الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تناولت الصحف العالمية والعربية وفاة حسني مبارك؟

الرئيس الأسبق محمد
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك

اهتمت وسائل الإعلام العالمية والعربية برحيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، صباح الثلاثاء، عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد أسابيع من خضوعه لجراحة.

البداية من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" التي نشرت تقريرا بعنوان "مبارك رجل الدولة المصري في الحرب والسلام"، مشيرة إلى أنه رغم كون مبارك رجلا عسكريا، لكنه الشخص الذي أكد التزام مصر بالسلم الدولي.

وسلطت "بي بي سي" الضوء على توسط مبارك للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، موضحة أن مصر قامت بدور رائد في هذا الملف تحت إدارته.

كما اهتمت بمحطات في حياة الرئيس الراحل منذ دخوله القوات الجوية المصرية مرورا بحرب أكتوبر ثم تعيينه نائبا للرئيس أنور السادات وصولا إلى حكم مصر.

أما شبكة "سي ان ان" الأمريكية فسلطت الضوء على العلاقة بين الراحل حسني مبارك والسادات، وتحول مبارك إلى بطل قومي عقب حرب أكتوبر ونجاحه في قيادة القوات الجوية لفترة طويلة، موضحة أنه لعب دورا في المفاوضات بين اسرائيل وفلسطين الرامية إلى إنهاء الصراع الممتد.

وأشارت إلى أن الرئيس الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما كان حليفا قويا للأمريكان، لكن في 2011 ومع اندلاع ثورة يناير، شعر مبارك بغضب من غياب التأييد الأمريكي.

الصحافة العبرية أيضا اهتمت برحيل مبارك، وذكرت "تايمز أوف اسرائيل" أن مبارك كان يحافظ على معاهدات السلام التي أبرمت مع الاحتلال، لكنه لم يكن يعمل لتعميق العلاقات مع إسرائيل، وكان يعرقل محاولات كثيرة للتعاون بحجج مختلفة، مشيرة إلى أنه في الوقت نفسه كان يحرص على عدم إثارة المشاكل مع واشنطن وتل أبيب، وهو ما جعل سياسته الخارجية ناجحة إلى حد كبير في المنطقة.

كما أبرزت "دويتشه فيله" الألمانية رحيل مبارك صاحب أطول فترة حكم التي امتدت لنحو 30 عاما، فيما وصفته صحيفة "لوموند" الفرنسية بآخر الفراعنة.

بينما سلطت "فوكس نيوز" الضوء على دور مبارك في مكافحة التيار الإسلامي المتشدد متمثلا في تنظيم الإخوان، مشيرة إلى تمكن مبارك من إحكام قبضته على السلطة لفترة طويلة، ساعده في ذلك العلاقات الأمريكية واعتنماد واشنطن عليه كحليف اساسي.

وعربيا، أبرزت الصحف نبأ الوفاة، وخصصت صحيفة "الراي" الكويتية، افتتاحيتها لرسالة وجهتها إلى الرئيس المصري الراحل، محمد حسني مبارك، الذي وافته المنية اليوم.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "بعفويتك، بصدقك، بكلامك المباشر، بقلبك الأبيض، برؤيتك وحرصك على البيت العربي... توليت واحدة من أصعب المهمات التاريخية، فحمل كتفاك الأمانة من دون أي انحناءة رغم أن وزن الانفجار يومها لا مثيل له في حسابات الزمان.

وتابعت في رسالتها لمبارك :كنت هناك، تروي الأمور كما هي، وتحذر من المخاطر كما ستأتي، وتنبه المسكون بالرعونة المزهو بالديكتاتورية المعجون بالاجرام إلى أن قراءاته للمشهد الدولي علامتها «تحت الصفر» وإلى أن جريمته ستدمر منظومة الأمن العربي برمتها وتفتح الباب لهيمنات دولية وإقليمية غير عربية.


كما نشرت "القبس" تقريرا بعنوان "مبارك.. الرئيس الذي أحبه الكويتيون" مسلطة الضوء على حب الشعب الكويتي للرئيس الراحل، وذلك بسبب مواقفه التاريخية تجاه بلادهم،موضحة أن مصر كان لها خلال عهده دور محوري في تحرير الكويت من الغزو العراقي ومنع نظام صدام حسين من تهديد أي دولة خليجية.


وتشير الصحيفة إلى أن اسم مبارك سيبقى دائما عنوانا للوفاء والإخلاص في قلب كل كويتي حيث كان موقفه في أزمة احتلال الكويت موقف الزعيم القائد الملتزم بقضايا العروبة والشعوب العربية إذ سعى بموقفه الرافض بشدة للاحتلال العراقي لحقن دماء الأشقاء العرب، حيث حاول بكل ما أوتي من عزم وقوة وخبرة وحنكة لإقناع صدام حسين بسحب قواته من الكويت لكن الأخير أصر على عناده.

وأوضحت أن الرئيس المصري لم يتوان عن طرق كل الأبواب واستخدام جميع السبل بغية نصرة الحق الكويتي، فدعا لقمة عربية طارئة احتضنتها القاهرة في 10 أغسطس، وأعلن فيها عن دعمه وتضامنه الكامل مع الكويت. 

بينما تقول صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إن "مبارك.. قائد حكيم يترجـل والحكم للتاريخ"، حيث استعاد المصريون في نعيهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كلمات من خطابه قبل التنحي بعد ثورة 25 يناير عام 2011، قال فيها: «سيحكم التاريخ عليّ وعلى غيري بما لنا أو علينا»، «ولدت هنا في مصر، وسأموت فيها» و«إن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون»، وفقا للصحيفة.

وأضافت أن مبارك رحل عمر ناهز 92 عامًا بعد تاريخ حافل بالمواقف الشجاعة والحكيمة والدفاع عن القضايا العربية وعن وطنه مصر. 

وأوضحت أنه تميز في مسيرته بالمواقف التاريخية مع الأشقاء العرب وخاصة تحرير الكويت من الغزو العراقي، واستعاد العلاقات مع الدول العربية بعد انقطاع دام سنوات في أعقاب مبادرة السادات للسلام مع إسرائيل، وعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية وعاد مقرها إلى القاهرة بعدما كان نقل مؤقتًا إلى تونس. 

وسلطت الصحيفة الضوء على محطات في حياة مبارك مثل توليه الرئاسة  في 14 أكتوبر 1981 بعد اغتيال السادات في السادس منه بأيدي إرهابيين، كما تعرض خلال مسيرته لست محاولات اغتيال، أبرزها في 1995 عندما أطلق مسلحون النار على سيارته خلال زيارة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأوضحت أنه استكمل  مفاوضات السلام التي بدأها السادات مع إسرائيل ليتمكن من رفع العلم المصري على شبه جزيرة سيناء (شمال شرق القاهرة) في أبريل 1982 وبعدها استعاد منطقة طابا من خلال التحكيم الدولي عام 1989 لترتفع شعبيته لدى الشعب، ثم تمكن من إعادة إصلاح العلاقات المصرية- العربية والتي كانت قد توترت بعد الخلافات بين معظم الدول العربية والسادات في قضية توقيع الصلح منفردًا مع إسرائيل.