EN 
اختار لنفسه حرفة غاية فى الدقة والصعوبة، وترك من أجلها العمل فى التجارة التى كانت مصدر رزقه عقب التخرج من الجامعه، لكن حبه وعشقه للنحت على الخشب، جعله يترك كل شيء من أجل النحت الذى تميز فيه لدرجة جعلته متفردًا بأعماله التى تم إهداء أيقونة منها لبابا الفاتيكان خلال زيارته لمصر منذ عامين و نحت كرسى بابا الإسكندرية بكنيسة دولة الإمارات الشقيقة.
يقف النحات كيرلس غالي، فى ورشته التى تتوسط قرية حجازة بمركز قوص، من الصباح الباكر حتى المساء، على منضدة خشبية تحيطها أيقونات متنوعة الأشكال والأحجام، تجسد الكثير من الشهداء والقديسين فى المسيحية، وحوله أدوات النحت التى لا يكف عن اقتنائها؛ لإخراج أفضل و أجمل الأشكال.
وقال كيرلس غالي: أعمل فى حرفة النحت منذ أن كان عمرى 10 أعوام، حيث تعلمتها على يد خالي، الذى تعلمها على أيدي رهبان فرنسيين كانوا يعيشون فى قرية حجازة، وساهموا فى نشر هذه الحرفة بين الأهالى، بعدها بدأت فى نحت الكثير من التماثيل التي يتم وضعها فى الكنائس، والتى تعد من أصعب الأعمال؛ لاستغراقها وقتا كبيرا، خاصة التى تحتوي ملامح وتفاصيل كثيرة، بالإضافة إلي الأيقونات التي يحرص الكثير على اقتنائها.
وتابع كيرلس، عشقت فن النحت منذ نعومة أظافري حتى وصلت إلي المرحلة الجامعية، فكنت أدرس- بجوار عملى بورشتي الصغيرة في منزلنا الكبير-، لكننى توقفت فترة من أجل التجارة و سرعان ما عدت إلى حرفتى المحببة مرة أخرى لأننى لم أستطع الابتعاد عنها، حتى جعلت كل وقتى لورشتى التى أشقها و أعشق العمل فيها.
اقــرأ أيضًا..
الإمام الإنسان.. حكاية صورة شيخ الأزهر مع والدة قتيل قنا التي هزت السوشيال ميديا
أشرس خصومة ثأرية بقنا..عقد صلح بين عائلتى الطوايل والغنايم.. فيديو
وأوضح كيرلس، أن فن النحت يحتاج إلى موهبة و قدرة كبيرة على الإبداع و الصبر، حتى يخرج العمل بصورة جيدة و بشكل حقيقي يجسد صورة العمل الذي يتم نحته فى الذهن أولًا، وحتى لا يكون نسخة تقليدية ضمن الكثير من الأعمال التى يتم عرضها، لافتًا إلى أن النحت بالنسبة له يمثل حياة و لا يمكن العيش في أي مكان بدونه، ورغم تعبه و إرهاقه إلا أنه يمثل متعة حقيقية بالنسبة له و يجعله ينسى أى شىء آخر.
وأشار كيرلس، إلى أن أشهر الأيقونات التي نحتها هي رحلة العائلة المقدسة التي تم إهدائها إلى بابا الفاتيكان في رحلته الأخيرة لمصر منذ عامين تقريبًا، حيث طلب منه الاب عمانوئيل أسقف الكاثوليك بالأقصر، لافتًا إلى أنها كانت من أكثر الأعمال التي استغرقت وقت ولكنه كان سعيد جدًا بعملها.
و أضاف كيرلس، كما قمت بنحت كرسي البطريرك المصري بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثاني الذي يجلس عليه بكنيسة دولة الإمارات الشقيقة التي زارها مؤخرًا في رحلته الرعوية لبعض البلدان ومنها الإمارات، مشيرًا إلى أن أصعب ما نحته كان تمثال مارجرجس الذي يحمل تفاصيل أكثر دقة.
