EN 
على مدار قرون اشتهر سكان الجزيرة العربية بوضع العقال على الرؤوس، ليس لكونه جزءا من الزي العربي فحسب، بل لكونه رمزا للأصالة والعراقة، وذات دلالات كبيرة ومعان كثيرة عند رجال العرب.
العقال الذي يعرف بأنه جزء من اللباس الشعبي للرجال العرب خاصة في شبه الجزيرة العربية والعراق والشام، والذي يتم وضعه فوق الشماغ والغترة، ويضعه الرجال أعلى الروؤس، يدل على مكانة وقيمة هذا العقال في التاريخ العربي، وما يحمله لصاحبه من عظمة وشموخ ميز أبناء الجزيرة العربية عن غيرهم من العرب.
ومن الناحية الفعلية للعقال، فهو أكثر من جزء من الزي العربي التقليدي، إذ أنه بات رمزا للأصالة والانتماء، وأصبح الرجال يعتبرونه «تاج للرأس» ومفخرة للرجال، يتباهى به الشباب، ويضعه الشيوخ رمزا للعزة والوقار.
تاريخ العقال
اختلفت الروايات التاريخية حول تاريخ العقال، والتي أرجعها كثير منها إلى بدء استخدامه بعد سقوط الأندلس، إلا أنه من بين الروايات التاريخية، فأوضحت أن العرب قديمًا استخدموا العقال لربط الناقة من أجل تثبيتها في مكان ما، وحين يرغبون التنقل بها يضعونه فوق الغترة أو الكوفية غطاء الرأس لحين حاجتهم إليه عند التوقف عن المسير لمعاودة ربط الناقة به.
في حين أن بعض الروايات التاريخية التي تناولت تاريخ العقال ركزت على أنه يشير إلى أنه السوط الذي كان يضرب به العرب الدواب لحثها على المسير، وعند انتهاء الحاجة منه، يحتفظون به على رؤوسهم لمعاودة استخدامه فيما بعد.
العقال العربي حديثا
ورغم اختلاف الروايات التاريخية حول تاريخ العقال عند العرب، إلا أنه كان يصنع عادة من خيوط منسوجة من صوف الماعز، ولكن في العصر الحالي بات يصنع بعضها من الحرير والقطن، كما أنه يختلف لناحية الألوان فهناك الأسود والأبيض، والزري والوبر الذي هو مصنوع من وبر الجمل ويكون عادة إما بالبني الفاتح أو الأبيض.
ومن بين أشهر أنواع العقال عند العرب المقصب أو «الشطفة»، وهو العقال الذي اشتهر بوضعه الملك عبدالعزيز آل سعود بعد فتحه للملكة العربية السعودية، والذي يتخذ شكلًا هندسيًا خماسي الأضلاع والذي لا يلبس من قبل العامة بل هو خاص بالأعيان والملوك والأمراء سواء في المملكة العربية السعودية أو دول الخليج، وهو العقال الذي أشتهر باسم «عقال فيصل».
