الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: كن صريحا‎

صدى البلد


نحن لا نبحث عن الشخص المثالي، وكذلك لا نرفض أن نتنازل، إنما يتعلق الأمر بالصدق، أن يمتلك الفرد من الشجاعة ما تجعله يصارح الآخر بعيوبه، ثم يترك له حرية القبول أو الرفض، أن يتخلى عن الأقنعة التي يرتديها البعض لكي يتظاهر بجمال مصطنع، وألا يجبر ملامحه على التظاهر بالموافقة المفتعلة في الوقت الذي ترفض أعماقه الأمر بشدة.

مخيفة تلك العلاقات التي تستيقظ منها على حقائق مفجعة، أن ترى الشخص الذي كنت تظن أنك تعرفه تمام المعرفة، تراه على حقيقته لأول مرة، وتكتشف أنك كنت تتعايش مع شخصية مزيفة، وإذ بك تصطدم بشخصية أخرى تتعنت بشدة في كل ما كان مقبولًا في السابق كأن يتظاهر بالرضا بشأن عملها، ويفتعل الدعم لنجاحاتها، فما إن تمكن من الارتباط بها، سرعان ما يجبرها على تركها له. ثمة خيبة يشعر بها أحدهم حينما يتأكد من سوء اختياره، ولا يدري ماذا عليه أن يفعل: هل يجبر نفسه على التكيف مع الشخصية الجديدة حتى وإن كانت لا تتوافق مع ميوله، أم يمضي في طريقه معلنًا الانسحاب.

صارح شريك حياتك بكل عيوبك، فأحيانًا فكرة المصارحة تنبت شيئًا من الاحترام، ما يجعل الآخر لا يقبل عيوبك فحسب، إنما يراها مميزات، امتنانًا لصدقك معه. الأمر لا يحتاج إلا هذا الكم الهائل من التمثيل الذي صرنا نتحسسه بصورة فجة في القوالب الاجتماعية المعتادة، إنما كل ما عليك فعله أن تتصرف على سجيتك، فإن لم يحدث توافق مع أحدهم، فهذا لا يعني نهاية العالم، إنما يعني أنك لم تعثر على نصفك الثاني بعد، وأن هذا الأمر لا يعطيك الحق في أن تتظاهر بعكس ما تؤمن به، وأن تخالف ميولك وأهواءك حتى تقنع من حولك بك، فقط كن صريحًا، ولا تكن سببًا في أن يندم أحد على سوء اختياره لك.