تحولت بريطانيا اليوم الاثنين، إلى مدينة أشباح، بعد خلو شوارعها من المواطنين، وعمل ملايين العمال من منازلهم، بعد أن وصلت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لـ 1391، وارتفاع الوفيات لـ 35 شخصا.
ووفقًا لصحيفة "صن" البريطانية، باتت شوارع لندن الصاخبة صباح اليوم مهجورة مع تصاعد معركة البلاد ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بعد أن أصبح يعمل الكثير من الموظفين من المنازل عن بعد.
وظهرت عدد من محطات المترو أكثر هدوءا عن المعتاد، بعد أن قفز عدد وفيات كورونا في بريطانيا من 21 إلى 35 حالة.
وكان وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أعلن أمس، عن عزل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على السبعين لمدة تصل إلى أربعة أشهر، وذلك ضمن خطة عمل بلاده لمكافحة كورونا.
كما حذر الوزراء من أنهم قد يضطرون إلى تقنين المنتجات الخاصة بالمنظفات والمعقمات والمناديل، إذا استمر البريطانيون في الشراء بسبب ذعرهم، ما جعلهم يتعاملون بشكل عشوائي بشراء أضعاف حاجته من المتاجر.
ومن المحتمل أن يعمل الآلاف من البريطانيين من المنزل في المستقبل القريب، حيث تنضم بريطانيا إلى البلدان في جميع أنحاء العالم لتقليل الأنشطة اليومية.
وكانت قناة "العربية"، نقلت عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قوله إن العلماء نصحوا البلاد بعدم إغلاق المدارس في الوقت الحالي لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
يأتي ذلك ردًا على الانتقادات التي وجهت له بشأن عدم وضع الحكومة البريطانية خطة لمواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، واستمرار فتح المدارس والجامعات وذلك مع تفشي فيروس كورونا.
وقالت وسائل إعلام بريطانية إن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون تعتزم سن قوانين للطوارئ، هذا الأسبوع، لحظر التجمعات العامة، بعدما وصف منتقدون خطة الأزمة بأنها شديدة التراخي.
ونقلت صحيفة "تايمز" البريطانية عن مصادر بالحكومة قولها "صغنا تشريعا للطوارئ لمنح الحكومة السلطات المطلوبة للتعامل مع فيروس كورونا، بما في ذلك سلطات منع التجمعات العامة وتعويض المنظمين"، مضيفا "سننشر هذا التشريع خلال الأسبوع الحالي".
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، رعب الشعب البريطاني، الخميس الماضي، خلال خطاب وجهه لهم بشأن خطة الحكومة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، صادما إياهم بجملة "استعدوا لفراق أحبائكم".
وقال جونسون: "علي أن أكون واضحًا، سنكون صريحين، نحن أمام أسوأ أزمة صحية منذ عقود، يشبه البعض كورونا بالأنفلونزا الموسمية، ولكن للأسف هذا غير صحيح، هذا المرض أكثر خطورة وسينتشر أكثر فأكثر".
وأضاف: "الكثير من العائلات ستفقد أحباتها، واضح أن كورونا سيواصل الانتشار حول العالم، وفي بلادنا خلال الشهور القليلة المقبلة، قمنا بما يمكننا عمله لاحتواء هذا المرض، لكن تحول المرض إلى وباء عالمي".
ولفت جونسون إلى أن العدد الحقيقي للمصابين بفيروس كورونا على مستوى العالم قد يكون أكبر بكثير من الحالات المؤكدة.
وأشار إلى أن المعركة ضد الفيروس تنتقل من الاحتواء إلى تأخير التفشي، موضحا أن الحكومة تدرس حاليًا إلغاء التجمعات الكبرى مثل الأحداث الرياضية لكن باعتماد آراء العلماء والمختصين.