الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة تمثال..النصب التذكاري للجندي المجهول بشرق القناة يعود تاريخه لأكثر من 90 عاما

النصب التذكاري للجندي
النصب التذكاري للجندي المجهول

نصب الجندي المجهول، هو تقليد اتبعته بعض الدول الأوروبية وبعض دول الشرق بعد الحرب العالمية الأولى، حيث رأى المسؤولون في دول الحلفاء أن جثث الكثيرين من الجنود الذين لقوا حتفهم في المعارك ولا يمكن التعرف عليها. قد يعود أول ضريح للجندي المجهول إلى عام 1858 وهو ضريح "جندي المشاة" في فريدريكا في الدنمارك بعد حرب سكيلسفيغ الأولى. 

لكن بداية الأمر كتقليد فعلي أخذت مكانها بعد أحداث الحرب العالمية الأولى والتي بلغ عدد الضحايا والجنود الذين لم يكن بالإمكان التعرف على هويتهم عددًا هائلًا وويعتقد أن بداية التقليد أخذت طريقها من تأسيس ضريح الجندي المجهول تحت ما يعرف بقوس النصر في باريس عام 1920. وتم إنشاء ضريح للجندى المجهول في القاهرة بعد حرب أكتوبر عام 1973 وكذلك في دمشق عاصمة سوريا تم انشاؤه في عام 1994.  

وفي مدينة الاسماعيلية، وعلي الرغم من بشاعة ما تخلفته الحروب العالمية من دمار يتحول في أحيان كثيرة إلى شواهد لذاكرة وأحلام بشر كانوا هنا، وجاهدوا في التشبث بالحياة، وكتبوا بآخر قطرة في دمائهم مرثية لأمكنة وأزمنة، يبقى الحنين إليها مجرد ذكرى عابرة، يتجدد إيقاعها مع مرور الأيام والسنين. يقول دانيال يوسف مؤرخ تاريخي، ان من مرآة الحرب المهشمة تنتصب مزارات ومتاحف ووقائع، ونصب تذكارية، أصبحت تجذب السائحين، وربما تدفعهم لتساؤل آخر حول معنى الحق والعدل والحب والحرية. 

 واضاف، قد قامت المعارك على ضفتى قناة السويس بقيادة الخلافة العثمانية تتزعمها تركيا والمانيا ضد الدول الكومنولث بقيادة بريطانيا واستراليا ونيوزلندا والهند. وجاءت هذة الجيوش الى القناة فى بورسعيد والاسماعيلية والسويس وكانت حروب طاحنة، مات فيها الاف الجنود من الطرفين. وقررت هيئة قناة السويس بناء نصب تذكارى للجنود المجهولين فى هذة المعارك واستقر الامر على بناء الجندى المجهول بالقرب من قناة السويس باعتبارها ساحة المعارك وبعد الانتهاء من بناء النصب التذكارى للجندى المجهول، جاءت القيادات لحضور الاحتفالات الضخمة ببناء الجندى المجهول بجبل مريم على بحيرة التمساح. 

 وينشر صدي البلد صورة نادرة للنصب التذكاري الموجود علي جبل مريم بالإسماعيلية، والذي أقيم تكريما لكل الجنود الذين سقطوا دفاعا عن القناة أثناء صراع الحرب العالمية الاولي , دون الاشارة الي جنسايتهم. وقد عقدت مسابقة محدودة لتصميم هذا النصب في عام 1925 بين ثلاثة معماريين فرنسيين هم لوي - جان أولو , ميشيل رو - سبيتز وجاك جريبير . وقد فاز بها الثاني، وفرض هذا المعماري مشاركة النحات ريمون ديلامار , الحاصل علي الجائزة الاولي في روما عام 1919 لتصميمة رموز الذكاء والقوة. وأفتتح النصب التذكاري في الثالث من فبراير عام 1930 , يوم ذكرى الهجوم علي القناة، وتم وضع النصب عند المخرج الجنوبي لبحيرة التمساح فوق قمة جبل مريم حيث يبدوا مسيطرا علي أفق الصحراء.