الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا المصريين وعاصفة التنين



ما نزلت بهم من نازلة إلا وكان مصيرها السخرية والنكات الضاحكة، مهما طغت عليهم الظروف إلا وكانت الكوميديا وخفة الظل متنفسهم الوحيد للهرب إلى دائرة النور وأبواب الأمل، تجدهم في أحلك الظروف يتسابقون في إطلاق الطرائف وتدشين النكات الجديدة، أو تركيب المواقف الحياتية على ما يشبهها من المشاهد السينمائية والدرامية بطريقة ساخرة.
فيروس كورونا الذي أصبح شبحا يهدد العالم أجمع تحول إلى مادة دسمة استغلها المصريون في تعبئة مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والضحكات رغم كل ما يهددهم من مخاطر، تحول إلى مادة تستطيع من خلالها أن تؤلف أفلاما كوميدية كاملة وأعمالا درامية طريفة بطلها وصانعها هو الشعب المصري.
إذا تجولت في مواقع التواصل الاجتماعي للمصريين فانظر في ساعتك قبلها وابدأ جولتك، وبعد أن تنتهي انظر في ساعتك مرة أخرى، لن تصدق أنك استغرقت كل هذا الوقت في قراءة أو مشاهدة ما صنعه المصريون في هذا الفيروس الذي تحول من شبح إلى أضحوكة ونكتة- فيروس مسكين.
رغم يقينهم ومعرفتهم الكاملة بمخاطر هذا الفيروس، وقدرته على زهق الأرواح إلا أنهم لا يعبأون بكل هذا، وأطلقوا هاشتاجات يعبرون فيها عن نظرتهم لهذا المرض «#كورونا_مين_إحنا_مصريين»، وكأنهم يقولون في أنفسهم «ماذا يكون ذلك الفيروس بجانب ما تعرض له المصريون طيلة حياتهم؟»، سؤال يحمل بين طياته ثقة كبيرة وقدرة هائلة على تخطي الصعاب حتى ولو كانت بالسخرية والكوميديا السوداء.
«يعني يوم ما أموت، أموت بفيروس صيني يعني كمان مش أصلي».. جملة أطلقها المصريون للسخرية من الفيروس صيني النشأة وكأنه إحدى الصناعات الصينية المعروف عنها قلة الجودة، والعمر القصير، التي تغزو الأسواق المصرية والعربية، ليسخر المصري حتى من الطريقة التي يموت بها وكأنه ينتقيها إيمانا منه بأنه ميت لا محالة.
«سكر محلي محطوط على كريمة»، مقطوعة لأغنية شعبية مصرية ذاع صيتها مؤخرا في الوطن العربي بل وفي العالم، حولّها المصريون إلى مادة للسخرية من الفيروس ومن الإعصار الذي ضرب مصر خلال الأيام القليلة الماضية، حتى أصبحت «إعصار محلي محطوط على كورونا»  وكأنه ترحيب بمصائب تنزل تباعا عليهم غير عابئين بمخاطرها ولا النتائج التي قد تترتب عليها.
إنهم المصريون، يدركون جيدا ما يحيط بهم من مخاطر، لكنهم أيضا لا يهولون الأمور ويتعاملون معها بنوع من السخرية حتى تمر بسلام أو على أقل تقدير تمر بأقل الخسائر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط