الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسود قصر النيل.. حكاية تماثيل دفعت مبدعها للانتحار وانتقلت لمقرها بأمر ملكى

أسود قصر النيل
أسود قصر النيل

من منا لم يمر بكوبرى قصر النيل بالقرب من ميدان التحرير ولم يتوقف امام تماثيل أسود قصر النيل المهيبة المصنوعة من البرونز والتى تقف عل مداخل الكوبرى فى شموخ ، وفى النهاية لم يسأل نفسه عن تاريخ هذا التمثيل العظيمة وسبب تواجدها فى هذا المكان بل وسبب نحتها ، ولهذا السبب يستعرض "صدى البلد" فى هذا التقرير تاريخ تماثيل أسود قصر النيل.

قصة أسود قصر النيل البرونزية، بدأت بافتتان الخديوي إسماعيل، بالتماثيل التي تملأ الميدان العامة في باريس ولندن، فقرر نقل الفكرة إلى القاهرة، وبدأ بالتماثيل التي تروي حكايات البطولة لأسرته، فكلف النحات الفرنسي الشهير هنري ألفريد جاكيمارت وتشارلز هنري جوزيف كوردييه، اللذين كانت تماثيلهم عن العرب والأفارقة تحظى بقبول كبير في فرنسا، بصناعة تمثالين لـ محمد علي باشا، وآخر لـ إبراهيم باشا ابنه -والذي نحته "كوردييه"- و4 تماثيل لأسود برونزية، بحسب ما أكدته الباحثة والمدونة "ليزلي لبابيدي" في كتابها: "قصص شوارع القاهرة".

و"جاكمار"، هو المثال الذي صنع تمثال الكولونيل جوزيف سيف، الذى عهد إليه محمد على باشا ببناء الجيش المصرى الحديث، فاستوطن مصر التى أحبها واعتنق الإسلام فصار يعرف باسم سليمان باشا الفرنساوى، وأطلق اسمه على أحد أهم شوارع قلب القاهرة وعلى الميدان، وقد تغير اسمهما ليصبحا شارع وميدان طلعت حرب، بينما انتقل تمثال سليمان باشا من موقعه في الميدان إلى المتحف الحربى.

ولا يعرف الكثيرون أن تماثيل أسود قصر النيل، صنعت فى الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوى إسماعيل قد خُلع، وتولى ابنه الخديوى توفيق، الحكم، وكانت تجرى في ذلك الوقت عملية تجميل كوبرى الخديوى إسماعيل، كما كان يسمى الكوبرى آنذاك، ورأى الخديو توفيق، أن الكوبرى يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل، واستعيض عن التماثيل عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة.

قد كانت أسود قصر النيل سببًا فى انتحار النحات الفرنسى، حيث فوجئ الأخير خلال الاحتفال ببناء تماثيل أسود قصر النيل وحديثه عن تصميمه الفريد المتناسق و يتباهى بمدى كمال التماثيل و خلوها من أى عيوب، بطفل صغير يشير إلى أحد الأسود و يقول "هو فى أسد من غير شنب ؟!"، و ما أن انتبه " جاكمار" إلى هذا الخطأ الفادح حتى انصرف وترك الحفل، وانتحر بعدها من شدة خيبة أمله.