الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حظر تجول يا ريس


في حوار من القلب للمصريين بالأمس، خلال لقائه مع عدد من السيدات المصريات من مختلف المجالات بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة المصرية، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن أزمة فيروس كورونا غير مسبوقة على مستوى العالم كله، موضحًا أن الفيروس موجود في 177 دولة، ومؤكدًا أن الإعلام المصري يقوم بدور رائع في التوعية بمخاطر أزمة فيروس كورونا المستجد وطالب الرئيس من المصريين، مساعدة الشعب بمزيد من الصمود والإصرار لمواجهة أزمة كورونا.


وقال مخاطبًا المصريين: «أرجو إن الناس تقعد في بيوتها لتقليل أي تعرض للمرض.. هذا أمر جلل، لا أريد تخويفكم، نتمنى تجاوز الـ 14 يومًا المقبلين بأقل حجم من الضرر».


وفي حوار من القلب، مع عدد من المواطنين المصريين يلتقون بشكل لحظي، على "واتساب جروب"، أُنشأ خصيصًا لمواجهة المفاهيم المغلوطة حول Covid19، فيروس كورونا، في محاولة لتصحيحها والإجابة عن أكبر قدر من الأسئلة، من خلال علماء في مجال طب المايكروبايولوجي، ليقوم كل فرد في هذه المجموعة بنشر هذه الأفكار الإيجابية والمعلومات الصحيحة، على مجموعات أخرى هم أعضاء بها، أو من خلال الفيسبوك أو تويتر..  فقد وجدنا ضرورة مواجهتها انطلاقًا من واجبنا، كُلٌ في قطاعه.


هذه المجموعة على هذا التطبيق، تحمل عدد من الأطباء والعلماء المصريين من مختلف أنحاء العالم، وعدد من المفكرين ورجال الصحافة والإعلام، واتفقوا على ضرورة فرض حظر تجوال، فترة ال14 يومًا القادمين، حفاظًا على سلامة مصرنا العزيزة وأرواح شعبها وترابها النفيس.


وهذه المبادرة من المواطنين الشرفاء، من محبي هذا الوطن الغالي، تنطلق من بعض المشاهدات والتصرفات والسلوكيات اليومية، التي نرى أنها من قد تؤثر سلبًا على انتشار الوباء، وكما تعلمون، وكما أكدتم سيادتكم في كلمتكم أمس الأحد، أن دولًا كثيرة لم تنجو من الوباء، بل وتزداد الأعداد، فيها بشكل مرعب، بمجرد المخالطة أو خروج الأفراد في أماكن مزدحمة.


وبما أن المواصلات العامة، سيادة الرئيس، مازالت تعمل  والميكروباصات مكتظة بشكل يومي، وحتى بالرغم من القرار بمنع الصلاة في المساجد، وبالرغم من تغيير الآذان، من قبل الأوقاف، ليصبح ألا صلوا في بيوتكم، مازال البعض يقيم الآذان على الطريقة القديمة، ومازال البعض لا يبالي وينزل للصلاة بالرغم من إغلاق الحرمين المكي والمدني.


في بعض المناطق شعبية يُقيمون الأفراح والليالي الملاح، وهؤلاء لا يبالون، لا يصدقون وجود الفيروس، بل ويعتقدون أنه بدعة، فيقومون "بالتريقة" على كورونا، ما يجعلنا نستشعر القلق على أنفسنا.. فإذا كان هؤلاء يرتعون ويخالطون بهذه الطريقة، والمساجد تجد من يرتادها، فإلى أين نحن ذاهبون؟ ونحن في بدايات الأسبوع الثالث والرابع، الذي يشهد الانفجار العددي، كما تؤكده المنظومة الحسابية أو الهندسية في حسابات الأعداد في تزايد الوباء بالدول.


ولا ننكر ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الدولة المصرية تعاملت مع أزمة كورونا «من البداية وكالعادة بمنتهى الشفافية»، بالرغم من وجود من يشكك في كل إجراء تقوم به الدولة.


ورد الرئيس السيسي على المشككين في البيانات الرسمية المصرية، متسائلًا: «انتوا مستكترين إن ربنا محافظ علينا في ظل ما يحدث مع أخذنا بالأسباب؟».


وتحدث الرئيس السيسي عن تعليقات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: «مواقع التواصل الاجتماعي تشغي بفيديوهات وتعليقات، المصريين دمهم خفيف في الحقيقة، لكن كما نقول ربنا لطيف بنا وقمنا بإجراءات غير مسبوقة من جانب الدولة بداية من مجموعة المصريين التي أحضرناهم من المقاطعة الصينية ووهان».


أدعو زملائي الإعلاميين، الصديق الإعلامي المحترم،  تامر أمين، وباقي الزملاء من لهم كلمة مع الجمهور من فضلكم: "اطلبوا من المصريين مزيد من المسئولية والانضباط لمدة أسبوعين فقط".. فالكلمة مسئولية سيحاسبنا الله عليها..  فمازال بيننا من هو غير مسئول ولا يشعر بأهمية المرحلة الحرجة من عمر الفيروس.

من كل قلبي: سأختم المقال بنفس الدعاء الذي ختم به الرئيس السيسي كلمته للأمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلمُ أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذُ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم"...  من قالها حين يُصبح وحين يُمسي لم تصبه فتنة لا في نفسه، ولا ماله ولا أهله...... اللهم آمين.

يا سيادة الرئيس نرجوك فرض حظر تجوال حفاظًا على أرواحنا وعلى مصرنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط