الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل افتتاحه بساعات.. التفاصيل الكاملة لسيناريو عرض متحف الغردقة.. جمال الحضارة المصرية عبر العصور.. صور

صدى البلد

لم يعرف المصريون القدماء القبح، حيث كانت حياتهم تتسم بطابع الجمال في كل شيئ حتي الموت، فكم من النقوش والزخارف وجدناها تزين مقابرهم.

ما سبق يمكن التأكد منه إذا ما عرفنا قصة سيناريو عرض متحف الغردقة المقرر افتتاحه غدا السبت ويفتتحه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار،وهو ما كشفته لنا إلهام صلاح مستشار وزير السياحة والآثار لشئون المتاحف الجديدة.

وقالت: إن الجمال أعلي صفة في الحضارة المصرية القديمة، سواء كان ملموسا ام غير ملموس وهذه هي فلسفة انشاء المتحف،والتي سعينا لاظهارها عبر سيناريو العرض والقطع الأثرية التي يتضمنها،والمتحف يظهر المصريين كشعب متحضر وهو ما كانوا عليه بالفعل طوال تاريخهم.

وتابعت: قصة سيناريو العرض التي وافقت عليها لجنة سيناريو العرض عن الجمال والرفاهية عبر العصور،وهذا الجمال متوفر بشكل أكبر في الحضارة المصرية القديمة، كونها صاحبة أكبر مدي زمني،لذلك هي الأكبر مساحة في المتحف ومعروضاته،وقد حرصنا مع فريق العمل علي إختيار القطع الأثرية المناسبة المعبرة عن المتحف وتجسيده لفكرة الجمال.

وقالت إن أول ما يستقبل زائر المتحف لوحة للملك تحتمس الثالث وهي ملونة،وفكرتها أن الرجل المصري كان يعشق الجمال الذي كان موجودا في كل شيئ لديه،ويظهر تحتمس الثالث علي اللوحة وهو يقدم ميريت آمون وهي سيدة في كامل زينتها وتمثالها تحفة فنية رائعة،كما أن فلسفة الجمال تتجسد في العطور وزهرة اللوتس،وحرصنا علي وجود القطع الأثرية التي تؤكد ذلك خاصة اللوحات والنقوش الموجودة على جدران المقابر.

ومنها لوحات موائد قرابين عليها أشخاص يمسكون زهرة اللوتس ويستنشقونها،وهو ما يعني أن المصري القديم كان يحب الروائح الطيبة وحرص علي أن يكون المكان الذي يوجد فيها دائمًا رائحته طيبة بجانب جمال المكان. 

وننتقل بعدها للجمال في العين وكانت تعني رمزا مهما لدي المصريين القدماء،فهي العين الحارسة والحامية وعين حورس،وجمال العين الملموس كان في الكحل الذي حرصوا علي أن يضعوه،وكان الرجل حريص علي التزين وتحديد العين بالكحل وكذلك المرأة فعلت،وزينة العين كانت مهمة خاصة أنها تحمل دلالة معبرة،حيث أنه حاليًا المصريين حريصين علي التزين ووضع الكحل في العين مما يؤكد وجود التواصل المستمر للحضارة المصرية منذ القدم حتي الآن.

كما أن نظافة الجسد عامة نوع من الجمال حيث كان المصري القديم حريص علي نظافة الجسد وتطييبه بالعطور،والكريمات عرفها المصري القديم ولم تكن لنعومة الجسد فقط،بل كانت هناك كريمات للبشرة المجعدة وكريمات للتقشير وهذا منذ آلاف السنين ومستمر حتي الآن،وهو ما يلمسه الزائر في المتحف،حيث نعرض مجموعة من التماثيل واللوحات تبرز تزيين الشعر في الحضارة المصرية القديمة

وقد كان المصري القديم لديه موضة تزيين الشعر،كما أنه عرف الباروكة ومنها باروكة ضمن المعروضات من الشعر الطبيعي،والتماثيل ستظهر أنه كانت لكل فترة تاريخية موضة للشعر وكانت لدي المصريين القدماء فكرة الباروكة كجزء من الإكسسوارات، ولأن الموسيقى من ناحية السمو الروحي نوع من الجمال،كما أنها تحسن الخلق الإنساني،فقد وضعنا ضمن سيناريو العرض بعض من الأدوات الموسيقية،كذلك لوحة تظهر فيها مجموعة من السيدات وهن يحضرن حفلة موسيقية ويمرحن،كذلك المعبود بس معبود الجمال والمرح حاضر بقوة في المتحف.

ورغم كثرة قنوات الطبخ حاليًا،فقد لا يعرف كثيرون أن المصري القديم كانت لديه ثقافة الطعام،لذلك يتضمن المتحف فتارين فيها فخار ذو أشكال وألوان مختلفة،حيث كان الفخار جزءا مهمًا من المطبخ عند المصري القديم، وكانت لديه ادوات من الجرانيت والألباستر،حيث استخدم كافة الاحجار في صنع الادوات والأواني،بأشكال مختلفة وملونة من الخارج وعليها رسوم زهرة اللوتس،وهذا نوع من الجمال كان يحرص عليها في كل نواحي حياته.

كما نعرض تمثال إوزّة من الالباستر ومجموعة سكاكين وسلال تخزين الطعام باشكال وأحجام مختلفة، ومناظر من جدران مقبرة سينفرو تمثل حملة القرابين، للتأكيد علي فكرة أن الباسكت أو السلال التي استخدمها في الحياة الدنيا موجودة أيضا في المقبرة للاستخدام في الحياة الأخري،وهذا تأكيد لفكرة التواصل بين الحياتين.

وفيما يتعلق برفاهية المنزل،فإنه منذ آلاف السنين كانت لدي المصري القديم الكراسي بأشكال مختلفة، منها للمائدة والكرسي الذي كان يسند عليه قدمه،وصناديق لحفظ الادوات والملابس، وهو ما يشبه جهاز"شوار" العروسة حاليًا، ونتذكر أن جداتنا وأمهاتنا كانت لديهن مثل هذه الصناديق حتي وقت قريب جدًا.

وفيما يتعلق بالعصور التاريخية الأخري،نعرض في المتحف قطعا عن الجمال في العصر اليوناني الروماني، ومنها ما يبرز جمال العين والعطور والملابس،ومن الفترة المسيحية نعرض قطعا تمثل ادوات الموسيقي والايقونات، وقطع فخار تظهر جمال المطبخ وامتداده عبر التاريخ.

وفي العصر الإسلامي كان الجمال في كل شيء حتي شباك القلة والمخطوطات وكتب العبادة،والجلسة أو القعدة العربي كما نسميها في العامية،وهو ما نعرضه ومعه المصحف والكرسي والكنبة والمشربية،حيث بذل فريق العرض المتحفي مجهودا كبيرًا في إخراج العرض بشكل رائع،مثل أن المشربية مثلا مرتبطة بفلسفة الضوء،وجانب آخر يظهر استخدام الخشب في العصر الإسلامي خاصةً في الأسقف والجدران.

كما نعرض من العصر الحديث قطعا من فترة الأسرة العلوية،وجزء خاص بطريق الحرير والذي تعمل مصر والصين علي احيائه كثقافة وتراث وحضارة،ومجموعة حلي الأسرة العلوية من صناديق كانت في البنك المركزي أول مرة تعرض.