدليل للوصول إلى كهف «سنور» واحدة من أسباب صعوبة الوصول إليه، الأمر الذى دفع الدكتور جبيلي أبوالخير، مدير محمية سنور، وعددا من العاملين بالكهف إلى التفكير فى طريقة بسيطة تُسهل على الزائرين الوصول دون عناء، خاصة أن جميع شبكات الاتصالات تنقطع لحظة المرور من بوابة عبور السيارات، فاتفقوا على وضع حجارة على امتداد طريق الكهف من الجانبين فى شكل منتظم لتحديد طريق المحمية للزائرين، مع حرصهم على وضع علامة فوسفورية على الحجارة لإضاءتها ليلا فى ظلام الصحراء الحالك.

ستون يوما استغرقها الجبيلي وثلاثة عمال فى رص الحجارة على الطريق ليلا ونهارًا لم يمل أحدهم من ذلك لأنه «يجمعهم حلم واحد» على حد تعبيره وهو «خروج كهف سنور إلى الضوء». يقول: «أحضرنا كسر رخام من بنى سويف إلى المحمية وبدأنا بتكسيره إلى قطع متوسطة، وقمنا بشراء بكرة فسفورية وقطعناها إلى أجزاء صغيرة وحرصنا على لصق العلامة الفوسفورية على حجر بين كل حجرين بشكل متناسق لإضاءة الطريق ليلا، و استغرقنا شهرين كاملين فى وضع الحجارة على طريق الكهف» ثلاثة مبان على أمتار متباعدة لمحمية كهف سنور أحدها مبنى إدارى لموظفى شئون البيئة، وآخران عبارة عن مخازن تضم عددا من الكُتيبات الصغيرة للمحميات.

وتعتبر هذه المحطة الأخيرة لسير السيارة بعدها السير على الأقدام هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الكهف، حيث لافتة تحذر من خطورة المنحدر الذى يمتد طوله إلى 700 متر. يقابل الزائر عند مدخل الكهف تل يصل ارتفاعه إلى 170 مترًا تقابله صخرة ضخمة تقف شامخة يصل عمرها إلى 40 مليون سنة، حسب الجبيلى مدير المحمية، الذى يقول «لا يوجد أمن للدخول إلى الكهف الذى تقع فتحته على تبة صغيرة. عمق الكهف يصل إلى 120 مترًا تحت سطح الأرض».

تجربة الدخول إلى الكهف تعنى النزول فى ظلام دامس باستخدام سلالم خشبية متقاربة الدرجات. الظلام سببه تعطل المولد الكهربائى الذى يغذى الكهف، هنا يمكن معرفة سبب طلب موظفة جهاز شئون البيئة إحضار كشافات.

هبوط الدرجات الأولى فى الكهف تعنى الانتقال من جحيم حرارة الصحراء التى ترتفع إلى أكثر من 40 درجة صيفا ، إلى جو لطيف «لا تزيد درجة الحرارة فيه عن 26 درجة صيفا وشتاء» حسب مدير المحمية التى تضم الكهف.

النزول إلى أسفل يعنى الانتقال إلى عالم مختلف من الألوان تعكسها وتضاعف من قوة إضاءة الكشافات. يشرح الجبيلى: «ساعدت شروخ الجبل الواسعة على نزول الأمطار والتى حفرت مجرى فى بطن الأرض، وذاب الحجر الجيرى بفعل الأحماض وتآكلت الصخور مما خلق هذه الأشكال».

تكوين الكهف حسبما يقول مدير المحمية «ينقسم الكهف إلى صالتين يمنى ويسرى، الصالة اليسرى من الكهف تظهر بها الهوابط والصواعد بصورة كبيرة نظرا لشروخ الجبل الواسعة فتشكلت بلورات كلسية تشبه الشعاب المرجانية متعددة الأحجام، وهوابط على شكل الشجرة وأخرى على شكل زهرة اللوتس وثالثة تشبه الشجرة. أما الصالة اليمنى يضطر فيها الزائر إلى الانحناء للمرور ولا يوجد بها شروخ كبيرة لذلك لا تضم صواعد وهوابط مثل سابقتها ولذلك من الممكن استخدامها كقاعة شرح للزوار فى حال قررت الحكومة تفعيل وتنشيط السياحة فى منطقة الكهف، أو إضافة وحدة للصوت والضوء» كما يتمنى المدير ذلك.

لا يخشى مدير المحمية من المبيت فى الكهف، فهو يرى أنه كنز لا تقدره وزارة البيئة أو السياحة أو محافظة بنى سويف، ونستطيع من خلاله تنشيط السياحة إذا اعتنت به وزارة البيئة واستغلالها بالشكل الصحيح.

وتابع قائلا: «لا ندرى أسباب تجاهل الوزارة للكهف رغم أنه من أندر كهوف العالم ويمكن تسويقه كمزار سياحى مهم. لو كان الكهف موجودا فى دولة أخرى لاعتنت به على أكمل وجه، لأنه سيدر عليها ملايين الجنيهات سنويا دون تجهيزات أو مصاريف كبيرة، مع إضافة مشروعات صغيرة بجواره لتقديم خدمات للزائرين» يشرح الجبيلى ثلاث مشاكل رئيسية تواجه كهف «سنور» وتعيق افتتاحه حتى الآن.

واقترح "الجبيلى"، حلولا لها، قائلًا: «أول مشاكل الكهف تساقط بعض الصخور عند المنحدر فى المدخل بسبب ميل الأرضية، ونستطيع حل هذه المشكلة من خلال الترميم. ثانى مشاكله هى السير فى مدقات غير مرصوفة للوصول إليه، ومن الممكن حلها من خلال توفير طريق ممهد، وثالث المشاكل عدم وجود وسيلة للوصول إلى فتحته إلا بالصعود على سلم خشبى مرتفع، ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال توفير مدخل آمن للزوار.. هذه أمور بسيطة ولا تحتاج الكثير من النقود».