الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غواص فى بحر النغم .. عمار الشريعى ابن سمالوط بدأ بـ امسكوا الخشب وبرع في الموسيقى التصويرية

عمار الشريعى
عمار الشريعى

الموسيقار عمار الشريعى ابن مدينة سمالوط بالمنيا لم يكن موسيقيًا تقليديًا بل إن حبه للموسيقى دفعه إلى الغوص في بحر نغماتها، حيث تعلم على يد مجموعة من الأساتذة بالمدرسة الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصًا للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى وطور الشريعي من نفسه ليتقن العزف على آلة البيانو والأكورديون والعود وأخيرًا الأورج. 

بدأت رحلة عمار مع الفنانة مها صبري حيث قدم لها عام 1975 أول ألحانه بعنوان "إمسكوا الخشب"، بعدها بخمس سنوات فكر في تأسيس فرقة "الأصدقاء" والتي ضمت كلًا من الفنانة منى عبد الغنى وحنان وعلاء عبد الخالق، وكانت من أهم الفرق الغنائية التى ظهرت وحققت نجاحًا كبيرًا على الساحة الفنية، وتركت بصمة وعلامة فارقة ظل الوسط الفني بأكمله يتحدث عنها.

ولم يكن هؤلاء الفنانون هم فقط من تتلمذوا وخرجوا على يد الشريعي، بل هناك الكثيرون منهم هدى عمار، وحسن فؤاد، وريهام عبد الحكيم، ومي فاروق، وأجفان الأمير، وآمال ماهر.

النجاح الذي حققه الشريعي على مدار رحلته الفنية لا يمكن إحصاؤه ولكنه يتمحور حول محطتان هامتان في رحلته الاولى نال فيها جماهيرية
وشهرة لم يحققها موسيقار بعينه في هذه المنطقة ألا وهي الموسيقى التصويرية للأعمال الفنية، فبمجرد الاستماع إلى هذه التترات لابد وأن يشعر بها بريحة موسيقى عمار الشريعي أي "ريحة مصر" وتاريخها وقدامة شوارعها، نعم كل هذا حققه الشريعي بموسيقاه التي مزج فيها بين شرقية آلة العود ومزجها مع غيرها من الآلات والنغمات المتطورة بشكل لم يتخلى فيه عن هوية موسيقانا العربية.

أشهر ما قدمه في
الدراما مسلسلات: الشهد والدموع، والأيام، وبابا عبده، وأرابيسك، والراية البيضا، والعائلة، وزيزينا، وحديث الصباح والمساء، وأوبرا عايدة، وشيخ العرب همام، وفي السينما قدم كتيبة الإعدام، والحب في الزنزانة، والبرىء، والبداية وغيرها.

والمؤكد أن موسيقى الشريعي، كانت تكلل ثنائية النجاح التى حققها الكاتب الراحل أسامه أنور عكاشة، والمخرج الراحل إسماعيل عبد
الحافظ، فأغلب أعمالهم شاركهم فيها الشريعي النجاح، وكانت موسيقاه سببًا مهمًا في شهرتها.

أما العلامة الأخرى فى حياة الشريعي هى توليه تلحين أوبريتات انتصارات أكتوبر منذ عام 1991 وحتى 2003، فأغلب هذه الاحتفاليات كانت
تحقق نجاحًا كبيرًا في البداية بسبب موسيقي الشريعي التى تلألأت بأصوات نخبة من كبار المطربين لعل أبرزهم على الحجار، ومحمد الحلو.

وبالبرغم من التحذيرات الطبية نظرا لحالته الحرجة اصر الموسيقار عمار الشريعى على المشاركة فى ثورة يناير ونزل إلى الميدان وسط الثوار الذين استقبلوه بحرارة وظلوا يقبلونه إلى أن صعد إلى المنصة وسط زحام شديد وتصفيق وهتافات للغواص فى بحر النغم، إلى ان توفاه الله فى ديسمبر 2012