الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجمهور مش عايز كده!


في حالة من الالتباس الفني، تداهمنا عاصفة إسفاف سمعية وبصرية تقتلع كل قيامنا المجتمعية.. وبين ليلة وضحاها تتحول وسائل التواصل الاجتماعي لفريقين أحدهما معارض والآخر مدافع.


الأول يهاجم وبكل ما أوتي من أساليب إقناع يدعو لمقاطعة من يقدم أو يروج لهذا الانحدار الفني بل واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاكمته بتهمة الإساءة للفن والأخلاق، والثاني يدافع بشراسة رافعًا شعار "الحرية الإبداعية والجمهور عايز كده ".. والنتيجة مزيد من الشهرة لفنون العشوائيات بكل ما تحمل من موبقات "حشيش... بلطجة .. جنس" وما خفي أعظم!


وسرعان ما عدت بذاكرتي للوراء وتحديدًا فترة الثمانينيات وفيها بدأت المخدرات تأخذ طريقها في الانتشار، فظهرت أعمال سينمائية تكشف عن هذا العالم الخفي المسمى "الإدمان" صاحبها قانون يعاقب المتعاطي مثله كمن يتاجر في أي من أنواع المخدرات.. ورغم أن الهدف كان محاربة المخدرات إلا أن التركيز عليها زاد من عدد المدمنين!..


ولأن المخدرات لا تختلف كثيرًا عن الفن الهابط، فكل ما أخشاه أن يؤدي تزايد الهجوم على من يقدمه لنشره، فكم من نكره لاقت أعماله رواجا جراء فيديوهات انتشرت عبر الفيسبوك والواتساب بعضها ساخر وآخر مهاجم ! وكم من بلطجي تحول إلى نجم من كثرة الحديث عن إسفافه!..


عزيزي المهاجم.. دعنا نتفق أنني وأنت ضد ما يطلق عليه أغاني المهرجانات التي أصبحت بمثابة المظلة الحامية لجميع اللاأخلاقي لكن لمَ لا نحاربها بالعودة لمهرجانات زمان؟!..


تلك المهرجانات الفنية الدولية التي صنعت نجوم الثمانينيات، وقتها ظهرت أغنية غريبة عن المجتمع وحققت ما يقرب من سبع ملايين نسخة اسمها "لولاكي"،..ورغم عدم مهاجمة مطربها حينذاك إلا أن القضاء عليها تم بكلمات هادفة ومشاعر راقية حين شاركت أغنية مصرية في مهرجان دولي وحصلت على جائزة البرتقالة الفضية بأغنية "كوكب ثاني" وسرعان ما ذاع صيتها وأصبحت الأغنية الأولى لكل المستمعين.. لولاكي اختفى مطربها من الساحة الفنية، وكوكب تاني ظلت أحلى ما غنى مدحت صالح وحتى الآن يطلبها الجماهير في حفلاته!..


ولو تركنا دنيا الثمانينيات بأغنياتها الحلوة وعدنا لعالم السينما بأفلامها الحالية نجد أن فيلم "هيبتا" الذي عرض سنة 2016 ليستعرض مراحل الحب السبع في إطار درامي رومانسي حقق أعلى إيرادات في شباك التذاكر حد وصوله لـ40مليون جنيه، فضلًا عن نجاح أغنية الفيلم التي أدتها دنيا سمير غانم وحصلت على 5ملايين مشاهدة بعد أيام من صدورها.. ولم يتوقف نجاح الفيلم عند هذا الحد بل إن دور العرض السينمائي في إيطاليا عرضته مدبلجًا باللغة الإيطالية ولغات أخرى.. وبهذا تفوق الفيلم الرومانسي على أفلام العنف والبلطجة ليمحو الفن الهادف الرداءة الأخلاقية من حائط ذاكرة المشاهد ويكمم ألسنة من يدعو لأعمال العشوائيات متهمًا الجمهور بما لا يريد..


فيا كل باحث عن القيم الأخلاقية والفن الراقي،.. تعالوا معًا ندعو لحملة نعيد من خلالها السينما النظيفة والأغاني الحلوة،.. وبدلًا من مهاجمة أغاني العشوائيات والأفلام الرديئة نطالب بإعادة حفلات ليالي التلفزيون وأضواء المدينة وإنتاج أفلام سينمائية تظهر مجتمعنا الحقيقي مثل حب البنات،أحلى الأوقات، ملك وكتابة، سهر الليالي، لعبة الحب،وغيرهم من الأفلام التي أنتاجها جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامي فكانت ولازالت أحلى ما شاهدناه..  

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط