قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فى الأزمات.. ناس ذھب وناس صفیح!


ماذا حدث للشخصیة المصریة؟!،.. وكیف حولت
الأزمات من ظنناھم ذھب إلى نحاس وآخرون أثبتوا
بمواقفھم أنھم أغلى من الماس؟!.. أسئلة لا تفارقني
لیل نھار،..فلا یوجد أصدق من الأزمات لاكتشاف
معادن البشر، وما بالنا بأحداث طاحنة شھدتھا البلاد
خلال أسبوع واحد فقط ! فلم یقتصر الأمر على
تقلبات جویة راحت لحال سبیلھا بل أعقبھا تطور
فجائي لھذا الفیروس المسمى "كورونا" ویعلم
المولى أخره..
بعیدًا عن موقف الحكومة في إدارة الأزمات بدء
من إجراءات احترازیة قبل ھطول الأمطار التي
وصلت حد السیول من إجازة الخمیس الماضي و
قطع المیاه والكھرباء عن المناطق المتضررة ولولا
ھذا القرار الحكیم كانت الأمور وصلت لما لا یحمد
عقباه، و انتھاء بتعلیق الدراسة والطیران وتخصیص مبلغ 100ملیار جنیھ لمواجھة ھذا
"الكورونا"..
أتوقف عند الأھم وھو أنا وأنت ونحن ومواقفنا في
التعامل مع الأزمات المختلفة.. فببساطة لا یوجد
حكومة ناجحة بلا مواطن واعي یساعدھا في تنفیذ
مھامھا..
من ھنا تأتي ضرورة معرفة معادن الناس
باعتبارھم یشكلون المجتمع الذي نعیشھ ، لن أتحدث
عن أصحاب معدن الصفیح وھم فریق الشامتین في
بلادھم وكأنھم لا شربوا من نیلھا ولا أكلوا من
خیرھا، لكن دعونا نتوقف عند رجال ونساء أثمن
من الذھب كمجموعة رجال التجمع اللذین تطوعوا
بسیاراتھم ذات الدفع الرباعي لإنقاذ العربات الغارقة
بفعل الأمطار بلا مقابل، وصاحب مطعم المھندسین
الذي فتح محلھ لمبیت وأكل المحتاجین مجانًا، وأخر
في الإسكندریة نزل في عز البرد لإیواء كلب
عجوز وإطعامھ، وأبدًا لن أنسى ھؤلاء الشبان
والفتیات اللذین كونوا فریق عمل لإغاثة المشردین في الشوارع وإطعامھم ومن بقایا الأكل یطعمون
الكلاب والقطط.. ولن أغفل عن ھاتین السیدتین
فصورتھما محفورة كالوشم على حائط ذاكرتي
الأولى ھرولت في الأمطار لإنقاذ جراوي الكلاب
والثانیة جلست وسط الشارع الغارق بمیاه المطر
لبیع الخضار حتى لا تمد یدھا لأحد!.. كذلك كم
تمنیت وغیري من الحالمات بالغرام أن تحظى أحدنا
بمثل ھذا الشاب الذي تحدى البرد والإعصار ووقف
تحت شباك حبیبتھ لیعزف أغنیة رومانسیة على
طریقة أفلام العندلیب لیعلن بحلو مشاعره أن الحب
وحده یكفي لإنھاء أي أزمة .. وبین كل ھؤلاء شبان
لم استطیع تصنیف معدنھم ربما لأنھم یتسمون بالا
مبالاة، وجائز لا یستوعبون تبعات لھوھم حتى أنھم
سبحوا ولعبوا بالكرة في المناطق الغارقة غیر
عابئین بخطورة ذلك لو لامست أجسادھم أحد أعمدة
الكھرباء المبللة!..
أما لو انتقلنا للفیروس المستجد وما صاحبھ من
مخاوف تكشف معادن البعض فلن أتكلم عن "الفالصو" من تجار الأزمات لأن السجون ھي
المكان الذي یستحقونھ لكنني تعجبت من حالة الھلع
التي أصابت البعض فأكدت على تدینھم الظاھري،
فالمؤمن الحق لا یخشى الموت لأنھ على یقین أن
اجلھ مكتوب بكورونا أو بدونھا في أي وقت .. ومن
ثم یتخذ الإجراءات الاحترازیة لسلامتھ ولا یضع
ھمھ على بطنھ ویتكالب على شراء السلع الغذائیة
فیصنع أزمة یدفع ثمنھا وغیره..
وبعد،..ألیست معادن المصریین وما طرأ علیھا من
متغیرات كلما باغتتھم أحدى الأزمات باتت بحاجة
لمزید من الأبحاث والدراسات حتى نصل لمضمون
الرسائل المؤثرة لكل فئة اجتماعیة لمساندة الدولة في
تنفیذ خطط الإصلاح السیاسي، الاقتصادي،
والاجتماعي للنھوض ببلدنا؟!..