الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سباق الحياة يشتعل بين عدة دول.. مختبرات كبرى حول العالم في مهمة خاصة لمطاردة كورونا.. إجراء التجارب السريرية لأدوية محتملة بدأ بالفعل.. والنتائج الأولية واعدة

مكافحة فيروس كورونا
مكافحة فيروس كورونا

  • روسيا تعلن إطلاق أبحاث لقاح على الحيوانات
  • الصين تجيز إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره ضد كورونا
  • لقاح ريمديزفير من صنع شركة جلعاد قد يكون الأقرب ليطرح في الأسواق
  • منافسة حامية بين مختبرات فرنسا وألمانيا وأمريكا للسبق في إنتاج دواء كورونا

تسعى مختبرات الأبحاث وصناعة الأدوية في أنحاء العالم للتوصل إلى لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا المستجد باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة.

وبحسب إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، يجمع علماء الفيروسات أن مكافحة فيروس كورونا المستجد، لا يمكنه أن يكلل بنجاح إلا إذا تمّ تطوير لقاح ضد وباء صنّفته منظمة الصحة العالمية بأنه "جائحة عالمية".

وبعد أن أعلن مسئولون أمريكيون في القطاع الصحي الاثنين بدء أول تجربة بشرية للقاح محتمل لفيروس كورونا في مدينة سياتل، أعلنت الثلاثاء كل من الصين وروسيا السير على خطوات مماثلة، فقد أورد تقرير في صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الشيوعي أن بكين أجازت إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره لمحاربة فيروس كورونا المستجد.

روسيا بدورها أعلنت الثلاثاء إطلاق أبحاث لقاح على الحيوانات ضد فيروس كورونا، وتأمل بالتوصل إلى نماذج أولى واعدة في يونيو.

بالموازاة مع ذلك، هناك خطوات فعلية حققت من أجل التوصل إلى علاج في وقت قريب. وهناك علاج مضاد للفيروسات في الولايات المتحدة أظهر نتائج مبكرة واعدة وهو حاليا قيد التجربة قبل حصوله على موافقة الهيئات الناظمة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلماء قد حثّ شركات الأدوية على تسريع عملية تطوير الدواء، لكن الخبراء يقولون إن قيودا أساسية قد لا تترك هامشا كبيرا للتحرك.

وكتب إتش. هولدن ثورب، رئيس تحرير مجلة "ساينس"، ردًّا على دعوات الرئيس ترامب: "يجب أن يكون للقاح أساس علمي أساسي. يجب أن يكون قابلا للتصنيع. يجب أن يكون آمنا. قد يستغرق هذا الأمر عاما ونصف العام أو أكثر من ذلك بكثير".

وأضاف: "المسئولون في قطاع صناعة الأدوية يملكون كل المحفزات للتوصل إلى لقاح بسرعة، فهم سيبيعونه في النهاية، لكنهم يعرفون أيضا أنه لا يمكنهم خرق قوانين الطبيعة لإنتاجه".

وتموّل الولايات المتحدة العديد من شركات صناعة الأدوية حول العالم، وذلك من خلال وزارة الصحة والمعاهد الوطنية للصحة.

كذلك يساعد الائتلاف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، وهي منظمة عالمية مقرها في أوسلو على تمويل عدد من الشركات ومعظمها من الشركاء الأصغر حجما الذين يفتقرون للقدرة على الإنتاج بكميات ضخمة، وقد وفّر حتى الآن حوالي 24 مليون دولار لهذه الشركات، من بينها شركة ألمانية قطعت شوطا مهما في هذا الاتجاه، وكانت قد شدّت إليها الأنظار بقوة قبل يومين بعدما باتت موضوع نزاع بين الحكومتين الأمريكية والألمانية.

ومن بين كل الأدوية المرتبطة بالفيروس الذي يسبب وباء كوفيد 19، قد يكون لقاح ريمديزفير من صنع شركة جلعاد للعلوم هو الأقرب ليطرح في الأسواق. وهو ليس جديدا بل تمّ تطويره لمحاربة الفيروسات الأخرى بما في ذلك إيبولا (ثبت أنه غير فعال) ولم تتم الموافقة عليه بعد لأي وباء.

ومع ذلك، فقد ظهرت نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى فيروس كورونا المستجد في الصين، وفقا للأطباء، والشركة تمضي قدما في التجارب السريرية النهائية في آسيا (المعروفة بـ"المرحلة 3")، كذلك استخدم لمعالجة مريض أمريكي واحد على الأقل حتى الآن.

وقال أنطوني فاوسي، من المعاهد الوطنية للصحة وأحد كبار الخبراء في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه قد يكون متاحا في "الأشهر القليلة المقبلة"، فيما أوضح المسئول في منظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد خلال مؤتمر صحافي عقد أخيرا في الصين، أن "ثمة عقارا واحدا فقط نعتقد أنه قد يكون له فعالية حقيقية وهو ريمديزفير".

ويطرأ تغيير على ريمديزفير داخل جسم الإنسان ليصبح مشابها لواحدة من أربع كتل للحمض النووي تسمى نوكليوتيدات. وقال نيومان لوكالة فرانس برس إنه عندما تنسخ الفيروسات نفسها، تقوم بذلك "بسرعة وبشكل عشوائي"، ما يعني أنها قد تدمج هذا اللقاح في بنيتها علما أن الخلايا البشرية التي تكون أكثر سرعة، لا ترتكب الخطأ نفسه.

وإذا اندمج الفيروس مع اللقاح، فإن الدواء يضيف تحولات يمكنها القضاء على الفيروس.

وخلال أسابيع من كشف باحثين صينيين عن التركيبة الجينية للفيروس أمام العامة، تمكن فريق من جامعة تكساس في أوستن من إنشاء نموذج طبق الأصل لبروتيناته الخبيثة، وهو الجزء الذي يتشبث بالخلايا البشرية ويلحق الضرر بها، وتصويرها باستخدام مجهرٍ إلكتروني مبرد.

ويشكل هذا النموذج الآن أساسا للقاح محتمل لأنه قد يثير استجابة مناعية في جسم الإنسان دون التسبب في ضرر. وتعمل المعاهد الأمريكية للصحة مع "موديرنا"، وهي شركة جديدة نسبيا أطلقت في العام 2010، لصنع لقاح باستخدام المعلومات الوراثية للبروتين لزراعته داخل أنسجة العضلات البشرية بدلا من حقنه فيها. وتخزن هذه المعلومات في مادة عابرة وسيطة تسمى "آر ان إيه مسنجر" تنقل الشيفرة الوراثية من الحمض النووي إلى الخلايا. وقد بدأت تجربة اللقاح البشرية الأولى في 16 مارس بعدما أثبت فعاليته لدى الفئران.

وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يكون اللقاح متاحا في السوق في غضون عام ونصف تقريبا، وجاهزا في حال استمرار تفشي فيروس كورونا حتى موسم الإنفلونزا المقبل، وفقا للعالم الأمريكي أنطوني فاوسي.

وضمن هذا السباق المحموم، تتعاون حاليا شركة الأدوية الفرنسية سانوفي مع حكومة الولايات المتحدة لاستخدام ما يسمى "منصة الحمض النووي المؤتلف" لإنتاج لقاح محتمل.

وتتيح هذه الطريقة أخذ الحمض النووي للفيروس ودمجه مع الحمض النووي لفيروس غير ضار، ما يحدث وهما قد يثير استجابة مناعية، ويمكن بعد ذلك زيادة المستضدات التي ينتجها.

وهذه التكنولوجيا هي أساس للقاح الإنفلونزا الذي طورته سانوفي ويعتقد أن موقعها جيد في هذا السباق بسبب لقاح سارس الذي ابتكرته ووفر حماية جزئية لدى الحيوانات.

وأفاد ديفيد لوي، رئيس قسم تطوير اللقاحات في الشركة، بأن سانوفي تتوقع جهوزية هذا اللقاح المحتمل للاختبارات المخبرية في غضون ستة أشهر وللاختبارات السريرية في غضون عام ونصف العام.

"إينوفيو" شركة أدوية أمريكية أخرى، تأمل في "بدء التجارب السريرية البشرية في الولايات المتحدة في أبريل وبعد ذلك بوقت قصير في الصين وكوريا الجنوبية، حيث يؤثر تفشي الفيروس على نسبة كبيرة من الأشخاص"، وفق ما جاء في بيان مديرها جيه جوزيف كيم.

كما تبحث شركة الأدوية الأمريكية "جونسون أند جونسون" في استخدام بعض الأدوية الموجودة لديها لغير غرضها الأساسي لمعالجة أعراض المرضى المصابين بفيروس كورونا.

وعزلت شركة "فير" للتكنولوجيا الحيوية ومقرها في كاليفورنيا المضادات الحيوية من الناجين من فيروس سارس أملا في استخدامها لمعالجة فيروس كورونا المستجد.