الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية .. ماذا تعرف عن الجونة وقصتها مع الريس معوض

الجونة
الجونة


الكل يأتي إلى منتجعات الجونة شمال مدينة الغردقة والذى أصبح له اسما عالميا يعرفه الناس من شتى بقاع العالم ولا يعلم أحد تاريخ هذا المكان وما سبب تسميته بهذا الاسم وكيف تم اكتشافه وتنميته.

يقول محمد رفيع صاحب كتاب الأهل والتاريخ عن البحر الأحمر وأحد المؤرخين أن السر فى اختيار منطقة الجونة ومنتجعاتها هو الريس"معوض لقطو" وهو ريس المركب ساويرس والذى كان يمتلكه المهندس سميح ساويرس حيث كان سميح وعائلته منذ ما يزيد عن 35 عاما تأتي الى مدينة الغردقة وتقوم برحلات صيد مع "الريس معوض لقطو" وكان رحلاتهم للغردقة فى سباقات الصيد وبطولات الصيد التى كانت تنطلق من نادى الرياضات البحرية وكان "لقطو" من أمهر الصيادين فكان كثيرا ما يحصل سميح وهو معه على المركب على جوائز المسابقة والمراكز الاولى لدرجة ان هناك البعض تصور أنهم يقومون بشراء تلك الأسماك للفوز .

وأضاف رفيع أن سميح عشق الغردقة منذ والخروج فى رحلات صيد مع الريس "معوض لقطو" وقرر انشاء مركب أطلق عليه اسم "ساويرس" وكان يخرج لرحلات صيد به وقام على إنشائه واحضره من الإسكندرية الريس معوض وفى إحدى الرحلات شمال مدينة الغردقة لفت "لقطو" انتباه سميح ساويرس إلى إحدى المناطق والشواطئ الساحرة شمال الغردقة وهو الموقع الحالي لمنتجعات الجونة وكانت المنطقة اسمها "الدير" وأطلق البحارة على الشعاب القريبة منه اسم (شعب الدير) وبالفعل أقنع لقطو ساويرس بهذا المكان واختار له اسم الجونة لانها كما تسمى بلغة البحارة "غبه" اى جون على شكل حدوة فرس وكان معه حينما أحضر أول أسياخ تم وضعها فى الأرض وكان وقتها سميح يقوم بأحد المشروعات بمدينة سفاجا .

وكشف رفيع أن العلاقة كانت مميزة بين سميح وقائد مركبة الريس معوض لقطو والذى يعد من احد ابرز اهالى مدينة الغردقة واعرق عائلاتها وقبائلها ويتمتع بصيت واسع بين ابنائها وتخرج من تحت يدة عدد كبير من ريسة المراكب وقائدو اليخوت وكان صيادا ماهرا وكثيرا ما يستعين به ساويرس فى رحلات صيد مؤخرا كان آخرها منذ عامين .

وتسائل رفيع انه رغم ان الريس معوض كان سببا فى اختيار هذا المكان وهو كلمة السر فى إنشاء الجونة إلا أنه لا يوجد شارع بتلك المنطقة باسمه رغم وجود شوارع بأسماء ممثلات وفنانات لم يكن لهم أي دور فى المكان .

يضيف صالح سليمان الرشندى أحد أبناء مدينة الغردقة ومؤرخ ان منطقة الجونة أنشأتها شركة أوراسكوم للفنادق والتنمية فى عام 1990 على ساحل البحر عند الكيلو 22 شمال مدينة الغردقة، سميت فى البداية على أسم أول فندق أنشأ فيها وهو "فندق براديسو" وإستمرت تعرف بهذا الإسم لفترة، ثم تغير إلى اسمها الحالى "الجونة" بعد أن أنشأت بها عدد 6 أحياء ومنطقة سوق تسمى "داون تاون" وعدد 2 مارينا لاستقبال اليخوت (أبو تيج – أبيدوس) وعدد 14 من الفنادق الشهيرة ذات الأربعة والخمسة والستة نجوم، وأيضا عدد كبير من الفلل التى أمتلكها رجال الأعمال والفنانين والمشاهير، تتخللها القنوات والبحيرات المائية مما يجعل لكل فيلا شاطئها الخاص، كما توجد المزارع وإسطبل الخيول فى جة الغرب أسفل الجبل.

وأشار الرشندى قبل الشروع فى إنشاء القرية بسنوات كان "الحاج أحمد منصور العبادى" قد إستقر فى الجهة الغربية أسفل الجبل عند البئر القديم المسمى (بئر أبو شعر)، وقام بزراعة أشجارالزيتون والنخيل، فجاء صاحب المشروع إلى الحاج أحمد وأخبرة بفكرة إقامة القرية، وأوكل إلية مهمة تأمين حدود المشروع من الناحية الغربية والجبل. 

وأشار الرشندى أقيمت قرية الجونة على أرض ذات طبيعة خلابة من حيث الشواطئ الرملية وأشجار نبات "المانجروف"، ناهيك عن مستعمرات الشعاب المرجانية القريبة منها التى تمارس فيها الرياضات المختلفة وأهمها (الغوص – الإسنوركل – صيد الأسماك).

وأوضح الرشندى ينقسم شاطئ الجونة إلى قسمين وكل قسم له اسم قديم.
أولا: الشاطئ الجنوبى الشرقى هوة بمثابة مرسى أطلق عليه البحارة القدامى إسم (قاد القطيرة)، وكلمة "قاد" تعنى (الشاطئ الرملى ذو الكثافة العالية)، والشبيه له فى جزر الغردقة (قاد الطويل – قاد جبرة) وكلاهما فى جزيرة الجفتون الكبير، و(قاد غانم) فى جبل الزيت، و(قاد الطير) فى جزيرة شدوان، أما كلمة "القطيرة" فهى اسم لمركب شراعية كبيرة تسيرها ثلاث أشرعة، يمكنها أن تحمل فى باطنها عشرات الأطنان من البضائع أو المياة والزوادة والجمال والأغنام بالإضافة إلى العائلات والأفراد، كانت ترسو هذه المراكب القادمة من الجزيرة العربية فى هذا المكان للتزود بالمياه من بئر أبو شعر القريب من الساحل، ويتوجه البحارة بالمراكب الصغيرة المرافقة معهم للصيد فى مناطق الشعاب القريبة من الغردقة تاركين المركب الأم على حبالها، وتنزل من على متنها العائلات بجمالهم ودوابهم يرعون فى هذة المنطقة بالقرب من البئر والانتشار نحو مكان مدينة الغردقة، إذا معنى كلمة (قاد القطيرة) يعنى (شاطئ القطيرة).

ثانيا: الشاطىء الشمالى يطلق علية البحارة إسم (قاد المزايين)، كلمة قاد عرفناها، أما كلمة "مزايين" تعنى "الإبل"، حيث كانت ترعى مجموعات الإبل عند هذا الشاطئ لتأكل من أوراق أشجار المانجروف الموجودة على الساحل لأنها تستسيغ طعمها الذى تترسب على أوراقه حبيبات الملح الناتجة عن رزاز تلاطم الأمواج بالشاطئ، فمن هنا جائت هذة التسمية، إذا معنى (قاد المزايين) يعنى ( شاطىء الإبل).

واستخدم اسم مزايين فى تسمية المسابقات والمهرجانات الخاصة بالإبل التى تقام فى الجزيرة العربية مثل ( مزايين نوفا - مزايين خبيب الريم).

وكشف الرشندى يوجد موقع أثرى على ساحل البحر مباشرة بجوار القرية من جهة الجنوب يعود تاريخه إلى العصر الرومانى، ومسجل لدى هيئة الآثار، قام الرومان بحفر البئر الغربى (أبو شعر) قبالة هذا الموقع، وحفروا له "جدول" قديم بطول 3 كيلو مترات تمشى فيه المياه وتعبر الطريق حتى تصل إلى ساحل البحر حيث الموقع، ويسمى هذا المكان "الدير" وأطلق البحارة على الشعاب القريبة منه اسم (شعب الدير).