الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعادلة العشقية الصعبة


مع كل طلة "يوم فالنتين" يجتمع العشاق  على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الطوائف الغرامية ليعبر كل منهم عن مذهبه العاطفي وفقًا لما تمليه عليه تجاربه في الحب.. فهذا يعيش فرحة البدايات الوجدانية وينقش أحلامه الوردية على بحر الرمال، وتلك دخلت بوابة المشاعر بمفكرة بيضاء وسلمت رجل حياتها مفتاح قلبها ليدون على جداره ما يشاء من مفردات الهيام ، وبدلًا من أن يملأه  بتدوينات وله ثنائية، دمرها بطعنة غدر قضت على الأخضر واليابس من حلو أحاسيسها  حتى باتت تلعن كل "فالنتين" وتتمنى لو تم استبدال هذا اليوم بآخر للهجر!.


وهؤلاء رهنوا سعادتهم على دوار المشاعر ولهفة أشواق المحبين، ومع كل مناسبة عشقية يعلنون انتظارهم لحرفي الحاء والباء وكأن الارتباط العاطفي  ولا شيء سواه سيغير قدرهم المعاكس ويضعهم ضمن قائمة المحظوظين!.


وبين كل ما سبق منشور واحد تضعه كل امرأة خاضت الحياة الزوجية بحلاوتها ومرارتها على صفحتها "بالفيسبوك" ويقابله الرجال بوصلات لا نهائية من المزاح وهو " عايزة ورد يا ابراهيم" .


والغريب أن هذا "البوست" كان لقطة من فيلم "أحلى الأوقات" الذي عرض عام 2004 وكشفت هذه اللقطة عن اختلاف النظرة بين الرجل والمرأة للحب واحتياجات كليهما منه.


فالفنانة هند صبري التي جسدت دور يسرية تتمنى أن يفاجئها زوجها بباقة ورد برحيق اللهفة بينما يكتفي زوجها الفنان الراحل خالد صالح أو "إبراهيم" بكيلو كباب بمذاق الأشواق،.. هكذا،.. حلت وردة يسرية وكباب إبراهيم المعادلة العشقية الصعبة لتباين الاحتياجات العاطفية بين الرجل والمرأة.


وربما يفسر هذا التباين السر وراء طلاق بعض الزيجات المبنية عن حب!.


فالرجل يحب دومًا بعينه وعقله معًا، فيضعف أمام المشاعر الحسية ويطير فرحًا بمن تمنحه الإحساس برجولته "الطاغية" من طلقات غيرة قاتلة تصوبها نحو كل من تقترب منه إلى طاولة عشق بها ما لذ وطاب من مفردات أكلاته المفضلة والأهم ذكاء المسافة في البعد والقرب، فلا تغيب عنه وتتركه لعمله ودائرة معارفه على مواقع التواصل المختلفة حد الاعتياد على دنياه ولا تلتصق به ليل نهار وتقحم نفسها في الصغيرة قبل الكبيرة حد الاختناق!.. فهو يحتاج منها أن تكون 6 نساء في امرأة واحدة،.. فتلعب دور الزوجة، الصديقة، الأخت، العاشقة، الأم، والحبيبة والمرأة الذكية تعرف متى تقوم بالدور المطلوب في كل هفواته.


أما المرأة فكعادتها دائمًا مغلوبة على مشاعرها ، تحب بأذنها وروحها، فتهيم شوقًا برجل يباغتها بكلمة حنين هادر ولمسة عشق جارف، وبوردة حب يتسلل إلى الذات وهذا الفؤاد ليصبح هو وفقط  السند والأمان بل وعالمها الذي حول فلك غرامه تدور ولو توقف عن عشقها ولو ثانية اختل توازنها النفسي وتحولت لأخرى يتهمها ومن على شاكلته الذكورية المغرورة بالجنون!


وبعد،..ألم يأت الأوان أن ندرس ماهية ما يدور في أدمغة الرجال وقلوب النساء علنا نزيل السدود والحواجز العشقية المشيدة بفعل تاريخ طاعن من سوء الفهم بين طرفي العلاقة العاطفية، يمكن أن يساهم ذلك في إزالة الفرقة الغرامية وإعادة أواصر المحبة بين أزواج وزوجات اجتمعوا يومًا على وعود ودية وافترقا على سوء فهم لرغبات كل منهما للأخر؟!.


وكل عيد عشاق وأنا وأنتِ ونحن باقون على الحب حتى لو زحف البياض إلى شعر الرأس وطغت الخطوط الطولية والعرضية ملامح الوجه، فلا العمر ولا الوقت ينسينا نساء ورجالا حاجتنا لكلمة حب.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط