الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عائد من مدينة الموت.. سعودي يروي تفاصيل صادمة عن فيروس كورونا ومستوى الرعاية الطبية في الصين

الشاب السعودي
الشاب السعودي

روى شاب سعودي يدعى فهد سالم، عائد من الصين منذ أسبوعين، تفاصيل وأحداث ما شاهده على أرض الواقع بشأن فيروس كورونا الذي شغل العالم وحصد مئات الأرواح، واصفًا الوضع بالصادم والمخيف.

 

تحدث فهد المقيم في كوانزو الصينية منذ 13 عاما، ويملك شركة خاصة، لـ"العربية.نت"، عما شاهده بعد انتشار كورونا في المدن الصينية، واصفًا الوضع بالسيئ جدًا، مضيفًا أن بعض الفيديوهات الصادمة التي انتشرت حقيقية.

 

وأوضح الشاب البالغ من العمر 37 عاما، أنه غادر المدينة في 29 يناير 2020 متوجهًا إلى الرياض خوفا من الفيروس الفتاك.

 

وقال: "في البداية كان الحديث متداولا حول مرض غامض بدأ ينتشر في المدن الصينية، وكنا لا نهتم بما يقال في الإعلام الخارجي، واعتقدنا أنه تضخيم إعلامي".

 

وتابع: "بعد إجازات المدارس في منتصف يناير بدأ السكان بمغادرة منازلهم إلى قراهم خصوصا سكان ووهان، وهي بؤرة تفشي الفيروس، وبالتالي بدأت تنتشر العدوى وتصل جميع المدن الصينية بشكل ملحوظ، وهنا بات الخطر حقيقيا وليس مجرد كلام".

 

ووهان مكتظة بالسكان

وصف فهد مدينة ووهان الصينية التي غادرها في 9 ديسمبر 2019 أي قبل انتشار الفيروس بأيام، بأنها مدينة صناعية ضخمة ومعروفة بصناعة القطارات السريعة، وفيها شركات أجنبية مثل شركة "بيجو" للسيارات، وهي مدينة مكتظة بالسكان وتضم سوق لحوم يحوي جميع أنواع اللحوم، منه انطلقت الشائعات بداية أنه سبب تسلل الفيروس، وتجد لحوم الثعابين والكوالا والكنغر والعديد من الحيوانات الأخرى وأيضًا الخفافيش.

 

أما عن مستوى الرعاية الطبية في الصين بشكل عام، قال فهد إنها "متأخرة نوعا ما" مقارنة بأمريكا والدول الأوروبية.

 

عالقون في ووهان.. ويستنجدون

كما أوضح أن ووهان الصينية الآن محاصرة تماما ولا أحد يجرؤ على مغادرة منزله، ولا يمكن للجاليات هناك مغادرتها إلا بتصريح من سفاراتهم. وأكمل: "لدي أصدقاء من الجاليات اليمنية والسودانية تعاني في ووهان بسبب حالة الهلع هناك مع عوائلهم، ويستنجدون بمن يساعدهم ويعمل على إجلائهم"، ووصف وضعهم النفسي بـ"السيئ جدًا"، مطالبًا حكوماتهم بالتدخل سريعًا لإنقاذهم، لأن وضعهم صعب فهم مسجونون في بيوتهم لأسابيع.

 

وكشف فهد أن طلبات توصيل الطعام تعمل في كل المدن الصينية حتى في ووهان، فيما محطات القطارات والمراكز التجارية مغلقة تمامًا والمدينة باتت مدينة أشباح، بحسب فيديو حديث أرسله صديق مقرب من فهد.

 

أما عن لحظة اتخاذه قرار مغادرة كوانزو، فقال إنه بدأ بالتفكير جديا بعد تداول فيديو لطبيبة صينية تحذر من الفيروس، قائلة إن أعداد المصابين أكبر بكثير مما تعلنه الحكومة الصينية، مشيرة إلى أنه لو حدث لها مكروه فهذا الفيديو هو السبب، بعد ذلك اختفت الطبيبة مسببة حالة من الهلع بين أوساط الناس. وتابع: عندها "قررت ترك عملي ومغادرة البلاد".

 

بصق بغرض نشر العدوى

وحول صحة الفيديوهات المتداولة عن أناس يحاولون البصق في الأماكن العامة لنشر العدوى في المدن الصينية، قال في إجابة صادمة "هذه الفيديوهات صحيحة، فمن يصاب بالفيروس يعتقد أنه ضحية مؤامرة، وأن الفيروس مفتعل، وبالتالي هو مجرد ضحية ويريد الانتقام وينشر الفيروس حتى لا يموت وحيدًا"، مشيرًا إلى أن هناك ناسا وعيهم وثقافتهم محدودة.

 

أما فيديوهات اقتحام المنازل وسحب المصابين فهي صحيحة أيضًا، وفق ما أكده فهد سالم، وتقوم الجهات الصحية بالذهاب إلى من يتم التبليغ عنه أنهم مصابون بالفيروس وإجبارهم بالقوة على مغادرة منازلهم.

 

سجن كبير

إلى ذلك تحدث الشاب السعودي عن التعليمات والإجراءات الصحية في مختلف المدن الصينية، فقال "الخروج من المنزل والعودة إليه مسألة صعبة جدا، ويجب ألا يتجاوز خروجك 2 أو 3 ساعات على أقصى حد، ويتم تسجيل بياناتك ووجهتك وأسماء من تزورهم في كل مرة تغادر منزلك وطبعا الخروج بالكمامات الطبية إجباري"، موضحًا أن الحياة هناك باتت كأنها في سجن كبير حيث لا تملك حرية التنقل.

 

وقال أيضًا "يخضع كل شخص يتجول لقياس حراري ويتم فحص حرارة الجسم في كل مرة تدخل فيها شارعا أو سوبرماركت أو حتى تركب باصا"، مشيرا إلى أن نقاط التفتيش منتشرة في كل زاوية ومكان بمختلف المدن الصينية.

 

كما أضاف "هناك تطبيق wechat يستعمله الجميع بشكل إجباري ويطلب من المواطنين والمقيمين تحديث بياناتهم الطبية عبره بشكل يومي تتم تعبئة البيانات الصحية لكل شخص ومرافقيه إذا كان هناك بلاغات حول أي حالات اشتباه، وفي حال مخالفة ذلك يتم وضع المخالف على القائمة السوداء وحرمانه من التأمين الطبي لمدة سنة".


اقرأ ايضا:

حادث بمكة يخلف 5 إصابات والهلال الأحمر يتدخل

ضحت بمجوهراتها.. سعودية تسعى للوصول إلى العالمية بـ الرسم