الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخاوف من انتشار الطاعون.. مليارات من الجراد تهدد مستقبل كينيا ودول أفريقية

الجراد يكسو سماء
الجراد يكسو سماء كينيا

تحولت السماء إلى اللون الأسود، بالكاد تستطيع تمييز الضوء، بعدما هاجمت مليارات حشرة الجراد الضخمة دولة كينيا، في واقعة لم تحدث منذ عشرات الأعوام.



غزو الجراد الصحراوي في كينيا هو الحادثة الطبيعية الأسوأ التي تتعرض لها كينيا على منذ 70 عاما، بحسب ما أعلنته منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة فإن الوضع الحالي يمثل تهديدا خطيرا للأمن الغذائي، خاصة مع استمرار توافد أسراب الجراد وتدميرها للمحاصيل والمراعي في جميع أنحاء البلاد.


خطر كبير يهدد القارة السمراء بتوافد الأاسراب في شمال شرق أوغندا وجنوب شرق السودان، وجنوب غرب إثيوبيا، وقالت منظمة الأغذية والزراعة في بيان لها: "إن ارتفاع خطر انتشار المرض في منطقة شرق إفريقيا يستلزم تكثيف فوري لسبل المكافحة".


الهجوم الشرس لأسراب الجراد في شرق إفريقيا هي نتيجة التقلبات المناخية القاسية، ويعد الهجوم الوبائي للحشرات هو الأسوأ لمنطقة تعاني من الجفاف والفيضانات القاتلة، لتضع المنطقة في أسوء حالة تصيبها منذ عقود، ساهمت الظروف الجوية والمناخية غير العادية في انتشارها، ومن ضمنه االأمطار الغزيرة منذ أكتوبر عام 2019.


رغم وصول أعداد الجراد الصحراوي الحالية في كينيا إلى مليارات، إلا أنه من المتوقع أن تستمر زيادة أعداد الجراد في أسراب ضخمة ستتوافد على كينيا والبلاد المجاورة حتى يونيو القادم، بسبب استمرار الظروف البيئية التي تساعد على تكاثر الجراد الصحراوي.


لاحظت منظمة الأمم المتحدة أن أسراب غير ناضجة وناضجة تتحرك في جميع أنحاء مقاطعات مانديرا، واجير، ومارسابيت، حتى وصلت إلى إيسولو، ويقال إن بعض الأسراب قد نضجت وتضع بيضا سيفقس بعد حوالي أسبوعين، مما سيؤدي إلى ظهور حشرات جديدة بحلول فبراير ومارس القادم، ووفقا لمجموعة العمل المعنية بالأمن الغذائي والتغذية فإن شرق إفريقيا تعاني بالفعل من درجة عالية من انعدام الامن الغذائي.



ويتعرض حوالي 19 مليون إفريقي إلى أزمة انعدام الأمن الغذائي في كينيا ويعتقد الخبراء أن أسوأ السيناريوهات المتوقعة ستكون دمار مساحات شاسعة من المحاصيل والأراضي الزراعية، ويتمنى البراء عدم تحقيق أسوأ السيناريوهات وهو تحول الأمر بتفشي الطاعون بحلول موسم المحاصيل الرئيسية التالي.



ويصعب السيطرة على الجراد الصحراوي، حيث يظهر في المناطق النائية ويتحرك لمسافة تصل إلى 150 كم في يوما واحدا، فمن سماته السفر إلى مسافات طويلة، ويتناسل بكثرة حيث تضع الأنثى من 95 إلى 158 بيضة، ويتواجد في المناطق الصحراوي الجافة في أفريقيا، وموريتانيا، المغرب، السودان، شبه الجزيرة العربية، واليمن وعمان.