الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التصعيد التركي في سوريا.. هل اقتربت نهاية أردوغان في إدلب

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

نشر موقع "أحوال" التركي المعارض، الناطق بالإنجليزية، تقريرا حول التطورات الأخيرة في إدلب على مدار الأسبوعين الماضيين؛ متسائلا عما إذا كانت هذه هي نهاية الطريق لتركيا في إدلب.

وأشار الموقع المعارض إلى مقتل 7 جنود أتراك ومقاول مدني على يد الجيش السوري، حيث كانوا هم وفريقهم يحفرون الأرض لإنشاء نقاط مراقبة جديدة في سراقب في محافظة إدلب شمال سوريا، لافتا إلى أن رد فعل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان غاضبا جدا بشأن هذا الحادث في بادئ الأمر، وقال الأسبوع الماضي: "روسيا تخبرنا أنهم يحاربون الإرهاب.. من هم الإرهابيون؟ الناس يقاتلون للدفاع عن أراضيهم؟ لسوء الحظ، لم تلتزم روسيا باتفاقات أستانا أو سوتشي".

ويعني أردوغان بتصريحه هذا أن أعضاء المعارضة السورية، المدعومة من تركيا، ليسوا إرهابيين بل إنهم "أشخاص يدافعون عن أراضيهم"؛ ووفقا لموقع "أحوال" التركي المعارض ربما حان الوقت لإعادة تقييم ومعرفة ما إذا كان اعتبارهم مدافعين عن أرضهم هو أمر حقيقي أم أن تركيا تدفعهم إلى مغامرات ومعارك جديدة؟

ولكن اختلف رد فعله في وقت لاحق، وقال الرئيس التركي، في طريق عودته من أوكرانيا، إنه "في هذه المرحلة ليست هناك حاجة لوقوع مواجهة مع روسيا لأن تركيا لديها مبادرات إستراتيجية عديدة مع موسكو.

وأشار أردوغان إلى بعض من هذه المبادرات قائلا: "أولا، مبادرة بشأن الطاقة النووية، حيث يتم تدريب أكثر من 300 مهندس تركي في روسيا. ثانيا، مشروع خط أنابيب الغاز العملاق "ترك ستريم". ثالثا، شراء تركيا كميات كبيرة من الغاز من روسيا. وأخيرا، السياحة فهي تسير على ما يرام حيث تعد روسيا أكثر الدول التي ترسل سياحا إلى تركيا".

وأضاف "كل هذا لا يمكن تجاهله على الإطلاق.. سنجلس ونناقش كل هذه القضايا في جو هادئ".

ووفقا لـ "أحوال"، تختلف الرواية التركية لما حدث بالضبط في سراقب عن الرواية الروسية إذ تقول موسكو إنه "على عكس مزاعم تركيا، لم يتم إبلاغ وزارة الدفاع الروسية حول تحركات القوات"، مشيرة إلى أن "القوات السورية كانت تحاول ضرب المقاتلين المرتبطين بالقاعدة، والقوات التركية تعرضت للضرب لأنهم كانوا في المنطقة".

كما تقول روسيا أيضا إن تركيا لم تفِ بوعودها بفصل المتشددين عن المدنيين في إدلب.

والوعد الذي تشير إليه روسيا هو الالتزام الذي تعهدت به تركيا بإقناع المتطرفين في إدلب بإنزال أسلحتهم. فعلى الرغم من جهودها، لم تتمكن تركيا من تحقيق هذا الهدف. فمن الواضح أن أنقرة قد اضطلعت بمهمة طموحة للغاية من خلال محاولة نزع سلاح المقاتلين المتفانين، الذين قاتل جزء منهم في صفوف القاعدة والنصرة.

ويعترف المراقبون الذين يتابعون عن كثب الوضع في إدلب بأن ما حدث الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع في سراقب يتماشى إلى حد كبير مع ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد، أي أن القتال لن ينتهي حتى تستعيد قواته جميع الأراضي السورية.

وقد أدان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، الهجوم المستمر الذي تشنه القوات التابعة للحكومة السورية. وقال بومبيو في بيان "ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة وصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق المتضررة بشكل كامل".

وبحسب "أحوال"، من المفترض أن تكون تركيا سعيدة لرؤية أن هناك دولة واحدة على الأقل تدعم ما تقوم به في إدلب. ومع ذلك، قد تغوص تركيا في عمق مستنقع إدلب إذا اعتمدت فقط على هذا الدعم الأمريكي.

وأشار الموقع التركي المعارض إلى أنه من الواضح أن السبب الرئيسي لهذا الحادث مرتبط بتعريفات مختلفة للإرهاب بالنسبة لتركيا من ناحية وروسيا وسوريا وإيران من ناحية أخرى. تتبنى روسيا التعريف الوارد في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. 

والحكومة السورية تمضي خطوة أخرى إلى الأمام وتشمل في التعريف كل شخص يطلق سلاحا ضده؛ بينما تستبعد تركيا من هذا التعريف المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها.

ومن ناحية أخرى، ربما يكون الجيش التركي قد تجاوز مهمة المراقبة التي أوكلت إليه في سوتشي وتولى دور قوة فرض السلام؛ بحسب "أحوال".

لقد اعتاد كلا من أردوغان وبوتين في كل مرة يجتمعان فيها التأكيد على دعمهم لسيادة سوريا وسلامة أراضيها. ولكن أفضل طريقة لإظهار الاحترام للسيادة هي الاعتراف بأن لكل دولة الحق في استعادة النظام في أراضيها. لذا، يتعين على تركيا فعل المزيد لمساعدة الحكومة السورية على توسيع سيادتها لتشمل كل جزء من أراضيها، بما في ذلك إدلب.