الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شخصية مصر.. سر موسوعة جمال حمدان التي أبهرت رواد معرض الكتاب ونفذت نسخها

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

في ثالث أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 51 والتي انطلقت الأربعاء الماضي، أعلنت مسؤولو البيع بالهيئة العامة للكتاب نفاد جميع النسخ من موسوعة شخصية مصر للكاتب الكبير الراحل جمال حمدان، والتي نفدت طبعتها الأولى المخصصة للمعرض وعددها 1500 نسخة، طبعت النسخة الواحدة في 4 مجلدات.

نفاد نسخ موسوعة شخصية مصر للكاتب الكبير جمال حمدان، يعكس مدى إدراك الشباب ورواد معرض الكتاب لقيمة كتابات جمال حمدان، الذي يعد أحد أعلام الجغرافيا المصريين الأفذاذ، لما تفرد به بلا منافس في علوم الجغرافيا وفلسفات الشعوب، وظل اسمه مدونا في جل المراجع العالمية بلا استثناء، وترجمت كتبه لمختلف لغات العالم، واعتبره المنصفون نبغة مصرية جادت بإبداعاتها بكل تفان وإخلاص.

معرض الكتاب الذي يلقى إقبالا كبيرا على مؤلفات الكاتب الكبير الراحل جمال حمدان، هو ذاته المعرض الذي تم اختيار اسم جمال حمدان شخصية له، بعدما اختارته اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51 أن يكون جمال حمدان شخصية هذا المعرض، لما له من كتابات عن شخصية مصر التي ربطها بجغرافيا المكان، إذ كان دائما ما يقول: «إن الجغرافيا هي تلك التي إذا عرفتها عرفت كل شيء عن نمط الحياة في هذا المكان أو ذاك».

كان جمال حمدان أحد أفذاذ عصره، فهو لم يكن مجرد جغرافي بارع، ولكنه كان مفكرا مبهرا، تميز بقراءته المتعمقة للتاريخ، وقدرته الفائقة على ربط الجغرافيا بهذا التاريخ، وإضفاء الطابع الاستراتيجي على أفكاره وتحليلاته، وهو ما منح أفكاره وكتاباته العمر المديد والقدرة على التعايش مع تقلبات السياسة رغم مرور كل تلك الأعوام.

ومن بين أعماله التي لازالت تبض بالحياة رغم مرور كل تلك السنوات، فهو موسوعة «شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان» -وهى الموسوعة التي نفذت طبعتها في معرض الكتاب- والتي كانت شرارتها الأولى بعد هزيمة يونيو 1967، إذ أن رأي أن واجبه توعية الشعب المصري.

أمّا عمله الأشهر، الذي ما زال ينبض بالحياة إلى الآن، موسوعة «شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان»، فكانت شراراته الأولى هي هزيمة 1967. فقد صدمته الهزيمة، ورأى أن من واجبه في هذه الفترة توعية الشعب المصري، فكتب قائلا: «إننا في هذه المرحلة في حاجة ماسة إلى فهم كامل لوجهنا ولوجهتنا لكياننا ومكانتنا، لإمكاناتنا وملكتنا، لنقائضنا ونقائصنا، وكل أولئك بلا تحرج أو تحيز، ولا هروب، فليس كتابي هذا دفاعًا عن مصر، ولا هو محاولة للتمجيد، إنما هو تشريح علمي موضوعي يقرن المحاسن بالعيوب على حد سواء، ويشخص نقاط الضعف والقوة».

موسوعة شخصية مصر التي كشفت طبيعة الشباب المصري المحب لبلده والدؤوب على معرفة كل الكتابات التي تناولت وطنه بأمانة وحرص ووصف ربط فيه بين جغرافيا المكان وطبيعة الزمان، صدرت النسخة الأولى منه في 318 صفحة عام 1967، ثم أعاد كتابته بشكل أكثر توسعًا في ثلاثة كتب متوسطة الحجم، وأخيرًا أعاد كتابتها في أربعة أجزاء كبيرة، تقترب من أربعة آلاف صفحة، صدرت مجلداتها الأربعة بين عامي 1980 و1984.

وتعتبر موسوعة شخصية مصر لـ جمال حمدان أهم الكتب التى كتبت ودرست جغرافية مصر بأنواعها، والذي أسماه شخصية مصر لما يدرسه من شخصية مصر الاقليمية والبشرية والزمانية والتكاملية فهو يتساءل عن ما يعطي منطقة ما تفردها وتميزها بين سائر المناطق محاولة أن ينفذ إلى روح المكان ليستشف عبقرية الذاتية التى تحدد شخصيته الكامنة.

ووفقا لتميز مصر بموقعها الجغرافي الذي ركز عليه جمال حمدان والذ توصل إلى أن مصر تحتل مكانا وسطا، سواء من حيث الموضع أو الموقع، وسطا بين خطوط الطول والعرض وبين القارات والمحيطات، حتى بين الأجناس والسلالات والحضارات والثقافات، وليس معنى هذا أن المصريين أمة نصف، ولكن بمعنى أمة وسط، متعددة الجوانب والأبعاد والآفاق والثقافات، مما يثري الشخصية القومية والتاريخية ويبرز عبقرية المكان.