كثير من الناس شاهدوا فيلم "ألف مبروك" للنجم أحمد حلمي، وتتكرر الأحداث اليومية للبطل في دائرة مغلقة، الأمر لطيف بالنسبة لفيلم سينما مثير للخيال، لكن الواقع يختلف، خاصة عند الحديث عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" مرتين.
ذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن رجلا يابانيا أصيب بفيروس كورونا وتعافى منه، واكتشف إصابته بالفيروس مجددا بعد أقل من 3 أسابيع من مغادرته المستشفى.
كان الرجل عاثر الحظ، في السبعينيات من عمره، أحد ركاب السفينة السياحية الموبؤة "Diamond Princess"، وثبتت إصابته الأولى بفيروس كورونا في 14 فبراير الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء اليابانية (NHK) أنه تم وضعه في الحجر الصحي ومعالجته في مستشفى في طوكيو وكانت نتيجة اختباره سلبية في 2 مارس.
ولكن بعد عودته إلى منزله في ولاية مي، داخل منطقة كانساي، لكن ظهرت أعراض الفيروس مرة أخرى وأصيب بحمى وصلت خلالها درجة حرارته إلى 39 درجة مئوية يوم الخميس. وفي اليوم التالي ذهب إلى المستشفى لإعادة اختباره، وتأكد أنه مصاب مرة أخرى يوم السبت.
وقالت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" الأمريكية، إن هناك أكثر من 100 حالة في الصين ثبتت إصابتها بفيروس كورونا مرة ثانية بعد تعافيهم من المرض.
في حالة واحدة على الأقل، توفى رجل يبلغ من العمر 36 عامًا في وقت سابق من هذا الشهر في ووهان الصينية، مركز تفشي المرض، بعد 5 أيام من إعلان مسؤولي الصحة أنه تعافيه وخرج من المستشفى. وفي مقاطعة جوانجدونج الصينية، قال مسؤولو الصحة إن 14 % من الأشخاص الذين تعافوا في المقاطعة والذين أعيد اختبارهم فيما بعد جاءت نتائجهم إيجابية، أي أنهم أصيبوا للمرة الثانية. كذلك ظهرت حالات مماثلة في كوريا الجنوبية.
وقال فيليب تيرنو جونيور أستاذ علم الاحياء الدقيقة والأمراض بجامعة نيويورك لرويترز الشهر الماضي إنه "بمجرد اصابتك بالعدوى يمكن أن تظل خاملة بأقل أعراض، وبعد ذلك يمكن أن تتفاقم في حال وجد الفيروس طريقه إلى الرئتين".
على الجانب الآخر، يقول العلماء إنه من غير المرجح إمكانية إصابة شخص بعوى كورونا مرتين متتاليتين، وأشاروا إلى إمكانية وجود خطأ في الاختبارات، أو أن المستشفيات شخص تعافيهم وإعادتهم إلى منازلهم قبل الأوان.
وقال كيجي فوكودا، مدير كلية الصحة العامة بجامعة هونج كونج ، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز إنه: "إذا أصبت بعدوى كورونا، فإن نظام المناعة لديك سيعمل ضد الفيروس. إعادة العدوى مرة أخرى عندما تكون في هذا الموقف سيكون أمرًا غير معتاد تمامًا ما لم يكن جهازك المناعي لا يعمل بشكل صحيح".
وكشف أنه عندما يتم إخراج المرضى المتعافين من المستشفيات تكون أجسامهم حاملة لشظايا خاملة وغير معدية لكنها تشبه الفيروس عند اختبارها.
وأوضح: "قد يكون الاختبار إيجابيا، لكن العدوى ليست موجودة".
وفي جلسة استماع أمام لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب يوم الخميس، سُئل أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، عما إذا كان الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس قد يكونون محصنين الآن من الإصابة مجددا. وقال فوسي: "لم نثبت ذلك رسميًا، ولكن من المرجح بشدة أن يكون هذا هو الحال". "لأنه إذا كان هذا يعمل مثل أي فيروس آخر، فبمجرد تعافيك، لن تصاب بالعدوى مرة أخرى".
كما يشير تقرير لمجلة "فوربس" الأمريكية، إلى احتمالية الإصابة مرة أخرى بفيروس كورونا "كوفيد 19" بعد التعافي منه، ليس هذا وحسب، بل إنه أيضا لا يمنع من التعرض للإصابة بفيروسات أخرى من نفس السلالة مثل سارس "كوف-2". بحسب الحالات التي ظهرت في السابان والصين كنموذج.
وساق مثالا لمرشدة سياحية يابانية أوردت قصتها وكالة رويترز البريطانية.
ويقول تقرير "فوربس" ما ملخصه إن الإصابة مرة أخرى بفيروس كورونا غبر محتملة سوى في حالة وجود مشكلة في الجهاز المناعي للشخص المصاب، فالطبيعي أن يكون لجهاز المناعة دفاعات ضد الفيروس بعد الإصابة في المرة الأولى.
لكن فيما يخص إمكانية الإصابة بفيروس آخر من سلالة الفيروسات التاجية، ينقل التقرير عن مقالة نشرت في يناير الماضي بمجلة "Journal of Medical Virology"، أن الاستحابة المناعية تجاه فيروس ما، لن تكون بالضرورة مماثلة لفيروس آخرـ حتى لو كان كلا الفيروسين أنواعا مختلفة من سلالة مثل التاجية، ويعتمد هذا أيضا على مدى قزة نظام المناعة لدى الشخص تجاه فيروسات مثل "سارس- كوف2".
ويشار إلى أن "جهاز المناعة ينسى"، فبعد الإصابة بفيروس قد تتلاشى المناعة المكونة تجاهه بعد فترة من التعافي منه، ما يسمح بعودة العدوى مرة أخرى.
يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت أمس الإثنين عن إجراء أول التجارب البشرية للقاح فيروس كورونا الجديد، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القول في كلمة بالبيت الأبيض، إنه "بمجرد انتهاء الفيروس، ستشهدون ارتفاعا في الأسواق المالية لا تتخيلوه".