الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سِجِلّ التاريخ المنصف سيخلد السيسي


لا يأخذ الإنسان مكانته إلا بعد أن يتم اختباره في المواقف الحياتية المختلفة، فإذا جاءت مواقفه إيجابية، وضعه الناس في مكانة تليق بما اتخذ من مواقف، وإن كانت مواقفه سلبيه، ذهبت به الناس إلى حيث سطر بيديه، في مكانة دنيا، وإذا كان هذا هو شأن الإنسان العادي، فإن للزعماء شأن أهم، حيث أن قيمتهم تتحدد بتلك المواقف الواضحة التي تصدر عنهم في اللحظات الحاسمة، وفي الملفات الهامة، وفي القضايا المصيرية.

إن هذه المواقف تكون كاشفة لأنها تعالج ملفات حساسة أحيانا، ومعقدة أحيانا أخرى، ومصيرية للدول والمنطقة والعالم أحيانا ثالثة، وهو ما يدعو أن يكون الموقف الصادر عن أي زعيم صادرا عن دراسة عميقة، ووعي كبير، وبحث متأنٍّ، وهذه الدراسة وذلك الوعي وذلك البحث إنما يتم من خلال مؤسسات الدولة التي يديرها ذلك الزعيم البارع، والبراعة هنا تتأتّى في التوفيق بين ما تتوصل إليه المؤسسات المختلفة، وكذلك المستشارون الذين يحرص الزعيم في أن يكونوا هم الدائرة التي يتباحث معها في أمر من الأمور أو قضية من القضايا أو ملف من الملفات، وهم مستشارون خبراء أكفاء، في هذه القضايا وتلك الملفات.

إن كل ذلك ينطبق بجلاء على شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي فالبراعة متحققة كل التحقيق في إدارة مؤسسات الدولة، تلك المؤسسات التي كان قد نالها ما نالها منذ أحداث يناير ٢٠١١، والتي وصلت إلى قمة وَهَنِها في ذلك العام الذي حكمت فيه جماعة الإخوان مصر، فأوصلت تلك المؤسسات إلى حالة مذرية، أصابت كل الوطنيين من الشعب المصري بحزن عميق، فجاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وأعاد مؤسسات الدولة المصرية شيئا فشيئا إلى سابق عهدها، ومن ثم أخذ في تقويتها إلى أن وصلت لتلك القوة الهائلة التي تعمل بها الآن لتجاري الجهد الهائل الذي ينشط ويعمل به الرئيس.

ليس على المرء إلا أن يتأمل تلك المواقف التي يقفها الرئيس عبد الفتاح، وتلك الرؤى التي يستعرضها للعالم، وهاتيك الحلول التي يقدمها للعالم، ليعلم علما يقينيا أنها جميعها مبنية على دراسات عميقة، ورؤى صحيحة، ووعي كامل بكافة ملابسات القضية أو الملف. وهو ما يؤكد ما ذكرناه آنفا من تناغم وتكاتف عمل مؤسسات الدولة المصرية ورؤى المستشارين الذين يختارهم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعناية فائقة، هذا التناغم وذلك التكاتف إنما يضع أمام الرئيس العديد من التصورات والكثير من الرؤى، الذي يستبعد بعضها ويطالب في بعض آخر بتكثيف الجهود للوصول إلى الأصوب، ويكمل بعضها برؤيته الحكيمة، لتخرج أمام العالم على لسان رئيس مصر وهي رؤية كاملة متكاملة لملف من الملفات، أو حل شامل لقضية من القضايا، أو علاج ناجع لآفة من الآفات.

ولذلك كله فإن العالم الخارجي، ونحن نقيم فيه ونرى ذلك رؤى العين، يقدر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديرا هائلا، هذا الذي شاهده المصريون بأم أعينهم كما شاهده العالم أجمع في العديد من المحافل العالمية والتي يكون بها ترحيبا هائلا بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما يكون فيها تقديرا كبيرا للمواقف المصرية الصادرة عن رئيس مصر.

إن العالم يضع الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس ذلك الفريق من الزعماء الذين تصدر مواقفهم عن بصيرة واضحة نتيجة لدراسة عميقة وتحليل شامل لكل القضايا وجميع الملفات التي انتظر فيها العالم الموقف المصري على لسان رئيسه أو في بيان رسمي.

إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبذل جهودا مضنية، لتتبوأ مصر مكانتها اللائقة بها بين الأمم مرة، وللمساهمة في حل مشكلات المنطقة العربية مرة أخرى، والمشاركة في وضع الحلول للقضايا العالمية مرة ثالثة، وتأتي زيارة الرئيس للعاصمة البريطانية لندن للمشاركة في القمة البريطانية الأفريقية للاستثمار، بعد يوم واحد من مشاركته في مؤتمر برلين لمناقشة الملف الليبي لتعكس بعض الجهد الخارق الذي يقوم به الرئيس.

ولو نظرنا - هنا مثالا للطرح المصري في إحدى أهم القضايا وأعيد الملفات - إلى ما نتج عن مؤتمر برلين عن ليبيا لوجدناه إنما يؤكد صواب الرؤية المصرية التي استعرضها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث جاءت كل النتائج متسقة مع الطرح المصري الذي يعزز دائما فرص الحل السياسي، كما يرفض أي تدخل خارجي في الأزمة الليبية، كما يدعو لحل يشمل كل طوائف وفئات الشعب الليبي، وكذلك أن يوزع الدخل القومي الليبي بالعدل على كل أبناء الشعب، بالإضافة لنزع أسلحة الميلشيات، ويكون الأمن مسؤولية فقط الجيش الليبي والأمن الرسمي.

إن هذه المواقف التي خرجت عن الرئيس عبد الفتاح السيسي ستكون محل دراسة على مر التاريخ كما هي محل تقدير الآن، وإن التاريخ سوف يخلد تلك المواقف، لأن التاريخ سِجِلٌّ منصف للزعماء والرجال والأمم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط