الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد سيشن الزمن القديم.. حكاية أول عارضة أزياء من قصار القامة مع التنمر

نسمة يحيى
نسمة يحيى

لم يكن مظهر الإنسان مقياسا من مقاييس الجمال ولكن المجتمع وضع رسوما ضريبية لكل شخص يختلف عنهم، لم يعلموا قط أن هذه الرسوم قد تدفعهم للوصول للقمة والتحليق في سماء الانتصار، ليظلوا ينظرون من القاع إلى نجاحاتهم.

"أول ما شافتني صوتت كأن حد مات" بهذه الكلمات المليئة بالصدمة بدأت نسمة يحيي حديثها لصدى البلد،  مؤكدة أن المجتمع حبسها بغرفتها لتنعزل عن العالم الخارجي حتى لا تتعرض للتنمر، لتظل تردد " السعادة تغمرني في هذا المنزل فعند تفكيري في الخروج أفكر هل سيحدث لي شيء أسوأ مما حدث".

نسمة يحيي، أول عارضة أزياء لقصار القامة، البالغة من العمر 20 عامًا، لا يتعدى طولها 105 سم، ولكنها حقًا تتمتع بجمال وخفة ظل لا يمتلكها الكثيرون على هذا الكوكب، ودائما ما حرصت والدتها على خروجها للمجتمع لتصبح قوية.

وأضافت:"مكنش ليا صحاب كتير أو بمعنى أصح مكنش عندي صحاب خالص في المدرسة، وذلك لخوفي الشديد من عدم تقبل العالم المحيط لي ، فكانت نظراتهم تًشعرني أنني مختلفة لأسأل والدتي "هل حقًا أنا مختلفة"، وقالت: إنها لم تكن تعلم أنها مختلفة لأنها تشعر باكتمال تام فلماذا هذه النظرات السخيفة.

وتابعت نسمة يحيي، أنها كانت تضع يد والدتها على وجهها أثناء السير في الشوارع خشية أن يلاحظها أحد، كانت تتمنى أن تصبح شفافة ولا يراها العالم لأنها غير مطمئنة وتشعر بالرهبة من نظرات الناس.

وأعربت أول عارضة أزياء لقصار القامة، عن رهبتها من الذهاب إلى عيادات الأطباء، نظرا لتلقيها مواقف غريبة، لتروي أنها تجد أمهات تحاول إسكات أطفالها عن البكاء بالنظر إليها مما جعلها تبغض هذا التصرف، فكيف لأم أن تربي طفلها على هذا الفعل ونشر ثقافة التنمر.

التحقت نسمة بكلية التربية النوعية جامعة المنصورة، قسم إعلام تربوي، حتى تصادمت بدكتورة جامعية تقول لها ما هذا القصر، لتهاب الخروج حتى إتخذت قرارا بمواجهة العالم ونظراتهم بفوتوسيشن في الشارع لتقول للعالم هأنا هنا من جديد.

لاقت السيشن بملابس الزمن الجميل، إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت كالنار في الهشيم، لتقول نسمة إنها سعيدة بأنها أول عارضة أزياء لقصار القامة ولكن تتعجب لأشخاص كانوا ينظرون إليها بسخرية ويلقون كلمات كالحجارة بوجهها، ليتبدل الحال ويقولون لها نحن نفتخر بكٍ.

تحلم نسمة بافتتاح أتيليه عالمي لقصار القامة بالإضافة إلى أنها تريد أن تصبح مذيعة لبرنامج " كن أنت " حتى تستطيع توصيل رسالتها إلى العالم، فيجب احترام اختلاف الآخرين.