الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير يهدد دولة .. الدم بالدم وشخصان مقابل واحد .. أزمة بين الكويت والفلبين | تفاصيل

العاملات الفلبينيات
العاملات الفلبينيات في الكويت

تجاوزت تهديدات صدرت من وزير خارجية الفلبين حدود المتعارف عليه دوليا، إذ دفعته سخيمة الانتقام لشن حرب إن لم يتجاوز مجالها حدود الكلام فحسب، فإن تأثيرها يخل بمستوى العلاقات مع دولة الكويت، ويتجاوز اختصاصات بعض سلطاتها المختصة بالتحقيق في قضية مقتل العاملة الفلبينية جانلين باردينال فيلافيندي على يد مخدومها.

الجريمة ارتكبتها سيدة كويتية، وفقا لتقارير الاعلام المحلي، أفادت بأن زوجة رجل مهم ضربت خادمتها الفلبينية فكانت سببا في وفاتها قبل عدة أيام مطلع شهر يناير الجاري، وأنه حاول معالجة الموقف بالحيلولة دون إدانة زوجته، ولكن النيابة العامة بالكويت تمكنت من كشف ملابسات القضية وإحالة المتهمين الاثنين الزوج والزوجة بناء على تحريات وتحقيقات قطاع الأمن الجنائي وكذلك تقرير الأدلة الجنائية إلى المحاكمة.

ولكن رد الفعل الفلبيني تخطى حدود الدبلوماسية، فكان الرد من مصدر مسئول بوزارة الخارجية في دولة الكويت على التهديد الذي أعلنه وزير الشئون الخارجية في دولة الفلبين تيودورو لوكسين جونيور في القضية، عبر خلاله عن استياء واستنكار الكويت لتصريح الوزير الفلبيني وما تضمنه من عبارات تحريضية مرفوضة. 

وشدد المصدر المسئول بـ وزارة الخارجية الكويتية وفقا لما نشرته صحيفة «الراي»، اليوم الأحد، على لسانه، قائلا «إن تصريحات وزير الخارجية الفلبيني تعد تجاوزا مرفوضا على اختصاصات السلطات الامنية والقضائية في الكويت، ونهجا غير مألوف في تعامل الدول، يتنافى مع أبسط قواعد العلاقات الدولية فضلا عما يمثله من محاولة للتأثير على سير التحقيقات».

وأضاف أن الكويت دولة قانون وتبتعد عن أي تصريحات قد تؤثر سلبا على مسار التحقيقات في القضية، مشددا على ان العدالة ستاخذ مجراها

وأضاف المصدر المسئول بوزارة الخارجية الكويتية  أن «الكويت سبق وأعلنت عن قبولها مشاركة محققين من الفلبين في هذه القضية؛ من أجل مزيد من الشفافية في الإجراءات»

وهدد الوزير تيودورو لوكسين، بأن مانيلا لا تقبل الدية التي عرضتها الكويت في مقتل العاملة الفلبينية فيلافيندي على يد صاحب عملها، كويتي الجنسية، والذي وصف الوزير أنه قتلت على يده بوحشية

وقال الوزير الفلبيني «أرفض أي عرض لديّة مالية بعد مقتل فيلافيندي، ونريد حياة شخصين بالكويت»

وأضاف «المحامي الذي عيّنته الفلبين لمتابعة القضية غير مصرّح له باقتراح أو قبول أموال الدم من قتلة فيلافيندي» وتابع أنه في حال معرفته بأن «شخصا ما من منتسبي وزارة الخارجية قد اقترح مثل ذلك فإنه سيطرد فورًا، وأنه لن يقبل بأي تحسن في معايير العمل في الكويت»

واستطرد وزير الخارجية الفلبيني «كل ما يهمني هو الدم للدم، وفي الوقت نفسه، سأقوم بنشر صور تشريح جثمان العاملة في قاعات وزارة الخارجية الفلبينية».

وكان مواطنا كويتيا قد القت السلطات المختصة في دولته القبض عليه بتهمة قتل عاملته الفلبينية وتمت احالته الى القضاء

واعلنت الكويت استعدادها لاستقبال فريق التحقيقات الفلبيني في قضية مقتل العاملة فيلافينيدي لاطلاعه على الاجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن. 

وفرضت الحكومة الفلبينية حظرا شاملا على إرسال العمال الفلبينيين إلى الكويت، عقب وفاة الخادمة جينيلين فيلافيندي، التي تقول الحكومة الفلبينية أن تشريح قام به المكتب الوطني للتحقيقات في الفلبين أظهر تعرضها للتعذيب والإيذاء الجنسي من قبل أصحاب عملها.

وقد أوصى وزير العمل الفلبيني سيلفستر بيلو بعد أن أظهر تقرير تشريح الجثة الصادر عن المكتب الوطني للتحقيقات أن الخادمة فيلافيندي لم تتعرض للتعذيب فحسب، بل تعرضت أيضًا للإيذاء الجنسي من قبل أصحاب عملها.

وكان الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي كان قد أعلن في مقابلة تلفزيونية أنه لن يصدر أمرًا بإعادة العمال الفلبينيين المتواجدين في الكويت، لأنه كان راضيا عن استجابة الحكومة الكويتية السريعة لقضية فيلافيندي.

أعادت الواقعة المشهد المتوتر من جديد على مستوى العلاقات الفلبينية الكويتية والذي كان قد تأزم عام 2018، على خلفية جريمة العثور على جثة خادمة فلبينية مجمدة في ثلاجة داخل إحدى الشقق بعد أن مر على وفاتها عام كامل، أعلن بعدها الرئيس الفلبيني حظرا على إرسال العمالة للكويت، قبل أن يتوصل مع الكويت إلى اتفاق جديد بشأن العمالة، بموجبه تم رفع الحظر في مايو من نفس العام.