الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفينة الصحراء.. الابل تحقق قيمة اجتماعية وعسكرية في تاريخ سيناء.. استخدمت لنقل الأسلحة والذخيرة.. يقدمها العريس مهرا للعروس

صدى البلد

الإبل تحقق قيمة اجتماعية وعسكرية في تاريخ سيناء
يسير فوق الصخور الصلبة شديدة الحرارة دون تعب أو ألم 
يشرب أكثر من 100 لتر من الماء دفعة واحدة 
 الإبل استخدمت كمهر للعروس 

الإبل حيوان استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين، وقد حباه الله بقدرات عظيمة تمكنه علي تحمل السير لمسافات طويلة، فوق تلال الرمال الناعمة، وسط صحراء قاحلة يندر فيها الزرع والماء، وتكثر فيها الرياح والعواصف الرملية الشديدة، لذا أطلق عليه "سفينة الصحراء".لتكيفه مع المعيشة ، حيث قلة العشب والماء. 

وقال الدكتور عبد الشافي عبد السميع استاذ الثروة الحيوانية بجامعة العريش، ان لبن الإبل يتميز بجودته العالية، وحلاوة طعمه، وسهولة هضمه، فهو قليل الدهون، خفيف على المعدة، غني بالفيتامينات والبروتينات والمعادن، خاصة الكالسيوم.

كما يحتوي على مواد تقاوم السموم والبكتيريا، وفيه مواد تقوى جهاز المناعة، ويستخدم في علاج كثير من الأمراض خاصة أمراض البطن والكبد وغيرها.

ويستطيع الجمل العطشان أن يشرب أكثر من مئة لتر من الماء دفعة واحدة، دون أن يحدث له أي ضرر، ولا تبقى هذه المياه في أمعائه، ولكنها تنساب داخل أنسجة جسمه فورًا. 

وقال سليمان العياط معلق رياضات الهجن ،وباحث في التراث ، ان الجسم الكبير يحمل أربع أرجل طويلة قوية ترفع جسم الجمل بعيدًا عن حرارة الرمال الشديدة.

كما تساعده على اتساع خطواته، وخفة حركته، وتنتهي كل رجل بوسادة عريضة من الدهن والألياف المرنة والتي تغلفها طبقة سميكة من الجلد، وهي تشبه نعل الحذاء وتسمى «الخف»،.

وبواسطة هذا الخف يستطيع الجمل أن يسير بسهولة فوق الرمال الناعمة، دون أن تغوص أرجله فيها، لأنه يتسع بصورة مدهشة أثناء السير.
كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبة شديدة الحرارة، دون أن يشعر بأي تعب أو ألم بواسطة هذا الخف السميك.

ولهذا فقد صار الحيوان المناسب للصحراء عبر تاريخ الإنسان، ولا يستطيع سكانها الحياة بدونه واتخذوه وسيلة لانتقالهم، وهو يستطيع أن يقطع الصحراء مكتفيا بالطعام القليل والماء القليل.

وقد استغل أبناء سيناء هذه المميزات في تحقيق أهداف اجتماعية للحفاظ علي حقوق الزوجه واراقه ا الدماء ، علاوة علي استخدامها في الرياضة وتحقيق وجامعة لدي كل قبيلة عند تحقيق الهجن فوز مستحق في السباقات التي تجري سواء في سيناء أو علي مستوي الدول الغربية .
كما كان لاستخدام الابل في حرب اكتوبر ، أهداف عسكرية لخدمة الوطن وتحقيق نصر أكتوبر المجيدة. 

وقال كمال الحلو ، رءيس جمعية التراث بسيناء ، انه الي وقت قريب كانت القباءل تقيس عز القبيلة وقوتها بعدد الإبل التي تمتلكها، فكلما كثر عددها أصبح للقبيلة شأن كبير.

كما كانت في الوقت نفسه ثمنًا للأفراح ، فمهر العروس من النياق، وكلما زاد عدد النوق زاد قدر العروس، وقصة عبلة مشهورة ومعروفة للجميع، حين اشترط والدها على عنترة مئة من النوق المغاتير.

وكانت الإبل في الأتراح ثمنًا لوقوف الدم.وتدفع ديةً للقتل الخطأ غير المقصود، حسبما يقرره عقلاء القوم. أو حسبما اتفق عليه الجميع وقتها.

ويشير الكاتب والخبير الاستراتيجي فواد حسين ، إلي أن الجمل كان الوسيلة الوحيدة لنقل المواد الغذائية لأهالي سيناء المحتجزين تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوان 1967، ثم استخدامه بعد ذلك لنقل الأسلحة والذخيرة والمفرقعات إلي مجاهدي منظمة سيناء العربية بالداخل.

حيث كان أبناء سيناء ينتظرون بالجمال في شرق القنال لاستلام هذه المعدات التي تنقل إليهم من الغرب عبر القنال أو البحيرات بالزوارق المطاطية أو اللنشات الصغيرة تم يقوموا بنقلها إلي الداخل.

وبعد أن فطن الإسرائيليون إلي ذلك قاموا بتجهير أهالي سيناء إلي مسافة 50 كيلومترا شرق القنال، وكان عليهم القيام بعمليات قص الأثر علي طول القنال والبحيرات لمعرفة الآثار التي تتحرك من الغرب إلي الشرق أو العكس.

لذلك اسقط في يد المخابرات المصرية التي كانت تشرف علي هذه العمليات وتديرها فقد كان من السهل نقل المعدات والأسلحة والألغام والصواريخ إلي شرق القنال ولكن من الصعب علي الرجال حملها لمسافات بعيدة سيرًا علي الأقدام دون استخدام الجمال أو الإبل.

وقد ظهرت معادن أهالي سيناء الصامدين الذين اقترحوا علي المخابرات المصرية نقل الجمال من الغرب إلي الشرق سباحة في الماء بجانب اللنشات والزوارق المطاطية .. وكانت هذه أول مرة يعرف فيها المسئولين ان الجمل يعوم ويسبح في الماء.

وتم إجراء بروفة وقتها بنقل المعدات والأسلحة بااستخدام اللنشات المطاطية التي تعبر من غرب القنال إلي الشرق وخلفها تعوم الجمال ثم يتم تحميلها لتنطلق إلي الأماكن المحددة لها لتنفيذ مهامها القتالية.
اقرأ ايضا: