EN 
صدر حديثا عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع "الآن ناشرون وموزعون"، مجموعة شعرية بعنوان "أيام بمفاتيح صدئة"للشاعر العُماني طالب المعمري.
تجسد مجموعة "أيام بمفاتيح صدئة حالة حادة من الغضب النبيل الذي يكاد يطال كل شيء؛ فهو غضب شخصي، وغضب اجتماعي، وغضب إنساني، وغضب وجودي.
وتنساب اللغة في المجموعة لتنسج رؤية الشاعر تجاه الذات وما يحيطها، فيقول المعمري في قصيدة "خديعة":
"أيها العابر
بالكلمات بلا رحمة
كم جلدًا لك تَغيّر
كم اشتهاك الزمن
واشتهيته بحنينٍ كاذب
وأرى الموت
حيًّا يتمشّى
ليجدّد نفسه فيك
وأراك هنا".
ويصر الشاعر الرابض في أعماق المعمري على مجابهة الحقيقة مهما
كانت النتائج.
يقول في قصيدة "يأتيك الوقت":
"لا بيدك رسالة سماء
ولا صبر أيوب لتنجو
يأتيك الوقت
كخصم
فليأتِ".
وترتفع وتيرة الغضب معبّرة عن ضيق الشاعر في أكثر من قصيدة، ومنها
"جدار":
"كم لسانًا
تحتاج لتصنع
ثغرة في هذا الجدار"
ويرفض الشاعر في قصيدة "رسالة" شكل الحياة الذي أصبح يطوّق الناس ويسلب الأشياء معناها الحقيقي وجوهرها:
"كمن يرقب الأسى
فوق سرير الصحراء
كمن يرى الخراب
بصرًا وبصيرة
حيث الكلأ البترولي
أسلوب حياة
الصحراء تشابهت
على امرئ القيس
وفي حقيبة طرفة بن العبد
رسالة سفر ووداع".
يشار إلى أن المعمري يعمل مديرًا للتحرير في مجلة "نزوى" الثقافية، وصدر له سابقًا: "من يأمن اليابسة" (شعر، 1995)، "جبل شمس" (شعر، 2005)، "القفار سردًا" (قصص، 2006)، "إبرة الكلام" (مقالات ونصوص، 2009)، "نهار غامض" (شعر، 2013)، "عُمان، مدن وحياة" (دراسات، 2015)، "لا شيء" (شعر، 2017).
